الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هبة نور تتمرد على جمالها وأنوثتها وتراهن على موهبتها

هبة نور تتمرد على جمالها وأنوثتها وتراهن على موهبتها
19 ابريل 2010 21:41
تحاول الفنانة السورية الشابة هبة نور أن تخرج من إطار أدوار الفتاة الجميلة التي يحاول المخرجون أن يحاصروها فيها، لتؤكد أنها تمتلك ما هو أهم من الجمال، فهي تراهن على موهبتها لتثبت جدارتها، لأن الموهبة هي التي تحقق حضور الفنان. ولا تنفي هبة أن الجمال ساعدها في بداية مشوارها الفني، كما لا تنكر أن الجمال يمثل جواز مرور إلى عالم الفن، لأن الشاشتين الصغيرة والكبيرة تتطلبان وجوهاً جميلة، لكن الجمال وحده لا يكفي، ولا سيما أن المشاهدين يعتادون على الوجوه مع الوقت، ليبدأ تقييم الفنان انطلاقاً من أدائه في الأدوار التي تسند له. هبة كانت قد تمردت على هذه النظرة المحدودة تجاه الوجوه الجديدة منذ بداياتها، لكن الفرص التي كانت متاحة أمامها لم تكن تسمح لها بالاختيار، ومع تطور تجربتها الفنية وانطلاق شهرتها في الدراما التلفزيونية والسينما على حد سواء، أصبحت الخيارات المتوافرة لها أكثر كماً ونوعاً، مما أفسح أمامها المجال لرسم ملامح طريقها الفني بصورة أوضح، ومع انطلاق تصوير عدد من الأعمال الجديدة خلال الموسم الحالي، سعت هبة لتنويع شخصياتها والاهتمام بتفاصيلها، بما يمكنها من التعبير عن نفسها فنياً بصورة أفضل، وبما يبرز قدراتها الفنية وكفاءتها لتقديم شخصيات ذات مساحات أوسع. جرأة وفشل تقدم هبة نور في هذا الموسم الدرامي عدداً من الشخصيات في مجموعة من الأعمال الجديدة منها الاجتماعي والتاريخي والبدوي، فهي تشارك في “البقعة السوداء” و”أبواب الغيم” و”رجال مطلوبون” و”الخبز الحرام” و”لعنة الطين” و”رايات الحق”. وفي كل منها تعبر هبة عن جانب من جوانب موهبتها، فقد حرصت على ألا تكرر شخصية سبق لها أن أدتها، كما حاولت أن تكون لكل شخصية من هذه الشخصيات نكهة مختلفة، بحيث لا يخلط المشاهد بين أدوارها في هذه الأعمال، ولاسيما أن معظم المسلسلات تعرض خلال شهر واحد. ففي مسلسل “لعنة الطين”، سيناريو وحوار سامر رضوان وإخراج أحمد إبراهيم الأحمد تلعب هبة شخصية “سهير” الفتاة الجريئة التي تضعها جرأتها في مواجهة مع المجتمع التقليدي المحافظ وقيوده الكثيرة، والذي يعتبر جرأة الفتاة استهتاراً ويتخذ منها موقفاً سلبياً. وتدور أحداث العمل في سوريا منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، ويفضح “مافيات” الفساد التي كان يتزعمها بعض كبار المسؤولين السابقين في سوريا، وذلك لأول مرة في الدراما السورية. وتقول هبة إنها درست الشخصية من خلال قراءاتها عن تلك الفترة من النواحي السياسية والاجتماعية ووضعت لها تصوراً معيناً في ضوء رؤية المخرج وتوجيهاته، وحاولت أن تفسر الأسباب التي جعلت هذه الفتاة تتصرف بطريقة مختلفة عن الأعراف والتقاليد السائدة، من خلال البيئة التي نشأت فيها والتربية التي تلقتها، وتتوقع هبة لهذا العمل نجاحاً لافتاً، خصوصاً أنه يعد الأكثر جرأة من حيث الطرح في موسم رمضان المقبل. وفي مسلسل “البقعة السوداء” سيناريو وحوار خلدون قتلان وإخراج رضوان المحاميد، فتجسد هبة شخصية “ماجدة”، وهي فتاة من أسرة غنية جداً، لكنها مفككة، تتنازع أفرادها مشاعر الجشع والطمع، نتيجة التربية الفاشلة والقيم الرديئة التي بنيت عليها، فالأب التاجر “أبو عماد” يعد المال أهم شيء في الحياة، ويزرع ذلك في نفوس أبنائه، فينشأ هؤلاء على حب المال وتفضيله على كل المعاني السامية والنبيلة. لكن الأسرة تنهار فجأة، عندما يدخل الابن الأكبر السجن بعد عملية سطو مسلح يقوم بها، فينزوي الأب ويشعر بفشله في تربية أبنائه، أما “ماجدة” فتختلف مع زوجها وتخسره، ويضيع منها كل شيء. وتقول هبة إن شخصية ماجدة تتصف بالأنانية والغرور، لدرجة أنها تحتقر الآخرين، وترفض كل من يتقدم لخطبتها، إلى أن تقع في الحب، وتتزوج من شخص غني وجاهل، تنتهي علاقتها معه إلى فشل ذريع. قضايا حساسة كما تؤدي هبة نور دوراً لافتاً في مسلسل “أبواب الغيم”، وهو من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخراج حاتم علي، حيث تلعب فيه شخصية “هنوف” الفتاة المحبوبة، التي تجد نفسها فجأة في موقف لا تحسد عليه، نتيجة لمنافسة دارت بين ابني عمها للفوز بها، تضطر بعدها للزواج من ابن عمها الذي لا تحبه، في حين يبقى قلبها مع ابن عمها الثاني الذي خسر الرهان، وتعيش نتيجة لذلك حالة صعبة من التمزق والإحباط. وعن نوعية الأدوار التي تختارها، لا تجد هبة مشكلة في تقديم أي دور، إذاكان دوراً إنسانياً حياتياً يلامس الناس، لكنها تفضل الأدوار الجريئة التي تعبر عن قضايا اجتماعية حساسة، وترى أنها تنجح في الأدوار الرومانسية الحالمة. ثقة وتفاؤل شاركت هبة نور في العام الماضي بعشرة أعمال درامية تلفزيونية، وتأتي مشاركاتها هذا العام لتعزز حضورها على الشاشة الصغيرة، فيما تبدو السينما مشروعاً مؤجلاً في الوقت الراهن إلى حين الانتهاء من تصوير أعمالها التلفزيونية، وفي رصيدها فيلمان الأول “عندليب الدقي” مع النجم المصري محمد هنيدي، وهو الفيلم الذي أطلقها على الساحة المصرية، وفيلم سوري آخر يتناول موضوع الاحتلال الإسرائيلي للجولان بعنوان “الأمانة”. وهي تنظر بتفاؤل إلى الموسم الدرامي القادم، ولاسيما أنها تشارك في أعمال عدد من المخرجين المتميزين وتقف أمام عدد كبير من نجوم الدراما السورية، مما يحرض طاقاتها الفنية لتقديم مستوى أداء أفضل. أما أمنيتها فهي أن تقدم دوراً جديداً في عمل من أعمال البيئة الشامية، خصوصاً أنها ابنة هذه البيئة، وتتوقع لنفسها النجاح في تجسيد شخصية من شخصياتها. ولا تبدو هبة نور متعجلة في تحقيق النجومية، لأنها تدرس خطواتها بدقة، وتفضل صعود السلم بتمهل، ولأن النجومية التي تأتي بسرعة تنطفئ سريعاً، وهي راضية عما حققته حتى الآن، وتعمل على نفسها بجد واجتهاد لتحفر عميقاً في ذاكرة المشاهد، مع ثقتها بأن الحظ يحالفها، وإيمانها بأن لكل مجتهد نصيباً.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©