الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

وضع مختلف

6 مارس 2011 23:04
“وضعنا مختلف”، ما أن يطالب أحدنا باتباع الأصول والأسس التي يتبعها الرواد في الدول المتقدمة كرويا، أو يستشهد بوقائع من ممارساتهم الكروية، إلا ويواجه بهذا “التبرير” الذي أصبح أسطوانة مشروخة، مللناها وأشبعتنا إحباطاً وغصة، فلا يوجد عاجز أو فاشل سواء كان لاعباً أو إدارياً أو مدرباً، إلا واحتج بهذا العذر الواهي وهو “الخصوصية” التي ندعيها، وكأن البشر في تلك الدول مكثوا في بطون أمهاتهم، 12 شهراً أو يعيشون بأربع رئات، أو أن أسبوعهم عشرة أيام!. هذه الخصوصية متحركة ومطاطية، فتارة هي خصوصية عربية، إذا عمت ممارسة سلبية، ما كل الكرة العربية، وهي خصوصية خليجية إذا استطاع بعض العرب أن يحلوا نفس المشكلة، وتتحول الى خصوصية محلية إن كان هناك في محيطنا الخليجي، من خطى خطوة متقدمة عنا. عذر الخصوصية أصبح علة يصر البعض أن يجبرنا على أن نسلم بأن لا شفاء منها، رغم أن هناك العديد من المجالات التي أخذت دولتنا فيها بأسباب التطور، واتبعنا فيها أحدث النظم والأساليب العالمية المتقدمة، وحققت فيها مؤسساتنا الوطنية نجاحات باهرة، دون أن يكبلها وهم الخصوصية هذا. هذه الخصوصية المزعومة، هي العائق الأكبر الذي يحول دون استكمال بناء المنظومة الاحترافية، وتحقيق الاستفادة الحقيقية منها، فبعد أن كنا في طليعة أعضاء الاتحاد الآسيوي الذين ساندوا الرؤية الآسيوية في دفعها لعملية التحول للاحتراف، وأكثرهم استجابة لتطبيق معايير ومتطلبات هذه النقلة، بدأنا في الآونة الأخيرة التراجع عن بعض الخطوات والتردد والتلكؤ في تطبيق بعضها، كما حدث في قرار 3+1 بالنسبة للأجانب، ثم مقترح زيادة عدد فرق دوري المحترفين. من الخصوصيات التي اخترعناها ضرورة منح مدرب المنتخب فترات طويلة للإعداد بدعوى أنه يشتكي من ضعف جاهزية اللاعبين وانخفاض لياقتهم، وإن موسمنا الكروي لا يتسع زمنياً لإقامة دوري به أكثر من 12 فريقاً، وهي نتائج لمشكلة واحدة نظامنا الكروي، هو السبب فيها، فلو كان هذا النظام شأنه شأن النظم الكروية المتطورة، يجبر الأندية على أن تعد لاعبيها لخوض مباراتين تنافسيتين أسبوعياً لجاء اللاعب للمنتخب في كامل جاهزيته، ولاختلف عمل المدرب في النادي، وحتى أسلوب حياة اللاعب نفسه، ولسمح الوقت بإقامة دوري من 16 فريقاً وليس 14 إذا اختفت التوقفات. والأمر نفسه ينطبق على خصوصيات أخرى اخترعناها، مثل ربط مواعيد وتوقيتات المباريات بمواعيد المحطات التلفزيونية، وموظفيها وبرامجها ومشاهديها، بدلاً من ربطها أولاً بمواعيد جمهور كرة القدم المتعارف عليه عالمياً، وهو جمهور المدرجات، فأصبح لزاماً بموجب خصوصية “جمهور الشاشات” أن يلعب دوري الهواة في أيام العمل، حتى لا تتزامن مع دوري المحترفين، وإن تقام كل مباراة من دوري المحترفين في توقيت منفرد حتى لا يتشتت المحلل، وإن يكون هناك فاصل زمني بين المباراتين حتى لا يفوته تحليل الشوط الثاني ! أما المشجع الذي قد يقرر الذهاب للملعب فلا يعطى فاصلاً زمنياً ليتناول الغداء ويستريح من عناء العمل!. Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©