تعيش مدينة هانوفر الألمانية منذ يوم أمس الاثنين عرساً تكنولوجياً حقيقياً حيث افتتح فيها معرض التكنولوجيا الصناعية بمشاركة 4600 عارض من 63 بلداً وتتواصل أشغاله حتى يوم الجمعة المقبل.
واستأثرت صالات وأروقة المعرض بتقديم أحدث التكنولوجيات وأكثرها تطوراً والتي أصبحت تلعب دوراً حاسماً في تطوّر أساليب أداء الأعمال وتقديم الخدمات بكافة ضروبها وأشكالها.
ويعدّ معرض هانوفر أحد أكبر المعارض الصــناعية في العالم. وسوف يحظى زوّاره ومرتادوه برؤية أكـــثر من أربعـــة آلاف منتج صناعي جديد تشـــتمل على أجهزة معالجة الطاقة وآلات وأدوات وأنظمـــة توليدها وأجهزة البناء وأحدث الآلات والمعدّات الصــــناعية بالإضافة إلى مجموعة متنوّعة من الروبوتـــات ذات الوظائف المخــتلفة.
ولم يتمكن العديد من المشاركين في المعرض من الوصول إلى هانوفر إلا بمشقة كبيرة بسبب توقف حركة الطيران في كافة مطارات ألمانيا عقب انتشار سحابة الغبار الناتجة عن ثوران بركان آيسلندا.
وانتقل عدد كبير من الزوّار والمشاركين فيه إلى هانوفر عن طريق الحـــافلات والسيارات. وأبدى رجــال الســـياسة والصـناعة في ألمانيا تفاؤلاً حذراً بقرب انفراج الأزمة الاقتصادية العالمية حيث قال وزير الاقتصاد الألماني راينر برودرله عشــــيّة الافتتاح “إن معرض هانوفر يعيد إلينا التفاؤل بعد عام على اندلاع الأزمة المالية.
وتبدو الدلائل واضحة بأننا نسير الآن إلى الأمام وأننا عدنا إلى حالة النمو الاقتصادي مرة أخرى”.
وحمل المعرض شعار: “التكنولوجيات الأفضل والأسرع والأكثر فعالية”؛ وهي الشروط التي أصبحت ضرورية للتنافس في الإنتاج الصناعي وخاصة عندما يتعلق الأمر بصناعة الآلات والأدوات المختلفة.
وقال أحد الخبراء الذين زاروا أجنحة المعرض إن هانوفر أصبحت المكان المثالي للاطلاع على أحدث الابتكارات والحلول التكنولوجية في مختلف قطاعات العمل والإنتاج والخدمات.واحتلت الروبوتات مكانة بارزة في المعروضات.
وكان من الواضح أن الأوروبيين بدأوا يعيرون هذه الصناعة التي تنطوي على الكثير من الفوائد والعوائد المستقبلية، اهتماماً كبيراً. وتجلّى ذلك من خلال العدد الكبير من الروبوتات ذات الأشكال والوظائف المختلفة التي عرضتها جامعات ومعاهد بحوث وشركات متخصصة.
وكان من بينها “روبوتاً” شارك في تقديم معزوفة موسيقية في حفل الافتتاح ولعب دور “ضابط الإيقاع” عندما راح يضرب على الطبول والأسطوانات النحاسية لجهاز “الجاز” بتوافق كامل مع المعزوفة.
وتمت برمجة هذا الروبوت الموسيقي مسبقاً حتى يتمكن من “الإحساس” بالأنغام عن طريق تحليل خصائصها الفيزيائية ليتجاوب معها على هذا الأساس.
ويبدو أن هذه الاستفاقة الأوروبية المفاجئة لصناعة الروبوتات تأتي في زمن التفوّق الياباني في هذا الاختصاص.
وربما تعدّ، انتفاضة جديدة يمكن أن تضمن لأوروبا احتلال موقع مهم في هذه الصناعة في المستقبل.
عن موقع hannovermesse.de
عدد اليوم
