السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

انطلاق فعاليات ملتقى الشارقة السادس للشعر العربي

انطلاق فعاليات ملتقى الشارقة السادس للشعر العربي
20 مايو 2008 02:26
انطلقت صباح أمس بدار الندوة بمنطقة الشارقة القديمة فعاليات ملتقى الشارقة للشعر العربي (الدورة السادسة) والذي يحتضن كوكبة من الشعراء والنقاد العرب للاحتفاء بالقصيدة العربية وإعادة الاعتبار لمكانتها الرفيعة في الذاكرة الجمعية، وبالتزامن مع فترة حرجة من التطورات الثقافية والأيديولوجية الذاهبة باتجاه الإلغاء والتذويب وطمس الهويات لصالح العولمة الكونية وشروطها المقلقة· بدأت فعاليات الملتقى التي حضرها عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، بكلمة لعبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بالدائرة الثقافية بالشارقة، أشار فيها إلى دور الشارقة في احتضان الفكر والإبداع ورعاية الكلمة الساحرة والمعنى الجميل، مضيفا: في القرن التاسع عشر برز المغفور له الشيخ صقر بن خالد القاسمي حاكم الشارقة آنذاك، ثم في النصف الأول من القرن العشرين برز المغفور له الشيخ سلطان بن صقر القاسمي الذي حكم الشارقة في الفترة من 1924 وحتى 1950 ليبرز ضمن شعراء الفصحى في ذلك العصر، كما أنه شرع في تشييد المكتبات والاحتفاء بالأدباء والشعراء، ولا ننسى الشاعر سالم بن علي العويس الذي كان يعيش في بساطة هذه الأرض وبعدها الجغرافي وكاهله مثقل بقضايا أمته وجروحها، كما لا ننسى الشاعر والأديب إبراهيم المدفع الذي أسس أهم صالون أدبي في مطلع القرن العشرين، وأسس أول صحيفة في المنطقة، وهي صحيفة (صوت العصافير) وأبدع أجمل القصائد في الحكمة والإخوانيات'' وأشار المسلم إلى أن أركان الشعر في الشارقة توالت وتواصلت مع خلفان بن مصبح، والشيخ صقر بن سلطان القاسمي، وسلطان بن علي العويس، الذين نقشوا جمال الحكمة وروعة الفكرة وسلاسة المعنى، وهي صفات ومزايا وعطاءات توجها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بافتتاح بيت الشعر بالشارقة، وتبناه بالرعاية والدعم ورسم له طريق النور والأمل''· وبعد كلمة المسلم، جاءت ورقة بهجت الحديثي مسؤول بيت الشعر تحدث فيها عن جماليات الشعر العربي ووصفه بالسيمفونية التي يعزف عليها الشعراء ألحان الحب والجمال، فهو شبيه بمزامير داود ''عليه السلام''، أو نشيد الإنشاد المنسوب في التوراة إلى سيدنا سليمان ''عليه السلام''· وقال الحديثي: (سأل عمر بن الخطاب كعب الأحبار: ''هل تجدون ذكرا للشعراء في التوراة''، فأجابه: ''نجد قوما أناجيلهم في صدورهم لا نعرفهم إلا العرب''، فالشعر هو هوية العربي وعنوانه الذي لا غنى عنه، وكما يقول الرسول ''صلى الله عليه وسلم'': ''لا تدع العرب قول الشعر حتى تدع الإبل الحنين إلى أعطانها''، فالشعر هو ديوان العرب وسجلهم ومستودع تراثهم ومآثرهم ومفاخرهم)· ألقى بعدها الدكتور علي بن تميم كلمة المشاركين في الملتقى، أشاد من خلالها بجهود دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في الاهتمام بالشعر العربي وتخصيص ملتقى حافل بالأسئلة والقراءات حول هذا الفن الإنساني العريق· ثم بدأت أولى الجلسات النقدية بإدارة الدكتور عمرعبدالعزيز، وتناولت الجلسة محور ''القصيدة العربية بين عمودية الشعر وشعرية النثر''، شارك فيها كل من الدكتور محمد عبدالمطلب (مصر)، ود· محمد منذر عياشي (البحرين)، ود· محمد الهادي الطرابلسي (تونس)· وأشار عبدالمطلب في ورقته التي حملت عنوان: ''تحولات الشعرية العربية'' إلى أن الشعرية العربية اخترقت الزمان والمكان، وامتلأت مسيرتها الطويلة بالتحولات الصاعدة والهابطة، وبرغم الصعود والهبوط، أسست إبداعها على ركائز أساسية حافظت عليها في كل مراحلها وصارت هذه الركائز محددة لجوهر الشعرية العربية، وهذه الركائز هي: الإيقاع، واللغة، والتخييل والمعنى· أما الدكتور عياشي من البحرين، فأشار في ورقته بعنوان: ''الكتابة الثانية بين فضاء الخلق وإبداع التلقي'' إلى أن للغة الشعر في خلق الشعر شؤون، وأنها تخلق نموذجه ثم تلغيه، ثم تخلق نموذجه ثم تلغيه، ثم تعيده بعد أ، تعيده خلقا آخر، بل إنها لتفعل به ما تفعل بنفسها، في كل يوم هي في شأن· وقال عياشي: ''ولقد نعلم أن الشعر بلغته لا يزال على هذا النهج يسير، ونعلم أنه في رحم الصيرورة دنى فتدلى، فكان كتابة أخرى، فلغة الشعر تخلق الأشياء ليس على مثال الأشياء بل على مثال رؤيتها لهذه الأشياء''· وفي ورقته التي حملت عنوان: ''الإيقاعات الوزنية الجاهزة والإيقاعات الذاتية الحرة'' أشار ثالث المتحدثين الدكتور محمد الطرابلسي إلى حركية الإيقاع في الشعر، فهي حركية شبيهة ومواكبة للحياة في مختلف وجوهها من الأزل، وستبقى كذلك إلى أبد الآبدين، فليس الكلام إلا وجها محدودا من الحياة، والإيقاعات تظهر فيه وتغيب ويقنن منها ما يقنن، أما الأوزان العروضية، فليست إلا صورا مجردة لإيقاعات كانت تحققت في شعر العرب القديم، مما يعني أنها مجرد إيقاعات محققة لإمكانيات إيقاعية غير متناهية''
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©