الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجزائر تحتفل بيوم المرأة بمعرضٍ لمنتَجات النساء الريفيات

الجزائر تحتفل بيوم المرأة بمعرضٍ لمنتَجات النساء الريفيات
7 مارس 2011 20:22
مع حلول شهر مارس الحالي، نظمت الجمعيات الناشطات في مجال حقوق المرأة العديد من النشاطات ككل سنة، بينما فضلت وزارة الأسرة وقضايا المرأة تنظيم معرض لمنتَجات النساء الريفيات في مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين للاحتفال بالمناسبة بشكل عمَلي بعيداً عن تكرار الخطب وشعارات تحرر المرأة. شارك في معرض “منتجات النساء الريفيات”، الذي أقيم في إطار احتفال الجزائر بيوم المرأة العالمي، عشرات السيدات اللواتي قدّمن منتجات متنوعة في مجالات مختلفة، منها الخياطة والتطريز والملابس والحليّ التقليدية والمنسوجات اليدوية والحلويات المنزلية وإنتاج عسل النحل وصناعة الفخار والأواني بالإضافة إلى المنتجات الريفية التي تُصنَّع تقليدياً في البيوت منذ عشرات العقود. دعم وزاري حظي معرض “منتجات النساء الريفيات” بحضور ثلاثة وزراء جلسة الافتتاح وهم وزيرة الأسرة وقضايا المرأة نوارة سعدية جعفر، ووزير التكوين المهني الهادي خالدي، ووزير الاتصال ناصر مهل، ونوّهت وزيرة الأسرة بالمناسبة إلى “التقدم المسجَّل في مجال ترقية المرأة الريفية في عالم الشغل والتنمية”، حيث أشادت بتقدم نوعية المنتجات المعروضة. وقالت إن ذلك جاء بفضل دعم الدولة للمرأة الريفية بهدف فكّ العزلة عنها وإدماجها في عالم الشغل والإنتاج، مذكِّرة بما قدمته الدولة في مجال التكوين والدعم المادي لهذه الفئة المهمَّشة. وقالت إن تنظيم هذه المعارض يسمح للجزائريين بالاطلاع على منتجات النساء الريفيات في مختلف المجالات. وفي مجال الملابس والمنسوجات التقليدية، برزت تجربة “جمعية الوفاء لحماية الصناعات التقليدية” بولاية المسيلة شرق الجزائر بعرضها تشكيلة من الزرابي والمنسوجات والملابس المحلية زاهية الألوان. إلى ذلك، تقول رئيسة الجمعية معاشي زينب إنها دربت 75 فتاة ريفية في مختلف المنتجات التقليدية بالتنسيق مع مركز التكوين المهني بالمنطقة، وقد تخرجن وأصبحن يعملن الآن في ورشات خاصة. بينما تقول مباركة بن حواء (من ولاية الجلفة)، ومنى ازرو (من النعامة، جنوب غرب الجزائر)، إنهما شرعتا في العمل بمجال الخياطة وإنتاج الملابس التقليدية منذ عام فقط، ومع ذلك تشعران أن حياتهما تغيَّرت كثيرا نحو الأفضل. وفي مجال الصناعات والمنتجات التقليدية برزت تجربة نادية رضواني من تيزي وزو في إنتاج الحلي التقليدية الأمازيغية المرصَّعة بالمرجان والأصداف والفضة، والتي استقطبت الزائرات، وتؤكد رضواني أن الكثيرات يفضلن حليَّها التقليدية، من سلاسل وخواتم وأساور تقليدية، على الحلي العصرية، نظراً لحرصها على إتقان عملها، برغم ضعف إمكاناتها المادية وافتقارها إلى ورشة لصناعة حليِّها. الرسم بالرمل تميز المعرض بتجارب لافتة منها تجربة آمال مغربي (من ولاية بشار، جنوب غرب الجزائر) والتي كانت أقرب منها إلى الإبداع الفني من الأعمال النسوية التقليدية؛ إذ عرضت مغربي مجموعة من اللوحات الفنية المنتَجة في غالبيتها بمادة الرمل، ركزت فيها على تقاليد هذه المنطقة الصحراوية فأبرزت الرجل “الطارقي” والجمل والصحراء في لوحات صغيرة تمثل خريطة الجزائر، كما أبدعت أشكالاً رملية متباينة على لوحات أخرى كبيرة مزينة برسوم رائعة. والمثير أن مغربي لم تتخرج في أية مدرسة للفنون الجميلة، فهي موهبة عفوية صقلتها بالتجربة وطول الممارسة التي تعود إلى أعوام طويلة كانت خلالها ترسم اللوحات التشكيلية التقليدية قبل أن تقرر التحول إلى “اللوحات الرملية” بداية من عام 2001. عن تجربتها، تقول “اكتشفتُ أن العمل بالرمل أسهل بكثير من العمل بالألوان الزيتية والمائية، في الرمل نجد كل الألوان وليس الأصفر فقط كما هو شائع، وأعمل على مزجها بطريقة فنية لأخُرج عملاً منسجماً يحظى بقبول الجمهور”. وتعمل مغربي على إبراز التراث الصحراوي الجزائري العريق في أعمالها الفنية. وتقول إنها تحظى بإقبال كبير من السياح الأجانب، لكنها تعاني من مشكلة التسويق خارج المواسم السياحية والمعارض. وعرضت فنانة أخرى وهي نسرين عبد اللاوي (من ولاية تيسمسيلت غرب الجزائر) مجموعة من اللوحات التشكيلية الجميلة التي تتناول مواضيع شتى تتكئ على الطبيعة، والحياة اليومية للجزائريين وتقاليدهم الثرية، وتقول إنها لم تدرس في أية مدرسة للفنون الجميلة وهي فنانة عِصامية تشق طريقها بإمكاناتها الذاتية. رسم على الزجاج حياة قادري لفتت الانتباه برسومها الجميلة على الزجاج، وهي ترسم على الكؤوس والصحون والمرايا، ولا تكتفي بالرسوم بل تلصق على الزجاج وروداً وأزهاراً بالعجينة وبألوان زاهية، وتؤكد حياة أن “تجربتها ناجحة جدا، والطلبات على منتجاتها الابداعية كثيرة”. تجربة إبداعية تتعلق بصناعة مجسمات صغيرة للسفن من مادة الفلين، وحظيت التجربة بإقبال كبير من الزوار، وتقول صاحبتها زهيرة خلاليف (من ولاية جيجل شرق الجزائر)، إنها تمارسها منذ 22 سنة، بعد أن تعلمتها على يد زوجها الفنان، وتقضي أوقاتها في البيت في تصميم هذه السفن. وتؤكد نجاح تجربتها الابداعية بسبب “تميزها وتفرّدها” في المنطقة حيث تقتنيها محال للصناعات التقليدية منها كما يقبل عليها السياحُ في الصيف. وشاركت نوال بن بكير (من وهران غرب الجزائر) بنحت قطع أثاث صغيرة من الخشب كالطاولات والكراسي والصناديق وهي موجهة للديكور وتزيين الصالونات. وتقول إنها مستوحاة من تكوينها في مجال صناعة الأثاث والنحت، وتؤكد نجاح تجربتها التي بدأتها منذ سبع سنوات، إلا أنها تأمل بالحصول على قرض بنكي لتوسيع نشاطها. ورغم ارتياح العارضات لخوضهن غمار العمل المنزلي الذي فكّ عنهن العزلة وأصبحن بفضله مُنتِجات يسهمن في الإنفاق على أسرهن، إلا أنهن أجمعن على أن قلة ذات يدهن وضعف إمكاناتهن الشخصية حال دون تطور تجاربهن أكثر، وهن يأملن أن تساعدهن السلطات بمحال يتخذنها ورشاتٍ لحرفهن، وبقروض بنكية تمكِّنهن من تطوير إنتاجهن وتوسيع دائرة أعمالهن.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©