الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حافظات التراث .. أمهات وجدات يورثن الأصالة للأجيال

حافظات التراث .. أمهات وجدات يورثن الأصالة للأجيال
7 مارس 2011 20:15
ساهمت جداتنا وأمهاتنا المعاصرات في بناء مجتمع الإمارات والقيام بأدوارهن إلى جانب بناتهن المتعلمات الأكاديميات، على الرغم من أنهن نتيجة لظروف مختلفة لم ينلن قسطاً وافياً من التعليم. لكنهن قدمن جهوداً وخدمات فعّالة وتحدين الأمية وقدمن المعلومة والمعرفة والحرفة لبناتهن وحفيداتهن من خلال عضويتهن في المراكز النسائية التابعة لأندية التراث والهيئات الرسمية. حيث نغطي بعض جهودهن في مجال إحياء التراث ونشره بين فتيات الدولة في يومهن الجميل هذا يوم المرأة العالمي. تقوم استشاريات وعاملات التراث في كل من “نادي تراث الإمارات” و”الاتحاد النسائي العام” و”هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” بتقديم خدماتهن لأجيال المستقبل من خلال تعليمهن كافة التقاليد المتصلة بالحياة الاجتماعية للجدات، فضلاً عن الحرف اليدوية في مجالات (خوصيات سعف النخل، وحياكة التلي، ونسج السدو، ومجموعة حرف تتصل بالتزيين والتجميل). نادي تراث الإمارات تسعى استشاريات التراث النسائي في “نادي تراث الإمارات” خلال ملتقى السمالية أو مهرجان الاتحاد أو الدورات التراثية إلى أن يكنّ أشبه بمحضن تربوي يمد فتيات الدولة من الفئة العمرية (6- 16) بالمفاهيم التراثية، ويعملن على إعدادهن كقيادات شبابية تشارك في المستقبل في بناء الوطن إبان تعريفهن بتراث أجدادهن وجداتهن وتمكين ارتباط الفتيات بجذورهن وتكريسه في وجدانهن، وتعزيز انتمائهن الوطني. تقول قماشة خميس السويدي- مديرة الأنشطة النسائية في النادي: “تنطلق استشاريات التراث في المركز النسائي التابع لنادي تراث الإمارات من الرسالة الواضحة المتمثلة في الأخذ بيد الناشئة من فتيات الإمارات لاكتساب القيم التراثية ومهارات الحياة وتعزيز الروح الوطنية ليكن لبنة صالحة لمجتمعهن في ملتقى تربوي ترفيهي يحتضن طالباتنا من خلال تعليمهن أنشطة متميزة في عدة مجالات تراثية”. تضيف السويدي: “تشرف استشاريات التراث بشكل دوري على جملة دورات للفتيات ضمن “برنامج التراثيات”وتتعرف الفتيات من خلاله على تراث الدولة والموروث الشعبي للجدات عبر مهن تقليدية ومنسوجات يدوية ومأكولات شعبية وأهازيج وألعاب تراثية. فتبدو الفتيات مع كل نشاط في هذا البرنامج كما لو أنهن يقمن برحلة إلى الماضي ويتعرفن على الموروث الإماراتي من عادات وتقاليد وطهي شعبي ونقش الحناء ومهن نسائية كصناعة الخوص والتلي، وكيفية صناعة دمى الألعاب الشعبية وممارسة اللعب الفردي والثنائي والجماعي”. استشاريات ومشرفات كل تلك الفعاليات والأنشطة تقوم بها الاستشاريات الإماراتيات الرائعات، حيث يبذلن كل الجهود في سبيل إحياء التراث والمحافظة عليه ونشره في أوساط صغيرات السن. تقول في ذلك الوالدة موزة سيف- استشارية تراث الحرف اليدوية: “نساهم من خلال عملنا في تعريف فتيات الدولة على الصناعات والحِرف التراثية، والمأكولات الشعبية، وبعد تعليمهن الشفاهي- النظري، ندربهن على إنجاز تلك الحرف التراثية، حيث نقوم بأنشطتنا أسوة بالجدات اللواتي أتقن إنجاز تلك المشغولات واعتمدن عليها في حياتهن اليومية. أي نعلمهن مثلاً الغزل في المغزل، أو حياكة ‘’التلي’’- الشريط المنسوج من خيوط قطنية ذهبية أو فضية لامعة وملونة تستخدم في تزيين أكمام وياقات الأثواب ‘’الكنادير’’ والسراويل النسائية، وغير ذلك”. تشرف على تنفيذ الفتيات لتلك القطع للتأكد من أنهن استفدن من معلومات الاستشاريات؛ مجموعة من المشرفات تتابعن سير الدورات التدريبية، تقول في ذلك منى محمد- مشرفة ميدانية: “نتابع جدياً وبشكل مباشر دورات الحرف اليدوية التي تقيمها الاستشاريات للفتيات، إذ ثمة أهداف نتأكد من تحقيقها إبان مشاركة الفتيات في ملتقيات وبرامج التراث، تتمثل في تنمية القيم التراثية والأخلاق الفاضلة في نفوس الطالبات وتعميق الانتماء الوطني. وتزويدهن بالأنشطة المناسبة للفئة العمرية التي ينتمين إليها. وإشباع الميول والمواهب والرغبات في إطار التوجيه السليم لطاقة الطالبات من خلال الأنشطة والبرامج الترفيهية والتربوية والرياضية”.تضيف: “تقوم الاستشاريات بدور كبير مشرف، حيث تدريب الطالبات على مهارات بناء الذات والتفوق والنجاح في الحياة وكيفية التعامل مع الآخرين والحفاظ على تراث جداتهن واحترامه وتقديره يعتبر خدمة عظيمة تقدمها الاستشاريات الفاضلات اللواتي نتمنى لهن في يوم المرأة العالمي كل السعادة والتوفيق”. الاتحاد النسائي العام خلال عدة عقود اضطلعت سيدات الاتحاد النسائي العام بأدوار مهمة في قطاع التراث والعمل على نشره، من خلال مركز الصناعات اليدوية، تقول لولوة عيسى الحميدي، مديرة مركز الصناعات اليدوية في “الاتحاد النسائي العام” مشيرة إلى الدور الذي تقوم به سيدات المركز حيال فتيات الدولة: “يضم المركز عدداً من المشاغل المتخصصة في الصناعات التقليدية والمنتوجات التراثية والنقش بالحناء يعمل بها حوالى (150) سيدة، ومن هذه المشاغل “مشغل الخوص” وهي صناعة يستخدم فيها سعف النخيل في إنتاج بعض المشغولات المنزلية (الحصيرة والسرود والجفيرة والمهفة) وغير ذلك. وهناك “مشغل التلي” تستخدم خلاله العاملات الشرائط المزركشة بخيوط ملونة متداخلة بعضها البعض لتزين الملابس التقليدية للمرأة. و”مشغل السدو” يعتبر من أهم الصناعات بالمركز ويستخدم الصوف في إنتاج السجاد القديم عن طريق الأنوال ومن أنواعه (العشيرية والساحة والخرج والبطان والرواق والطرابيش والمساند). وهناك “مشغل النسيج” وتتم فيه صناعة أنواع متطورة من قطع السجاد باستخدام الأنوال الأفقية. و”مشغل الخياطة” حيث تستخدم ماكينات الخياطة في إنتاج الملابس التقليدية والحديثة. وكذلك تستخدم آلات حديثة في تصميم رسومات تطريزية على المفارش والمخدات وملابس الأطفال. وهناك “مشغل الفنون اليدوية الحديثة” وهو متخصص في الصناعات الحديثة كالرسم على الحرير النقش على الزجاج والسيراميك والكروشيه”. وتسترسل الحميدي وتضيف: “يعتبر المعرض الدائم أحد الأقسام المهمة للسيدات العاملات في المركز فبه تصب مجموعة كبيرة من منتجات المشاغل، ويحتوي على مجموعة قيمة ونادرة من المنتوجات التراثية. وتضم صالة المعرض عدة أقسام متخصصة في عرض جزء من التراث الشعبي كقسم التراث البحري، قسم البادية، قسم الملابس والحلي التقليدية القديمة وقسم الأدوية الشعبية. كما يستقبل المعرض عددا من الزائرين العرب والأجانب بالإضافة إلى المهتمين بالتعرف على تراث الدولة ومهنه القديمة التي تقدمها العاملات بكل حب”. هيئة أبوظبي للتراث منذ انتقاله عام 2009 إلى مبنى المسرح الوطني كمقر جديد له، انطلق قسم تطوير التراث التابع لـ”هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” وتطلعت العاملات في القسم إلى ممارسة كافة المهن التراثية، وقامت النسوة فيه بدورين مهمين، تشير إليهما صافية القبيسي- مديرة مركز تطوير التراث في الهيئة، تقول: “فيما يخص الدور الأول فلدينا سيدات بارعات في عملهن، يمتلكن مهارات رائعة في إنجاز القطع التي يعملن عليها، ويتم دورياً تقييم أدائهن، والوقوف على تقنيات عملهن وطرق إنجازهن للقطع المشغولة. وعلى الرغم من أنه بينهن من تعمل للكسب المادي، ومنهن من تعمل لتشغل أوقات فراغها، ومنهن من تعمل حباً بالعمل في مجال المهن القديمة، ومنهن من ورثت المهنة عن والدتها أو جدتها، لكن جميعهن يعملن انطلاقاً من حب تراث الدولة والحفاظ عليه، بل ونشره خارج الدولة من خلال معارض دولية في الصين والهند وبريطانيا وفرنسا وغيرها”. وفيما يخص الدور الثاني لهن، تقول القبيسي: “تقوم بعض السيدات العاملات في المركز من صاحبات الخبرة الكبيرة بإطلاق دورة تراثية للفتيات لتعريفهن بواقع الحياة اليومية للجدات، والوقوف على تفاصيل التراث وما يتصل به من صناعات ومأكولات وأشغال يدوية كانت الجدات في الماضي يقمن بها ويمارسنها كمهن. إضافة إلى اكتساب المعلومات والمعرفة وخوض مجموعة دورات تعليمية وتثقيفية في التراث، في أجواء من الفائدة والمتعة. فإذا كانت العاملات كبيرات في السن وأميات هذا لا يعني قيامهن بأدوار مهمة تجاه مجتمعهن وبلدهن”. وبذا توضح القبيسي أنه من ضمن نشاطات المركز دورات تعليم صغيرات “مركز الإبداع والمواهب” أنشطة تمارسها المشاركات في الدورة حول كيفية عمل الدخون ونقش الحناء، والمشغولات اليدوية المعاصرة، وصناعات سعف النخيل والسرود والتلي، والحياكة بأنواعها”. أخيراً.. تجني فتيات الدولة والأجيال القادمة فائدة كبيرة من التظاهرات التراثية والأدوار القيمة التي تصدت لها جداتهن وأمهاتهن نساء الإمارات البارعات اللواتي لم يرتضين أن يقعدن متفرجات يتابعن نهضة الدولة في شتى الميادين دون أن يقمن بدور بارز؛ عبر تنفيذ برامج أنشطة تراثية تربطهن بتاريخهن ووطنهن لتحقيق شعار المواطنة الحقيقية.. لذا نقول لهن ولكل النساء “كل عام أنتن بخير في يومكن الغالي”. مركز أبوظبي النسائي انطلق مركز أبوظبي النسائي التابع لـ”نادي تراث الإمارات” في أبوظبي يوم 3 يونيو 1997. ومن أهداف استشاريات المركز: المحافظة على تراث الدولة، وتثقيف الأجيال بتراث الجدات ونشر الوعي الفكري والثقافي والتراثي لتعميق الحس الوطني لديهن وتأكيد الالتزام بتراثهن، وفتح باب التدريب للناشئات وإثراء نفوسهن بكل معطيات الثقافة والمعرفة، وتنظيم المعارض والأنشطة التراثية لفتيات الدولة لتشجيعهن كفتيات صغيرات على حب التراث وحفظه ونشره. مركز الصناعات اليدوية تأسس مركز الصناعات اليدوية التابع لـ”لاتحاد النسائي العام” عام 1978 بقرار من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومقره الاتحاد النسائي العام بأبوظبي وتهدف عاملات المركز إلى: إحياء التراث وتطويره والمحافظة عليه من الاندثار. وإنشاء قاعدة ثقافية عريضة في المجتمع ملمة بواقع التراث والبيئة. وإتاحة الفرصة للعاملات في المهن الشعبية على الإنتاج الذي يعود عليهن بالنفع ويسهم في الحفاظ على تراث الدولة. مركز تطوير التراث باشر مركز تطوير التراث التابع لـ “هيئة التراث والثقافة” عمله مجدداً قبل عامين، بعد انتقاله إلى مقره الجديد في المسرح الوطني. وتهدف عاملات القسم من خلال فعالياته إلى خدمة تراث الدولة وإيصاله إلى أنحاء العالم من خلال ثلاث مهن رئيسة تتفرع عنها عدة حرف. وتقوم السيدات فيه بالإشراف على دورات تدريبية تنقل معارفها ومهاراتها للفتيات من الفئة العمرية(5- 15) عاماً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©