الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من الأهمية أن نسمع!

18 ابريل 2010 21:47
يمكن أن نجزم بأن ليس هناك طفل في هذا العالم، إلا وكان لديه مشكلة ما مهما بدت بسيطة مع «الأحلام»، في الوقت الذي اختلفت فيه الآراء والتحليلات حول أحلام الأطفال، وأسبابها، وأشكالها، وحقيقتها، حتى العلماء الذين أجهدتهم التفسيرات المحتملة، وجدوا أنفسهم أمام سؤال صعب عن حقيقة أحلام الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم أياماً معدودة، ولماذا يحلم هؤلاء الأطفال؟ وما هي طبيعة أحلامهم ؟ وكيف يمكن تفسير ابتسامة الطفل البريء الذي لا يتعدى عمرة بضعة أيام وقد انفرجت أسارير وجهه تماماً وهو مستغرق في النوم؟، والبعض يجتهد في تفسير ذلك بأن الملائكة تداعبه وهو نائم! ...إن حقيقة «شاشة العرض» الموجودة في مخ الإنسان، ونوعها، وكيفية تداعي الصور أو المشاهد محل حيرة وخلاف وغموض ولا سيما في حالات الأطفال حديثي الولادة، لأن من الثوابت التي يمكن الارتكان إليها، أن أحلام الطفل عامة وليدة لانعكاسات البيئة التي يعيش فيها، والمكان الذي يكتسب من خلاله المبادئ الأولية لنشأته الاجتماعية، والمعارف الأساسية التي تتخلل ذاته وتسهم في بناء شخصيته وثقافته لتكون كل هذه المفردات صوراً بصرية، ومشاهد يختزنها عقل الطفل في منطقة «اللاوعي»، ليستدعيها بمواقفها السارة أو الأليمة عند النوم. فالطفل يحلم أحياناً بأنواع مختلفة من «الوحوش، لكن عندما يختبئ «الوحش» في خزانة الثياب، أو تحت السرير، أو خلف الستائر، فهذا يعني بأنه لا يشعر بالأمان في منزله. وعندما يحاول «الوحش» مطاردة الطفل في الحلم، أو الصراخ عليه وتهديده، فهذا قد يعني وجود شخص يزعج الطفل في الحقيقة يمثله هذا «الوحش» في الحلم. إن الأطفال مثل البالغين، يحلمون بالسقوط في الأحلام عندما يشعرون بعدم الاستقرار . وغالبا ما تحدث أحلام السقوط عندما يكون هناك إحساس داخلي بالفوضى، أو عدم الاستقرار، وتعكس شعوراً بالحيرة وعدم معرفة المجهول، وأحيانا يحلم الأطفال أحلاماً خيالية رائعة تعلمهم كيف يتخيلون ويبدعون ويستعرضون مهاراتهم. .. من المفيد أن نتحدث مع أطفالنا عن الأحلام، وألا نستهزئ بها مهما كانت مضحكة أو ساذجة. فإذا كنا نحن الكبار نجهل عالم الصغار، فعلى الأقل نعمل على ألا نصدر إليهم همومنا ومخاوفنا وقلقنا، وأن نحاول دائماً أن نسمع حتى وأن لم نفهم أو نستوعب. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©