الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اللي يخاف من البعبع»

«اللي يخاف من البعبع»
18 ابريل 2010 21:38
بعد أن تزوج الجميع وذهبوا في حال سبيلهم، بقيت في البيت مع والدين وخادمتين، فالأخوة الكبار الذي يغبطون آخر العنقود، لا يدرون أنه آخر من سيبقى في البيت الكبير، بلا أخ ولا أخت. ومع تقدم أمي في العمر، أصبح أمر الطبخ بيد إحدى الخادمتين. اكتشفت أكثر من مرة وجود «أشياء» في الطعام، كشعرة طويلة، خيط شوال الأرز، أشياء غير معروف ماهيتها. أصبت بعدها برهاب «أشياء في الطعام» في أي مكان أجلس فيه إلى المائدة، والغريب أنني دائماً الذي كان يكتشف ويرى، سواء في البيت أو المطعم، وفي أغلب الأوقات يكون الشيء في الطبق الذي أمامي فقط. ففي مرة وأثناء الاجتماع العائلي الأسبوعي في البيت الكبير يوم الجمعة، وبوجود كل الأخوة والأخوات وزوجاتهم وأزواجهن وأبنائهم، كان برغي مقبض قدر المرق من نصيبي، فبطريقة ما تحرك البرغي من مكانه وسقط في المرق، وبطريقة ما وزّعت الوالدة المرق في أطباق كثيرة من دون أن تلاحظ البرغي، وبطريقة ما جاء الطبق المشؤوم أمامي، وبرغم أن أكثر من شخص كانوا يتشاركون معي في الطبق نفسه، إلا أنه بطريقة ما غرفت أنا البرغي مع المرق ووضعته على الأرز، وحملت المكونات ووضعتها في فمي. «الطريقة ما» هي محور حديثي، فمن يخشى شيئاً أو يتوقعه أو يفكر به سيفاجأ به لا محالة، لأنه بـ «طريقة ما» سيظهر أمامه. وهناك سبب ذاتي ومادي وقدري في ظهور تلك الأشياء. السبب الذاتي يخص الشخص نفسه، فأنا كنت اكتشف الأشياء بحكم الخشية من وجودها أو توقع ذلك، والمصريون يقولون: «اللي يخاف من البعبع يطلع له»، لأنني كنت لا إرادياً أمعن النظر فيما آكله، بينما جلسائي لا يمعنون، وربما «يلطمون» البراغي والمسامير من دون أن يشعروا، ومن ثم لا يشعرون أن البعبع طلع لهم. أما السبب المادي فهو يخص الشيء نفسه، فربما تتعمد تلك الأشياء أن تعترض طريقي أنا وحدي، فقد يكون لها عقل يفكر وتريد أن تتحداني وتسخر مني، وقد أثبت علماء أستراليون أن لملاعق الشاي عقلاً تفكر به حين لاحظوا أن 80 بالمئة منها اختفت في أثناء ترصدها لمدة خمسة أشهر في مقر عملهم، وافترضوا عدة افتراضات لاختفائها منها أن الملاعق تهاجر بهدوء إلى كوكب آخر تقطنه كائنات شبيهة بالملاعق تعيش حالة من السعادة الملعقية، أو أنها تشعر بعداء طبيعي للبشر ولذلك فهي تقاومهم. والسبب القدري يكون في وجود قوى أو إرادة عليا تحرك تلك الأشياء في اتجاهي، فربما يكون في قِدر المرق أكثر من برغي وباروكة شعر كاملة، لكن الجزء الذي يحتوي تلك الأشياء من الطعام، قد لا يجد من يأكله مصادفة، وقد يبقى في القِدر ثم يذهب إلى القمامة. الدليل على صحة كلامي هو أنني بعد أن تزوجت، وأصبح أمر الطبخ بيد أم عيالي، وهي تراعي أمور النظافة وتدقق فيه كثيراً، وبعد أن أكلت من يدها مرة ومرتين وألف، ولم أجد شيئاً، ذهبت عني «فوبيا أشياء الطعام»، ومنذ فترة طويلة لم ألاحظ شيئاً فيما أتناوله سواء في البيت الكبير أو في المطاعم، لأنني أصلاً لا أفكر ولا أخشى وجود شيء، برغم أنها قد تكون موجودة فعلاً. أعرف شخصاً يتذمر دائماً من مستخدمي الطرق، ودائماً يأتينا بوجه يطفح غضباً من أحمق أو أرعن أو لا مبالٍ التقاه في الشارع ودخل معه في حرب «هرنات» وانحرافات متعمدة وإيماءات بذيئة. والذي يحدث أنه بـ»طريقة ما» هو يواجه ويلتقي هؤلاء، لأنه يفكر في وجودهم، ويجنّد نفسه للرد على تجاوزاتهم، بينما نحن لا نلتقي بهؤلاء إلا نادراً، برغم أننا نسير في الطرقات نفسها، وفي الأوقات ذاتها. أحمد أميري Ahmedamiri74@yahoo.com هلاوس قصص ذكية تقول القصة إن الأب استدعى ابنه الشاب الذي بلغ سن الزواج، وقال له: «هل تريد أن تتزوج»؟.. قال الفتى: «نعم.. لكن هذا يتوقف على العروس». قال الأب في ثقة: ـ «العروس هي ابنة بيل جيتس.. أغنى أغنياء العالم ومدير ميكروسوفت». صاح الفتى في دهشة: ـ «هذا مستحيل .. قل لي سبباً واحداً يجعلها تقبل بي».. ـ «سوف أتصرف فلا تقلق». هكذا اتجه الأب إلى الكمبيوتر، فكتب خطاباً إلى مدير البنك الدولي يعرض فيه أن يعمل ابنه نائباً للمدير. بعد يوم وصله الخطاب الغاضب من البنك الدولي: ـ «وما الذي يجعلنا نوافق على أن يشغل ابنك منصباً كهذا»؟ رد الأب برسالة مقتضبة: «لأن ابني زوج ابنة بيل جيتس»! خلال ساعات وصله الرد المتحمس بالموافقة.. هات ابنك حالاً وسوف نسلمه الوظيفة مع جزيل الشكر. هنا كتب الأب خطاباً لبيل جيتس الملياردير العالمي يطلب فيه يد ابنته لابنه. رد بيل جيتس بعد يوم في ضيق قائلاً: «لماذا تتصور أنني يمكن أن أقبل ابنك زوجاً لابنتي؟.. ما هي مؤهلاته بالضبط»؟ رد الأب في ثقة: «ابني هو نائب مدير البنك الدولي»! جاءه رد بيل جيتس الملهوف بالموافقة بعد نصف ساعة! ذكية جداً وهي تلخص لعبة مصرية قديمة اسمها (أن تلبس عمامة هذا لذاك)، بمعنى أن تنزع العمامة من على رأس فلان وتضعها على رأس علان، وقبل أن يشكو فلان تكون قد انتزعت عمامة أخرى ووضعتها على رأسه.. الخ .. النتيجة أنك تخلق حالة عامة من الخداع والرضا بهذا الخداع. في فترة من الفترات كان الإنتاج في السينما المصرية يعتمد على هذه الطريقة. يذهب المنتج المفلس لمقابلة الفنان فلان ويخبره بأن الفنانة فلانة قبلت الدور.. هكذا يوافق في حماسة. ثم يذهب للفنانة ليخبرها بأن الفنان فلاناً قبل الدور فتوافق، ثم يتصل بالموزع الخارجي ليخبره بأنهم يصورون فيلماً بطولة الفنان فلان والفنانة فلانة، فيرسل الموزع مبلغاً على الحساب، هو الذي يبدأ به المنتج تصوير الفيلم. المشكلة أن هذه الحيل لا تنجح أبداً عندما تطبقها في عالم الواقع.. لابد من خطأ ما في مكان ما، كأن يرفع مدير البنك الدولي السماعة ليسأل بيل جيتس عن اسم زوج ابنته.. وعلى الأرجح يتضح أن جيتس ليست لديه بنات أصلاً. كنت أرى دوماً أننا بحاجة إلى المزيد من الغباء في المجتمع كي يستطيع النصابون البؤساء أن يجدوا لقمة عيشهم. من القصص الذكية كذلك قصة ذلك المنجم في جنوب أفريقيا، حيث يقف حراس أشداء مهمتهم التأكد من عدم خروج ماس مهرب من داخل المنجم. في كل يوم يخرج ذلك العامل وهو يدفع عربة يد محملة بالفحم.. طبعاً يثير هذا شك الحراس فيفتشون العربة بدقة تامة ويفتشون العامل بحثاً عن قطع ماس. لا يجدون.. هكذا يسمحون له بالمرور.. ويتكرر السيناريو نفسه يومياً.. لكنهم متأكدون من أنه لا غبار على الرجل. قرر أحد رجال الأمن مراقبة الرجل ليعرف ما يقوم به بعد مغادرة المنجم. هنا عرف الحقيقة: الرجل يقوم بسرقة عربات اليد! هذا نموذج عبقري للذكاء الجانبي الذي يعمل في الاتجاه الذي لا تفكر فيه بالضبط.. فقط يجب أن تكون سعيد الحظ والحراس أغبياء، بحيث لا يفكر أحدهم في عد عربات اليد داخل المنجم! د. أحمد خالد توفيق أخبار قيد التحرير والتحوير (1) يقول علماء أوروبيون في صناعة الروبوتات إنهم طوروا رجلاً آلياً باستطاعته معرفة نوايا البشر، حيث تستطيع التكامل معه وتشاركه في اتخاذ القرارات وتعرف ماذا عليها أن تفعل من خلال مراقبتها تصرفات البشر. تخيل عزيزي القارئ، تخيل نفسك تمتلك هذا الروبوت، وتنكّد عليك المدام في البيت، فتفكر في قتلها والتخلص منها ـ مجرد تفكر ـ فيلتقط روبوتك نواياك، ويهجم على المدام. تخيل أن المدام أيضاً، تملك روبوتاً، فيعرف نواياها ويهجم عليك.. فتقضي عليكما الروبوتات. لا يبقى في البيت، وفي كل بيت، سوى روبوتات بلا بشر.. وربما تفكر، هذه الروبوتات، في تصنيع بشر يعرفون نواياها.. لخدمتها!! تخيلوا...!! (2) تمكنت دولة عربية شقيقة، هي مصر تحديداً، من تبوء المركز الأول في العالم أجمع، في مجال ضرب الزوجات للأزواج.. أستدرك: ليس هناك أي خطأ طباعي.. نعم، ضرب الزوجات للأزواج!! فقد بينت دراسة أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة أن مصر احتلت المركز الأول، من حيث انتشار ظاهرة ضرب الزوجات لأزواجهن، بنسبة 28%، بينما كانت الثانية بريطانيا 23%، وأميركا 17%.. لاحظوا أننا تفوقنا على دول كبرى ذات طنّة ورنّة. أنا مبسوط جداً من تلك النسوة القويات اللواتي تمكنّ من استرداد بعض كرامة أمهاتهن، وحفيداتهن على مدى العصور وفي كل الأماكن، اللواتي تعرضن للضرب والتنكيل من الرجل وما زلن حتى الآن. طبعا أنا ضد العنف البشري بأكمله، لكني أحياناً مع عنف المرأة ضد الرجل لعلها تخفف من عنجهيته وغروره وصلفه، وكل الصفات (الشينة) التي يتحكم بواسطتها في الجنس الأنعم والألطف والأذكى والأكثر إنسانية. نكاتنا الآن معظمها موجهة ضد المرأة، وهي معروفة للجميع، حتى النساء يضحكن منها على مضض. فتخيلوا أن يتحول تصنيع النكتة، التي يبرع فيها أاشقاؤنا في مصر، لتصبح ضد الرجل - كيف يمارس الرجل الرياضة على شاطئ البحر؟ - يشفط كرشه كلما مرت أمامه فتاة جميلة! - ما هي الحالة الوحيدة التي يطلب فيها الرجل من زوجته تناول العشاء على ضوء الشموع؟ - عندما تنقطع الكهرباء! - ما وجه الشبه بين الرجال والطقس؟ - لا يمكن تغيير أي منهما للأفضل! - ما الفرق بين رجل في الأربعين وامرأة في ذات السن؟ - المرأة تحاول أن تنجب طفلاً لتثبت أنها ما تزال شابة، بينما الرجل يتزوج طفلة لذات السبب. - أين تجدين الرجل الذي لا ينظر إلى امرأة أخرى غير زوجته؟ - في المقبرة!! (3) أما أنا، فمسرور جداً من انحسار إنتاج وعرض المسلسلات التاريخية، لاعتقادي أن تلك المسلسلات تسيء إلى أبطالنا الذين صنعوا التاريخ، حينما تصنع منهم كائنات سينمائية معزولة عن إنسانيتها.. إنها مجرد كائنات من أنصاف الآلهة التي لا تخطئ أبداً، وهي مجرد كتلة من الشجاعة والعفة والمروءة والشمم والإباء والكبرياء والإخلاص... وما إلى ذلك من مفردات. لذلك يتلقى الشاب العربي جرعة عن مثال من الماضي مصنوع في المختبر، ويعتقد أن الماضي كان هكذا، وأن وسيلتنا للتحرر لن تكون إلا بالعودة للماضي العتيد. أبطالنا ليسوا ملائكة، بل هم بشر خطاؤون، ومثل هذه المسلسلات صنعت وتصنع شباباً مفصومين عن واقعهم، وعن ماضيهم... فلا يفهمون حاضرهم، وبالتأكيد لا يفهمون السبل الحقيقية والفعلية لصنع مستقبلهم الحقيقي الواقعي المطلوب. لعلنا بإعدام هذا النمط من المسلسلات لحين إنتاج مسلسلات أكثر واقعية نستطيع أن نبني جيلاً أكثر واقعية. ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©