أم القيوين (الاتحاد) ـ هادئة تتهادى أم القيوين ملتحفة البحر إطلالة وجزُراً، لذلك كانت دائماً وجهة مفضلة لأبناء الإمارات وزوارها من مختلف الأنحاء. عرف أهلها بشجاعة نادرة حتى إن بعض الوثائق التاريخية تشير إلى أن اسمها الأصلي هو «أم القوى» أو «أم القوتين» كدلالة واضحة على رباطة جأش أهلها وبسالتهم في مقارعة الاستعمار، بالإضافة إلى تآخيها مع جيرانها.
يعود سكان أم القيوين إلى قبيلة آل علي، ويعيشون في منطقة «الدور» منذ أكثر من مئتي سنة، وهذه المنطقة تقع على مسافة عشرة كيلومترات جنوب مركز المدينة الحالي، ثم نقلوا عاصمتهم إلى وسط جزيرة السينية، وكانت تسمى «ملاح»، ورحلوا بعدها إلى المكان الحالي واتخذوه مستقرا وعاصمة لهم وعاشوا فيه منذ منتصف القرن الثامن عشر.
تضم أم القيوين العديد من الأماكن الأثرية، كالسور القديم والعديد من القلاع والحصون التي تعكس تاريخ المنطقة وحضارتها، وقد تم مؤخراً تحويل قصر الحصن القديم إلى متحف يحتوي على العديد من المكتشفات الأثرية في الإمارة.
![]() |
|
![]() |
يقع المتحف الوطني في حصن أم القيوين، وله مكانة خاصة في ذاكرة أهلها؛ فلقد أرسى قواعد أسسها الشيخ راشد بن ماجد المعلا عام 1768 بعدما وطد الأمن واستتب والتفّت حوله القبائل من أهل البادية والحضر، فقرر بناء الحصن ليكون مركز حكمه ومسكنا له. إذ إنه كان، بالإضافة إلى كونه رجل سياسة، رجل حرب وعلى دراية بفنون القتال، حيث استطاع أن يوحد القبائل من حوله ليكونوا مجموعة مترابطة متآزرة تحمي نفسها من أي اعتداء عليها برا وبحرا. ومن هنا، جاء بناء الحصن، الذي كان مثل غيره من حصون الإمارات، وسيلة للدفاع عن البلاد وصدّ الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها. وهو ما يبدو واضحاً في التخطيط المعماري للحصن الذي ينتسب إلى أسلوب العمارة الدفاعية الخليجية؛ التي تحقق في العادة شروط الأمن والمنعة.
![]() |
|
![]() |