دبي (الاتحاد)
بعد موسم طويل وشاق، حافل بالجهد والعطاء، استعاد «فرسان» كرة القدم اللقب المحبب إلى نفوسهم، وهو لقب دوري الخليج العربي للمحترفين موسم 2015 -2016 بجدارة واقتدار، وهو اللقب السابع في تاريخ القلعة الحمراء، والثالث في عصر المحترفين، متساوياً مع العين في عدد الألقاب في دوري المحترفين، وتحقق هذا اللقب قبل نهاية المسابقة بجولتين.
ونجح الأهلي في إنهاء الموسم برصيد قياسي من النقاط بلغ 66 نقطة، وهو أعلى رصيد يصل إليه فريق في تاريخ مسابقة الدوري، محطماً رقمه السابق، والذي كان 64 نقطة في موسم 2013 -2014، حينما حقق لقب الدوري للمرة السادسة في تاريخه، كما نجح في توسيع الفارق بينه وبين العين ثاني الترتيب إلى 9 نقاط كاملة في نهاية المسابقة.
وحقق «الفرسان» ألقابه السبعة مواسم 1974 - 1975، 1976 - 1977، 1979 - 1980، 2005 -2006، 2008 - 2009، و2013 - 2014، وأخيرا موسم 2015 - 2016.
وحافظ الأهلي على نتائجه الإيجابية على ملعبه، حيث لم يخسر في آخر 28 مباراة خاضها على ستاد راشد، خلال دوري الخليج العربي وكأس رئيس الدولة وكأس الخليج العربي ودوري أبطال آسيا، علماً بأن آخر هزيمة للأهلي على ملعبه كانت أمام الوصل بأربعة أهداف مقابل لا شئ، في دوري الموسم الماضي بتاريخ 13 فبراير 2015.
يذكر أن الأهلي كان صاحب أقوى انطلاقة هذا الموسم، حيث حقق الفوز على منافسه الفجيرة بثمانية مقابل هدف، ونجح الأهلي خلال الموسم في تحقيق الفوز على 12 فريقاً في دوري الخليج العربي، وهي الإمارات والنصر والظفرة والفجيرة والجزيرة والوصل والوحدة والشباب والعين، والشعب «منها فرق حقق عليها الفوز أكثر من مرة».
وقادت عوامل عدة الفرسان إلى اللقب، أهمها الدعم الكبير من قبل إدارة النادي، والتي تعد أحد العوامل الأساسية فيما وصل له الفريق، حيث أعلنت الإدارة دعمها المتواصل للفريق، وكذلك ثقتها في اللاعبين والجهاز الفني، وظهر هذا الدعم كذلك في مباريات عدة خسرها الأهلي، كما قامت إدارة النادي بدعم الفريق ماديا للتعاقد مع أسماء مميزة عدة.
ثم كان دور كتيبة اللاعبين المتميزين في الأهلي، والذين يعدون من أفضل الأجيال الكروية التي مرت في تاريخ القلعة الحمراء، من حيث القدرات الفنية والخبرات المتراكمة، خاصة أن الغالبية العظمى من تشكيلة الفريق من اللاعبين الدوليين أعضاء المنتخبات الوطنية، للدرجة التي وصل فيها عدد لاعبي الأهلي أعضاء المنتخبات الوطنية إلى 9 لاعبين من بين التشكيلة الأساسية للفريق، دون اللاعبين المحترفين الأجانب، وهو ما يعكس التميز الكبير الذي تتمتع به هذه المجموعة من اللاعبين، والذين كانوا موضع تقدير وتميز واختير منهم عدد كبير ضمن تشكيلة فريق الأحلام في الدوري للموسم الكروي 2015 -2016.
وكان من أهم العوامل كذلك، قدرة اللاعبين على تقديم مستويات جيدة، وقيام كل لاعب بمهامه بشكل جيد، وبرزت أسماء عدة خلال المباريات، متمثلة في أحمد خليل، والذي حصد جائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2015، وماجد حسن، والمحترفين المميزين ريبيرو، وليما، وموسى سو، وسياو على الرغم من فترة إصابته الطويلة إلا أن عودته كانت مميزة، ونجح في إثبات نفسه سريعاً.
ثم يأتي دور الروماني أولاريو كوزمين المدير الفني للفريق، والذي نجح في إصلاح العديد من الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون، كما نجح في فرض شخصيته على أجواء المباريات، وتمكن من تعزيز الانسجام بين اللاعبين.
كما نجح كوزمين في زيادة روح المنافسة بين اللاعبين، واعتمد بشكل كبير في غالبية المباريات علي أسماء محددة، ولكنه في الوقت نفسه أعطى الفرصة للكثيرين لإثبات أنفسهم، وخلال المباريات المختلفة اعتمد على تنوع التشكيلة، مما ساهم في إعلاء روح المنافسة لدى اللاعبين.
واستطاعت جماهير الأهلي أن تمثل عاملاً قوياً في الفوز، حيث ساندت الفريق في المباريات المختلفة، وكذلك وقفت بجانب الفريق في لحظات التعثر، والتي كانت أبرزها الخسارة في البطولة الآسيوية.
واستطاع فريق الأهلي العودة مرات عدة بعد مواجهة أي عقبة، وتمكن الفريق مع الإدارة الفنية من معالجة أخطاء عدة وقعوا فيها خلال المباريات، وهو ما حدث بعد خسارة الفريق لمباراة إياب نهائي دوري أبطال آسيا، وحصول فريق جوانزو الصيني، علي لقب البطولة.
وكان تصريح كوزمين، بعد خسارة لقب البطولة الآسيوية، والتي كانت المرة الأولى للأهلي في النهائي، علينا أن نعمل على إيجاد الحلول، والعمل على معالجة النواقص في الفريق خلال الفترة المقبلة، وأكد أن هذا ليس نهاية طريق، وإنما هي البداية مع فريق يضم مجموعة من الشباب، ونستطيع العمل معهم مستقبلاً، ولديهم الكثير ليقدموه في مسيرتهم.
عدد اليوم
