الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عبدالرحمن الزرعوني: عدستي تحفظ التراث المحلي بتفاصيله وثرائه

عبدالرحمن الزرعوني: عدستي تحفظ التراث المحلي بتفاصيله وثرائه
3 مارس 2015 22:55
خولة علي (دبي) المصور عبدالرحمن عقيل الزرعوني دفعه حبه ورغبته في توثيق الملامح الحياتية القديمة من تراث وتاريخ هذه الأرض، إلى اصطحاب عدسته التي لم تبارح يديه، فهي بمثابة آلة زمنية، على حد قوله، استطاع بها أن يوثق الزمن الجميل، بما يحمله من مشاعر وأحاسيس تعبر عن ثراء الواقع وزخم الصورة، التي يسترجع بها ذكريات حياة أبت أن تغادر ذهنه، ليضم ألبومه الكثير من اللقطات. فمتعته مع الكاميرا، لم تكون وليدة اللحظة، وإنما بدأ شغفه بها منذ ستينيات القرن الماضي، الأمر الذي اكتسب بها خبرة في ماهية التصوير وفنونها، فكانت له نظرة دقيقة وذائقة فنية في التعاطي مع هذه التقنية المتجددة، لتكون نافذة على الماضي بتفاصيله وثرائه. أولآلة تصوير يقول الزرعوني: بدأت علاقتي بالتصوير، عام 1968، عندما شرعت في اقتناء أول آلة تصوير بدائية، وكانت عبارة عن صندوق بلاستيكي بعدسة ثابتة مع فيلم أبيض وأسود بطول 120 مل، وأذكر حينها سعر الكاميرا كان لا يتجاوز الخمسة دراهم، والفيلم بدرهمين، وكانت بسيطة الاستخدام وغير معقدة، فلم تكن تحوي حتى الفلاش، لذا كان لابد أن يبحث المصور عن ضوء الشمس والزاوية المناسبة، لإظهار صورة جيدة، وهي التقنية السائدة في تلك الفترة، إلى أن دخلت علينا الأفلام الملونة والفلاشات في السبعينيات، وتطورت الكاميرات نوعاً ما. ويضيف: كانت بدايتي في التصوير لا تخرج عن إطار تدوين اللحظات العائلية، حتى شرعت في توثيق المكان والزمان، والتعرف إلى الملامح والتفاصيل التي كانت تشدني بقوة، وتحسست أبجدية التراث بما تحمله من مفردات ومفاهيم. فظلت عدستي تبحث في فنون التراث، وما تتمتع به المدن قديماً، من بيئة بسيطة، محاولاً اقتناص الحركة التجارية في الخيران، ولحظة غرق الشمس في الخليج، وانعكاس المباني التقليدية على سطح الخور، كما لم يفتني لحظة الشروق لكي أقبض عليها، وقد كان الأمر صعباً يحتاج إلى دقة ومهارة، في ظل ضعف الإمكانات المتاحة لآلة التصوير، ولكن الإصرار والتحدي دائماً ما يدفعانه لرفض الخنوع والاستسلام. أفكار غير تقليدية وحول ما يميز أعماله، يقول الزرعوني: بعيدا عن الطبيعة الصامتة التي أترقبها بعدستي، تتميز أعمالي بأنها قائمة على بعض الأفكار الإبداعية غير التقليدية، مستعينا ببعض قطع التراث ومفرداتها، محاولاً إخراجها كلوحة فنية تشكيلية، من خلال إعادة توزيع بعض القطع كأدوات الزينة والعطور القديمة، وإظهارها كروح واحدة في لقطة جمالية، كما أجمع التراث وأعيد تشكيله بصورة مختلفة وأكثر إبداعاً، لتخرج كأنها لوحة فنية، وبعض هذه الصور تم تجسيدها في الميادين العامة والشوارع، حيث تم اختيار صورة من قبل بلدية العين وتم تنفيذها كمجسم على مدخل المدينة يشير إلى كرم الضيافة العربية، حيث يضم المجسم الدلة والفنجان والمدخن والمرش. كما تم انتقاء صورة أخرى من أعمالي كغلاف دليل الهاتف لمؤسسة الإمارات للاتصالات، وهي أيضاً معبرة عن التراث المحلي. مساوئ الفوتوشوب ويلفت الزرعوني قائلاً: مع دخول تقنيات معالجة الصور والفوتوشوب، توقفت نوعاً ما عن التصوير، فأنا من أشد المعارضين لهذه البرامج فما نشاهده اليوم من أعمال للأسف الشديد تفتقد فيه شخصية ومهارة المصور وإبداعه، فهي مجرد صورة تتم معالجتها، وإضافة بعض الرتوش إليها، وادخال بعض الإضاءات عليها، ما يفقدها إبداع المصور وفنون الصورة. ويوضح الزرعوني: كان لي الكثير من المعارض سواء على المستوى المحلي والخليجي، التي تركت فيها بصمتي التراثية المحلية، لاطلاع الجنسيات والثقافات الأخرى عليها. تعرضه للموت حول أهم المواقف التي تعرض لها، يقول الزرعوني: رغم أن التصوير، هواية جميلة ومحببة إلى قلبي، فإنها لا تخلو من المخاطر ما لم يكن المصور حذراً، ومن المواقف التي كادت تودي بحياتي، أني ذات يوم رغبت في التقاط بعض المشاهد السلبية وهممت بتسلق لوحة إعلانات ضخمة فوق سطح بناية تتكون من ثمانية طوابق، وما أن قمت بتحديد الزاوية المناسبة لالتقاط الصورة، وشرعت بتثبيت الكاميرا بكلتا يدي، حتى فقدت توازني وسقطت على سطح المبنى، ولولا لطف الله تعالى بي ووجود حاجز منعني من السقوط من أعلى المبنى، لما كتبت لي الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©