الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نجل شهيد الوطن يحقق أمنية والده ويلتحق بـ «التكنولوجيا التطبيقية»

نجل شهيد الوطن يحقق أمنية والده ويلتحق بـ «التكنولوجيا التطبيقية»
12 مارس 2014 00:45
عماد عبدالباري (رأس الخيمة) - حقق محمد، الابن الأكبر لفقيد الوطن والواجب الملازم أول طارق محمد السيابي الشحي، أمنية والده بالتحاقه بثانوية التكنولوجيا التطبيقية برأس الخيمة. واستقبل محمد وأسرته نبأ نجاحه وقبوله بالمعهد الذي أخبرته به «الاتحاد» أمس، بسعادة غامرة رغم الألم الذي يعتصر قلوبهم بسبب فقدانهم والدهم العزيز عليهم، مؤكداً أنه كان يتمنى أن يشاركه والده الشهيد هذه الفرحة مع والدته وأشقائه وجدته وذويه، وقال، إنه يشعر أن روح والده الطاهرة ترفرف في منزلهم لتشاركهم فرحتهم. وكانت «الاتحاد» تابعت نتائج القبول في معهد «التكنولوجيا التطبيقية»، وكشف الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير عام المعهد نجاح نجل الشهيد في امتحانات القبول لما يتمتع به من مستوى علمي يؤهله للدراسة في ثانويات التكنولوجيا التطبيقية التي يقتصر القبول فيها على الطلبة المواطنين المتميزين الذين لديهم استعداد ذهني وعقلي للدراسة العلمية المتقدمة في التخصصات الهندسية والتكنولوجية التي ترتبط بالخطط المستقبلية للتطور الاقتصادي والصناعي الذي تعيشه الدولة حالياً ومستقبلاً. وقدم الدكتور الشامسي خالص العزاء للقيادة الرشيدة، وأسرة الشهيد طارق الشحي، الذي قدم لأبناء الوطن من مختلف الأعمار المثال في أداء الواجب تجاه الوطن، معرباً عن سعادته لتحقيق أمنية الشهيد بالتحاق نجله بالمعهد ليصبح أحد الكوادر الوطنية التي تصنع في ثانويات التكنولوجيا التطبيقية. وقال محمد نجل شهيد الواجب لـ «الاتحاد»، إن ما يخفف عليه وأسرته أن والده نال الشهادة، مرددا قول الله تعالى «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون»، معبرا عن شكره لقيادة وشعب الإمارات لوقوفهم إلى جانبهم في مصابهم الجلل، ما خفف عنهم فقدانهم والدهم. ونال الملازم أول طارق محمد السيابي الشحى 41 سنة، أحد منتسبي وزارة الداخلية بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، شرف الشهادة مساء 3 مارس الجاري، في مملكة البحرين الشقيقة خلال مشاركته ضمن قوة «أمواج الخليج» المنبثقة عن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي المشترك، في انفجار غادر جراء عبوة ناسفة استهدفته، واثنين من زملائه العاملين بالشرطة البحرينية خلال أدائهم لمهامهم الوطنية بحفظ الأمن. وقال محمد البالغ من العمر 12 سنة، الذي أتم الصف الثامن في مدرسة غليلة شمال إمارة رأس الخيمة، إن والده رحمه الله اصطحبه إلى مقر ثانوية التكنولوجيا التطبيقية في منطقة الخران برأس الخيمة لتسجيل اسمه في امتحانات القبول، كما أنه اتفق مع صديقه سيف درويش أن يصطحبه يوميا من منطقة شعم إلى مقر«التكنولوجيا التطبيقية» لأداء الامتحانات، أثناء تواجده في مملكة البحرين لأداء واجبه الوطني. وأضاف: والدي كان يتابع معي ومع والدتي وصديقه أدائي لامتحانات القبول في ثانوية التكنولوجيا التطبيقية حيث كان حريصاً على تحفيزي وتشجيعي للالتحاق بهذا الصرح العلمي الكبير الذي يعمل على نشر التعليم التكنولوجي والهندسي بين شباب وفتيات الإمارات، وكان دائما يقول لي: لا تخف بإذن الله ستنجح وستكون أحد طلاب المعهد، والحمد الله تحققت أمنية وحلم والدي طيب الله ثراه، وحلمي أن أكون أحد طلاب التكنولوجيا التطبيقية. وأشار محمد إلى أن أمنيته أن يصبح طياراً مدنياً وأن يعمل بعد تخرجه، في طيران الاتحاد أو طيران الإمارات، ليكون أحد أبناء الدولة المخلصين في أداء الواجب الوطني والوقوف خلف القيادة، أسوة بوالده الشهيد البطل، مبينا أن قبوله في ثانوية التكنولوجيا التطبيقية هو بداية الطريق لتحقيق حلمه منذ طفولته. قال محمد تعليقاً على قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، التي نشرت أمس الأول تحت عنوان« طارق بن زايد» أو «طارق بن زياد» أن القصيدة جسدت حقيقة أنه كان يطلق على والده رحمة الله وهو في المدرسة طارق بن زياد لشهامته ونخوته ورجولته وحبه للخير، كما كان يردد دائما «إنا ابن زايد»، متذكرا أن والده بكى كثيرا عند وفاه الشيخ زايد رحمه الله. واعتبر محمد، أن وقوف القيادة الرشيدة معه وسائر إخوته، وعائلته، تؤكد أن «البيت متوحد»وقال: إننا أسرة واحدة من السلع إلى شعم مصابنا واحد وجرحنا واحد وألمنا واحد ، في إشارة إلى مقولة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مضيفا أن هذا ليس بمستغرب على قيادة وشعب الإمارات، الذين يجسدون يوماً بعد يوم أن البيت متوحد. زوجة البطل: فرحة ممزوجة بالألم وصفت آمنة محمد (38 عاماً) زوجة شهيد الوطن والواجب، استقبالها خبر نجاح وقبول ابنها محمد في ثانوية التكنولوجيا التطبيقية الذي نقلته لها «الاتحاد»، بالفرح الممزوج بالحزن والألم، قائلة: إنه خفف عليها حزن وفراق الشهيد طارق لأنه تحقق حلمه وأمنيته وأمنياتنا في أن يكون محمد أحد طلاب التكنولوجيا التطبيقية، والحمد الله رب العالمين، مضيفة أن آخر تواصل جرى بينها وبين زوجها رحمه الله كان في صباح يوم استشهاده، عن طريق رسالة عبر برنامج «واتس أب» وهي في مقر عملها، ليطمئن على ابنه الذي يخضع للاختبارات في معهد التكنولوجيا، وليتعرف من خلالها على كيفية أدائه لها، مطالبا إياها أن تحفزه أثناء الدراسة، وإيقاظه من النوم بعد أدائه صلاة الفجر، للتوجه لمقر ثانوية التكنولوجيا التطبيقية في رأس الخيمة، لأداء امتحانات القبول بنجاح، لتحقيق حلمه وأمنية الأسرة، وهو ما تحقق بحمد لله. وعبرت آمنة لـ «الاتحاد» عن عظيم شكرها وامتنانها لأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لمواساة الأسرة في مصابها الجلل وقالت: نشكر كل من واسانا بالحضور شخصيا لمجلس العزاء أو الاتصال هاتفيا من الشيخات ومن المواطنات والمقيمات ومن الشقيقات في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون والدول العربية في فقدان شهيد الوطن والواجب. وعبرت عن خالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وأصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو أولياء العهود ونواب الحكام. كما توجهت بالشكر إلى سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان؛ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والمسؤولين وشعب الإمارات، في مواساتهم بمصابهم الجلل ووقوفهم وقفة وفاء إلى جانبهم لحظة بلحظة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©