أعلن الاتحاد الأوروبي إرسال بعثة لتقصي الحقائق إلى طرابلس أمس مكلفة بإعداد تقرير عن الاحتياجات الإنسانية وحاجات الإجلاء لعرضه على قمة أزمة يعقدها الاتحاد حول ليبيا هذا الأسبوع. وغادر الفريق بقيادة اجوستينو ميوزو رئيس إدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي روما متجهاً للعاصمة الليبية من روما على متن طائرة وفرتها الحكومة الإيطالية. وقال البيان “سيكون الهدف تقييم جهود الإغاثة والإجلاء على الأرض في ليبيا لتقديم تقييم لما يمكن أن تكون هناك حاجة إليه فيما يتعلق بالدعم الإضافي”.
وأضاف أنها أول بعثة دولية بهذا الحجم تتوجه لليبيا منذ اندلاع الاضطرابات هناك. ودعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون إلى اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد في بروكسل يوم الخميس لبحث رد فعل الاتحاد الأوروبي تجاه الأزمة في ليبيا قبل قمة لزعماء أوروبيين تركز على ليبيا يوم الجمعة.
وقالت أشتون في بيان “قررت إيفاد هذه البعثة الرفيعة المستوى لتقدم لي معلومات مباشرة وفورية لتكون متاحة أثناء المباحثات التي تسبق الاجتماع الاستثنائي للمجلس الأوروبي عندما اطلع رؤساء الدول والحكومات على أحدث تطورات الوضع”.
وأكد دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي أن هدف البعثة هو جمع الحقائق وليس التفاوض مع السلطات الليبية. وأضاف “هناك أشخاص على الحدود، لكن ما من أحد على الأرض في ليبيا موجود لمعرفة ما الذي يحدث، لسنا هناك للتفاوض، بل للإصغاء ولاكتشاف ما الذي يحدث على الأرض”.
في غضون ذلك، غرق ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص من بنجلاديش تم إجلاؤهم من ليبيا، قبالة ساحل جزيرة كريت جنوب اليونان أمس خلال محاولتهم السباحة للشاطئ من سفينة ركاب. وقال مسؤولو خفر السواحل إنه تم الإبلاغ عن 16 مفقوداً. ووقع الحادث بعد فترة قصيرة من رسو سفينة الركاب “أيونيون كينج” وعلى متنها 1288 لاجئاً من بنجلاديش في ميناء “سودا” بجزيرة كريت قادمة من طرابلس. وحاول نحو 50 ممن تم إجلاؤهم استخدام حبل للنزول خلسة من السفينة، والتي كانت راسية بالفعل، في محاولة لدخول اليونان بطريقة غير مشروعة، وتجنب إعادتهم مرة أخرى لبلدهم. ونقل نحو 29 شخصاً إلى المستشفى، فيما تتواصل جهود الإنقاذ، حيث يتم تمشيط المياه القريبة من ذلك الميناء في محاولة للعثور على المهاجرين المفقودين. وقال مسؤولو خفر السواحل إن ثلاثة أشخاص على الأقل غرقوا في المحاولة واعتبر 16 آخرون في عداد المفقودين.
وعاد نحو 3500 أردني إلى بلادهم منذ الأزمة الليبية حتى أمس. وقال السفير الأردني في طرابلس منذر قباعة إن “السفارة الأردنية بليبيا قامت بإجلاء قرابة 3500 مواطن أردني من ليبيا إلى الأردن منذ بداية الأحداث”. وأوضح أن “ما بين 2000 إلى 2500 مواطن أردني يعيشون في ليبيا منذ عشرات السنين ولهم مصالح واستثمارات ووظائف، فضلوا البقاء هناك، وعدم العودة في هذه المرحلة”، مشيراً إلى أن “السفارة تتابع أوضاعهم بشكل حثيث وتستقبل اتصالاتهم على مدار الساعة وجاهزة لتقديم العون والمساعدة لهم في أي وقت يحتاجون إليها”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن القافلة الإنسانية الجزائرية التي انطلقت من ولاية تبسة باتجاه الحدود التونسية - الليبية “ستكون متبوعة بقوافل أخرى”. وقال مدلسي، إن القافلة التضامنية التي انطلقت لمساعدة اللاجئين من جنسيات مختلفة على الحدود الليبية - التونسية تعتبر حلقة أولى ستكون متبوعة بقوافل أخرى “حتى نتضامن مع كل من احتاج لهذه الإعانة”، مشيراً إلى أن هذا التضامن “شيء طبيعي بالنسبة للجزائر”. وتشمل القافلة التضامنية الجزائرية 100 طن من المواد الغذائية والمياه المعدنية وأغطية، فضلاً عن مطبخ متنقل وسبع سيارات رباعية الدفع تنقل أطباء وعتاداً طبياً وشاحنة مزودة بنظام تبريد تحمل أدوية.
وقد وصل أعداد الرعايا الصينيين الذين تمت إعادتهم من ليبيا إلى 35 ألفاً و860 صينياً، وفق أحدث الإحصائيات التي نشرتها وسائل إعلام حكومية في الصين. ووصفت مصادر رسمية هذه العملية بأنها أكبر عملية إجلاء للرعايا في تاريخ الجمهورية الشعبية. وقالت وسائل الإعلام إن نحو 140 رحلة جوية، بالإضافة إلى سفن شحن وركاب وعبارات وحافلات شاركت في نقل المواطنين الصينيين إلى مكان آمن ومنه إلى بلادهم. وبهذا تكون عمليات الإجلاء قد انتهت، إذ إن “الخارجية” الصينية أعلنت أنها ليست لديها معلومات بوجود صينيين آخرين في ليبيا يرغبون في العودة إلى أوطانهم.
وأعلن مسؤول أميركي أن 132 مصرياً فروا من ليبيا وصلوا ليل السبت الأحد إلى القاهرة على متن طائرتين تابعتين لسلاح الجو الأميركي. وأقلعت الطائرتان وهما من نوع “سي - 130” في وقت سابق من جربة جنوب تونس. وأضاف المسؤول الأميركي أن طائرتي “سي - 130” إضافيتين في طريقهما إلى تونس لإجلاء نحو 90 أجنبياً إلى مصر. وأشار بيان لـ”الخارجية” الأميركية إلى أن الولايات المتحدة خصصت مساعدة بقيمة ثلاثة ملايين دولار لحساب المنظمة الدولية للهجرة بهدف المساعدة على إجلاء أجانب فروا من ليبيا ولجأوا إلى تونس.
عدد اليوم
