الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسلحة الإماراتيين التقليدية حماية ووجاهة

أسلحة الإماراتيين التقليدية حماية ووجاهة
18 ابريل 2010 21:57
اهتم أهل الإمارات القدماء بالأسلحة التقليدية، فهي في ذاك الوقت كانت وسيلة الحماية والوجاهة والاحتفال. الحماية كانت هاجس الرجال في زمن كانت الإمارات فيه تتناثر على جسد الأرض تفصلها أيام من التنقل ركوبا على ظهور الأبل والدواب. أما الوجاهة فهي تتمثل في اهتمامهم بصناعة تجميل الأسلحة عبر صناعة اكسسواراتها المختلفة من محازم بأنواعها (وهي الحزام الذي يلف على الخصر وتوضع فيه الذخيرة) وكعوب الأسلحة الخشبية. وكانت البنادق الحاضر الدائم في الأفراح والاحتفالات، فعادة ما كان رجال القبيلة يرتدون أسلحتهم حين يخطبون لأحد أبنائهم دلالة على قوتهم بين القبائل، ويبتهجون بإطلاق الأعيرة النارية في ليلة الزفاف (هذه العادة بقيت إلى وقت قريب) وهم كذلك يرحبون بالضيوف عبر إطلاق النار في الهواء، ويعبرون بواسطة أصوات البنادق عن احتفالاتهم المختلفة، بخلاف أنهم يستعملونها في الصيد والدفاع عن النفس. وصلت البنادق إلى الخليج عبر بوابة الاستعمار البرتغالي 1507 وكانت أولها بندقية تعبأ بالبارود أسماها الناس (أم فتيلة) لأن لها فتيلة خلف الزناد تشعل بالكبريت، بعد أن تحشى بالبارود في فوهتها فتنطلق منها الرصاصة للهدف، ثم أم قمعة وهي من بنادق البارود أيضا، كان البارود يوضع في فوهتها ويثبت بقمع، وأم صلبخ، والغالب أنها سميت بهذا بسبب البارود الأسود، فاللون الأسود الفحمي يسمى الصلبخ أو الصمبخ. هذه البنادق كانت طويلة وثقيلة (يتراوح طولها ما بين مترين وأربعة أمتار) ما جعلها مخصصة للدفاع عن الحصون والقلاع لا عن الرجل بذاته، فكانت هذه البنادق للدفاع فقط لا الهجوم، تركب على الحصون والقلاع والأبنية أو حتى الأشجار. وبعد أن نجح اليعاربة في دحر البرتغاليين، توالت البنادق الأخرى في الوصول، وبدأ الناس يتعودون على وجود السلاح وأهميته، وصارت تسميته المحلية تندرج على الألسنة بسرعة، بل وصار الرجال يتفننون في إطلاق التسميات التي تستمد غالبا من أشكال البنادق. من أشهر البنادق التي عرفها قدماء الإماراتيين أم عشر أو الكند، و منها نوع يسمى السمحة، والصمعة، الميزر، الفلسي، أم ركبة، أم هوري ، المشرخ، السكتون، الشرفا وغيرها من الأسماء المختلفة. ومن الوارد جدا أن تجد للبندقية نفسها عدة أسماء، خاصة أنها أسماء يطلقها الناس على السلاح بحسب مواصفاته، وبالطبع كانت هذه البنادق أصغر حجما وطولا من الأولى فصارت أسهل في الاستعمال، وأمسى الرجال يستعملونها للدفاع والهجوم. وكانت الأسلحة تستورد من بريطانيا واليمن وتشيكوسلوفاكيا (جمهوريتي التشيك والسولفاك) حاليا وشرق أفريقيا،وظهرت بعد وصولها العديد من المهن المرتبطة بها، مثل تاجر السلاح والزانة (وهي عتاد السلاح من طلقات نارية) وصانعو المحازم وهي المفردة التي تطلق على الحزام المثقب الذي توضع فيه طلقات السلاح (الزانة)، ومنها المحزم العلوي (وهو حزام من الكتف اليسرى إلى الخصر اليمين)، والمحزم الصدري (حزامان يتقاطعان على الصدر بشكل حرفX) والمحزم السفلي (وهو المحيط بالخصر فقط)، والمخزن للرصاص الدائري يضع في المحزم السفلي .
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©