الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بـ «الكندورة» في كوريا

19 ابريل 2010 21:49
خلال زيارتي الوحيدة إلى كوريا الجنوبية، كنت على غير عادتي في السفر، أرتدي الزي الرسمي الإماراتي (كندورة وغترة وعقال)، وكان معي عدد من الرفاق صنعوا مثلما صنعت، وآخرون خالفونا بلبس البنطال، وبمجرد أن وطئت أقدامنا أرض مطار سيول الدولي، حتى خطفنا نحن أصحاب (الكنادير) اهتمام أغلب من في المطار. خرجنا من الطائرة واتجهنا إلى داخل مبنى القادمين، وكلما مر بنا أحد منهم أخذ يحيينا بتحية أهل البلاد المعروفة.. الانحناء احتراما وترحيبا، مع بعض الكلمات التي لم نفهم منها شيئا.. أخذنا نرد عليهم تحيتهم بمثلها حتى شعرنا بالإعياء من كثرة الانحناءات. استوقفنا أحد الكوريين، كان من القلة الذين يتحدثون الإنجليزية، أراد أن يعرف من نحن ومن أي البلاد أتينا؟ ثم سألنا عن زيّنا الذي نلبس، وأبدى إعجابه به، كما أعرب عن استغرابه لأنه لم ير أحدا يرتدي هذا الثوب من قبل رغم أننا ننتمي لبلاد يعرفها كل العالم. كنا في جولاتنا بتلك البلاد، نحظى بذات القدر من الاحترام، بعكس رفاقنا «أصحاب البنطال» الذين لم يحظوا بأي تحية أو انحناء، فالكوريون يميلون إلى التعرف على الثقافات المختلفة بالعالم، ويحترمون أصحاب تلك الثقافات. بعض رفاقنا «المخالفين» كانوا ينظرون إلينا بنظرات الاستغراب، كانوا يعتبروننا مبالغين في الاعتزاز بزيّنا ولباسنا، بل كانوا يظنوننا نسعى للفت أنظار الكوريين إلى شيء لم يعتادوا رؤيته، فهم يريدوننا «خفيفي الظل» في السفر، نذهب ونعود دون أن يسألنا أحد عن بلادنا أو عمن نكون. بالنسبة لي كانت التجربة استثنائية، فرغم أنني أحب «الخفة» في السفر، لكنني في تلك الرحلة أردت خوض تجربة مختلفة نوعا ما، وكان لي ذلك، وصرت بعد أن عدت إلى أرض الوطن، أعتبر زيارتي لكوريا من أهم رحلاتي حول العالم، فمن الجميل أن يعرف أهل تلك البلاد عن ثقافتك، وليس فقط أن تعرف أنت عن ثقافتهم. المشكلة التي واجهتنا خلال تلك الزيارة لم تكن في صعوبة التعامل مع الكوريين، فلغة الإشارة قد تفي بالغرض خصوصا مع سائقي سيارات الأجرة الذين لا يعرفون سوى لغتهم، لكن المشكلة حدثت قبل ذلك.. فبمجرد خروجنا من الطائرة ونحن بأرض المطار.. لم نكن نلبس سوى «الكندورة» البيضاء وننتعل أحذيتنا الصيفية، بينما درجات الحرارة منخفضة إلى 4 درجات تحت الصفر.. كنا نشد من أزر بعضنا بالقول: «لا بأس فلا بد من بعض الصعوبات أثناء السفر». حسين الحمادي hussain.alhamadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©