الجيش المصري يحذّر من تسريب وثائق «أمن الدولة»

أطلق الجيش المصري النار في الهواء أمس لتفريق احتجاج خارج مقر وزارة الداخلية في القاهرة، وذلك بعد ساعات من بيان للمجلس الأعلى للقوات المسلحة حذر فيه من نشر وثائق ومستندات قام محتجون بمصادرتها خلال اقتحام مقرات جهاز مباحث أمن الدولة في القاهرة والإسكندرية وعدد من المدن الأخرى في وسائل الإعلام. وقال شهود عيان “إن جنوداً مصريين أطلقوا النار في الهواء أثناء تظاهرة عند مقر وزارة الداخلية في القاهرة شارك فيها محتجون يطالبون بإصلاح قوات الأمن”. وتحدث آخرون عن أن رجالاً بملابس مدنية ومسلحين “بلطجية” بسكاكين واجهوهم أثناء الاحتجاج. وأوضح شهود عيان آخرون إن متظاهرين اقتحموا أمس مقار أخرى لمباحث أمن الدولة، بينها مركز في مدينة شبين الكوم عاصمة محافظة المنوفية شمالي القاهرة، حيث أحرقت كميات كبيرة من المستندات. كما أحرق محتجون مقراً آخر في مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان في أقصى جنوب مصر. وحاول متظاهرون آخرون اقتحام مقرين آخرين في المنيا جنوبي القاهرة والفيوم جنوب غربي العاصمة. وقرر النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود وضع مقرات مباحث أمن الدولة في كافة محافظات مصر تحت حراسة القوات المسلحة لحين الانتهاء من فحص كافة المستندات بها.وقال المتحدث الرسمي للنيابة العامة المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد إن المستشار عبدالمجيد محمود كلف فريقا من محققي النيابة بالانتقال إلى مقار مباحث أمن الدولة لاتخاذ إجراءات الحفاظ على كافة المستندات وتسلم ما تمكن المتظاهرون من أخذه منها. ووجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة نداء إلى المواطنين بتسليم أي أوراق أو مستندات يتحصلون عليها من مقرات أمن الدولة إلى الجيش نظرا لخطورة ما تحويه وللحفاظ على الأمن القومي. وقال المجلس في رسالة وجهها على صفحته الرسمية على موقع فيس بوك: “في ضوء حرص المجلس الأعلى للقوات المسلحة على حماية امن الوطن وسلامة أبنائه يهيب المجلس بجميع المواطنين بالتسليم الفوري لما بحوزتهم من وثائق ومستندات تخص جهاز مباحث أمن الدولة إلى القوات المسلحة لاتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها وعدم تداولها عبر وسائل الإعلام المختلفة وذلك من منطلق المسؤولية الوطنية من جهة وتجنبا للمساءلة القانونية من جهة أخرى ارتباطا باحتواء هذه الوثائق على أسماء وقضايا يشكل الكشف عنها بصورة علنية خطورة على أمن الوطن وسلامة الأفراد”. وكان نحو ثلاثة آلاف متظاهر قد اقتحموا المقر الرئيسي لجهاز مباحث أمن الدولة بمدينة نصر بالقاهرة مساء أمس الأول للبحث عن أوراق رسمية ومستندات مهمة تابعة للجهاز قبل أن يتصرف المسؤولون فيها سواء بالحرق أو بالفرم. وردد المتظاهرون العديد من الهتافات أثناء قيامهم باقتحام المبنى من بينها “يا حرية فينك فينك أمن الدولة بينا وبينك” و”كل الشعب قالها خلاص أمن الدولة لازم ينداس” و”أول مطلب للثوار أمن الدولة لازم ينهار” و”علي وعلي وعلي الصوت أمن الدولة لازم يموت”.وقام مئات من المتظاهرين باقتحام مقر جهاز أمن الدولة بمدينة 6 أكتوبر كما حاول المئات اقتحام مقر الجهاز بالدقي. وفي محافظة قنا بصعيد مصر تمكن المستشار العسكري من إقناع المحتجين من شباب ائتلاف ثورة 25 يناير والإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية بفض وقفتهم الاحتجاجية أمام مقر مباحث أمن الدولة بقنا بعد تأكيده أن القوات المسلحة تسلمت المقر بعدما تركه الضباط. وكان المحتجون قد طالبوا بإسقاط جهاز أمن الدولة بقنا ونددوا بممارساته ضد أبناء الشعب ورددوا هتافات “الشعب يريد إسقاط أمن الدولة” و” يا آية قولي لفرحة أمن الدولة لبس الطرحة” مؤكدين أن قيادات أمن الدولة بالمحافظة أحرقت الملفات بالجهاز. وفي محافظة مرسى مطروح قامت مجموعات من أهالي مطروح بالتظاهر أمام مقر أمن الدولة بهدف محاصرته وإخلائه بالقوة من الضباط والجنود والإفراج عن جميع المعتقلين المحتجزين بداخله ثم قاموا بإضرام النار في المبنى وقالوا إنه رمز للظلم والطغيان. وفي محافظة الشرقية تظاهر عدد كبير من أهالي المحافظة أمام مقر مباحث امن الدولة بمدينة الزقازيق حاملين لافتات تطالب بحل الجهاز وإسقاط قياداته. وفي محافظة المنوفية اقتحم مواطنون امس مقر أمن الدولة بمدينة شبين الكوم وعثروا على بعض الأوراق والملفات محروقة ومفرومة بينما غادر ضباط وأفراد أمن الدولة المبنى فور اقتحامه وانتقلت على الفور القوات المسلحة وسيطرت على الموقف واحاطت بالمبنى. وتكرر المشهد في محافظات الوادي الجديد وبني سويف والقليوبية. وفي محافظة سوهاج أصدر المستشار نصر فراج المحامي العام لنيابات سوهاج قرارا بالتحفظ على جميع الأوراق والمستندات بالمقر الرئيسي لمبنى مباحث أمن الدولة بسوهاج خشية إعدامها أو التخلص منها وتسليم المبنى لرجال القوات المسلحة. وكان نحو ألف شخص قد حاصروا أمس المقر الملاصق لمبنى مديرية الأمن في شرق مدينة سوهاج لمنع أفراده من التخلص من وثائقه وملفاته.