الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف عجمان.. حارسها

متحف عجمان.. حارسها
12 مارس 2014 22:29
عجمان (الاتحاد الثقافي) ـ تعكس المتاحف في كل مدن العالم القيمة الثقافية لبلدانها وتروج لها، وتمنح زوار هذه المدن معلومات مهمة حول السياق التاريخي والاجتماعي الذي يشكل منظومة الحياة في الفترات المبكرة ووصولاً إلى الزمن الراهن. ويعد متحف عجمان الذي يديره الباحث والمؤرخ علي محمد المطروشي، واحداً من المعالم الأثرية والتاريخية المهمة في دولة الإمارات، منذ أن كان حصناً ومقراً للأسرة الحاكمة في الإمارة، وتم افتتاح المتحف رسمياً في العشرين من شهر مايو عام 1991 بحضور المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي رعى حفل الافتتاح مع صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وعدد من أولياء العهود ونواب الحكام. توسعة وتجديد وقامت إدارة متحف عجمان مؤخراً بتوسعة وتجديد قسم الصور الفوتوغرافية الذي بات يشتمل على عدد كبير من الصور التاريخية النادرة، كما ضم القسم الجديد في المتحف العديد من الصور القديمة التي تعود لبداية الأربعينيات، ويظهر فيها المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن حميد النعيمي وأنجاله في مناسبات خاصة ورسمية، عبرت وبشكل دقيق عن ملامح ذلك الزمن الجميل والمقبل على فترة زاهية من النهضة الشاملة التي تحققت مع ولادة الاتحاد وما زالت وتيرتها المتسارعة مستمرة إلى أيامنا الحاضرة. ومتحف عجمان هو هدية لا تقدر بثمن قدمها صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان للأجيال الجديدة لأنه بات يقدم لأبناء الإمارات صوراً من واقع الحياة في الماضي. كما أن مكوناته وأقسامه المختلفة تعرض صيغة بصرية وافتراضية تجسد الظواهر التراثية القديمة في المنطقة، وتتيح فرصة للباحثين كي يتعرفوا على الآثار المكتشفة ونتائج أعمال التنقيب في منطقة «المويهات» بالإمارة. وعاء للذاكرة يعكس متحف عجمان أنماط المعيشة التي خبرها آباؤنا وأجدادنا في العهود البعيدة، وبالتالي فهو يعتبر وعاء للذاكرة المحلية ومكانا حيويا وتفاعليا يقدم نماذج من الفلكلور المحلي والصناعات والمهن الشعبية التي اندثرت واختفت من واقعنا المعاصر. يحقق متحف عجمان في طريقة عرضة للمقتنيات نوعا من الجاذبية والتنويع السمعي والبصري، الذي يشبع الجانب الجمالي عند الزائر، ويحقق المتعة والفائدة لكافة الفئات العمرية من خلال تواصله مع شرائح المجتمع المختلفة، وخصوصاً مع طلبة المدارس والكليات والمعاهد والجامعات والذين منحهم المتحف قنوات تعليمية وتثقيفية تفيدهم في التعرف على طبيعة الحياة القاسية التي مر بها جيل الآباء والأجداد المؤسسين لهذا النمط البيئي والاجتماعي الخاص والمتميز في الإمارة. ويتوفر المتحف على مقتنيات ومخطوطات وآثار شخصية لأعيان الإمارة ولرجالات الأدب والتعليم الذين كان لهم دور بارز في الحياة الثقافية والاجتماعية في الإمارة وفي عموم الدولة. وتعتبر هذه المقتنيات الثمينة بمثابة مراجع بصرية وتوثيقية ومعرفية مهمة للجيل الذي لم يعاصر الفترة الذهبية لهذه الطبقة المميزة والمستنيرة والمبدعة من الراحلين الذين خلدتهم الذاكرة الثقافية للمكان. وتعمل دائرة التنمية السياحية بعجمان حالياً على استثمار المتحف من خلال خطة طويلة المدى، ووضع برامج جديدة ومبتكرة تهدف إلى تطوير أقسامه وتوسعتها واستقطاب عدد أكبر من الزوار المقيمين، والسياح الأجانب في المستقبل. تاريخ الحصن يذكر أن مشروع المتحف بدأ بفكرة طرحها صاحب السمو حاكم عجمان، خصوصاً بعد العثور على اللقى الأثرية المهمة في منطقة المويهات، والتي لم تجد مكاناً مناسباً للحفاظ عليها ومن ثم عرضها على الجمهور، حيث كان المتحف في البداية حصناً مهجوراً لسنوات طويلة من أواخر السبعينيات إلى أواخر الثمانينيات، وبناء على توجيهات صاحب السمو حاكم عجمان، تم ترميم الحصن من قبل البعثة البحرينية التي ساهمت بجانب الترميم في تنسيق وتجهيز بيئة العرض الداخلية، حيث ساهمت البعثة البحرينية في جمع واقتناء المواد التراثية بمختلف صنوفها ومختلف البيئات التي خرجت منها، واقترحت البعثة تصورات عدة لأقسام وغرف وطرق تصميم العرض في المتحف، بالتعاون مع أول مدير للمتحف وهو البحريني عبدالوهاب الخاجة. كان مبنى متحف عجمان في الأساس حصناً ضخماً وفسيحاً ضم في غرفه ومرافقه المختلفة أفراد الأسرة الحاكمة في الإمارة، وكان للحصن في تلك الأيام البعيدة وبالتحديد في أواخر القرن الثامن عشر دور سياسي واجتماعي حاضر وفاعل انعكس على منظومة الحياة العامة بكافة أبعادها الثقافية والتجارية القادمة من بيئتي الصحراء والبحر. كما كان الحصن في تلك الفترة بمثابة المبنى المهيب والشامخ الذي ينشر ظلاله السوسيولوجية الخاصة، ويحمل دلالاته العميقة في الذاكرة الشعبية، والمرويات الشفهية التي ما زالت تتناقلها الألسن والاستعادات الذهنية في مشاع نوستالجي فائض، يجمع بين تحولات الحاضر، وبين تجليات الحنين والتباساته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©