الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزواج عبر الإنترنت

5 يوليو 2009 22:38
قصص الحب عبر الإنترنت تؤكد أن القلب قد يخفق بالحب قبل العين والأذن أحيانا. فرسالة إلكترونية واحدة قد تكفي لتقلب حياة إنسان رأسا على عقب، فينغمس في حب ما ليس له حدود، والداخل إلى مقاهي الانترنت يصدم من كمية الشباب الباحثين عن متعة التعارف والحب الوهمي، كثير منهم مشغولون بكتابة الرسائل الغرامية إلى حبيباتهم المجهولات، وكنت أرى بعضهم يضع ميكروفون«مايك» يتحدث إليها عبر الإنترنت، فيتبادلان معاً أرق الأحاسيس الشبابية الجياشة، وكلاما جميلا في الحب والغرام، رغم أنهما قد يكونا بعيدين عن بعضهما البعض آلاف الكيلومترات. وليس من الصعب أن يحب اليوم شاب من أي دولة عربية أي فتاة من جزيرة الواق واق أو تحب فتاة في مدينة أوروبية شابا من جزيرة جاوا بجنوب شرقي آسيا، فالحب عبر الإنترنت متاح للجميع، المهم هو تبادل الأحاسيس والكلام والغرام والباقي يعلم الله ما هي نهايته. وكنت قد قرأت قبل فترة عن عقود زواج عبر الإنترنت أيضاً، ولا أعرف إن كان الفقهاء سيجيزونه أم لا، ولكني أتنبأ بأن يأتي يوم سيكون فيه كل شيء ممكنا حتى قضاء شهر العسل عبر الإنترنت. أتخيل أنه مستقبلا إذا أراد أحدهم أن يتزوج المرأة التي يحبها، وبعد أن يكون قد ضمن موافقة المرأة التي يحبها على الزواج، فما عليه إلا أن يبحث في أحد محركات البحث بشبكة الإنترنت عن «مأذون شرعي» لعقد الزواج، ثم تظهر أمامه على شاشة الكمبيوتر أسماء كثيرين من المأذونين الشرعيين في العالم. فيكتب إلى أحدهم يطلب منه أن يعقد قرانه على المرأة التي تعيش في أوروبا.ثم ويظهر المأذون الشرعي في مربع على يمين الشاشة مثلما يحدث في القنوات الإخبارية وقد وضع المايك على رأسه، والرجل في مربع على يسار الشاشة، وفي الوسط تظهر العروس وقد وضعت الطرحة على رأسها وربطتها بمايك.ثم تستمر مراسم عقد الزواج من خلال سماع رأي الطرفين بالقبول والإيجاب. وبعد أن يكتب المأذون عقد الزواج يدخله في إيميل الزوجين الجديدين ويودع نسخة من العقد في أرشيف المحكمة الشرعية ويتسلم أجرة بـبطاقات الدفع الإلكتروني أو تحول إلى رقم حسابه في البنك !هذا مجرد تصور لشكل الزواج ومراسمه على الشبكة مستقبلا ،ولكن الأمر يتطلب قبل كل ذلك رأي علماء الدين، فهل تتصورون هذا الزواج؟ حتى إذا افترضنا جدلا أنه سوف يلاقي موافقة من بعض العلماء وفق شروط معينة للتأكد من صدق الطرفين، فإن هذا الزواج سيصبح مهزلة من مهازل التطور التكنولوجي! خالد إبراهيم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©