الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الجو جيتسو» أفضل سفير للرياضــــة الإماراتية

«الجو جيتسو» أفضل سفير للرياضــــة الإماراتية
14 ابريل 2017 21:21
أبوظبي (الاتحاد) لم يقف العالم صامتاً أمام تجربة أبوظبي في رياضة الجو جيتسو، لكن المعنيين بهذه اللعبة في كل أنحاء العالم تفاعلوا معها، فمنهم من مد يده للتعاون معها، أو ليستلهم منها فرص النجاح لمشروعه المماثل في بلاده، ومنهم من أعطاها توكيلاً غير مشروط لقيادة العالم في جهود التطوير بالمنظمات القارية والدولية، والبعض الأخر استغل نجاحاتها في دعم موقفه لتأسيس وتقوية اتحاده المحلي، باعتبارها نموذجاً مضيئاً يمكنه أن يصنع الفارق في رياضة أي دولة. كل مسؤولي الجو جيتسو في آسيا أعطوا تفويضاً لأبوظبي كي تتحدث باسمهم في الاتحاد الدولي، وانتخبوا عبد المنعم الهاشمي رئيساً للاتحاد في القارة الصفراء، وانتقل التفويض من آسيا إلى العالم، فقد قرر المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي أن يختار الهاشمي نائباً أول لرئيس الاتحاد الدولي، ومنحه صلاحيات اتخاذ كل القرارات التي يراها مناسبة لتطوير العمل في المجالات، الفنية والمالية والإدارية والتسويقية، وكانت رسالتهم واضحة، واعترافهم مدوياً بأن أبوظبي هي عاصمة الجو جيتسو العالمية، وهي من تستحق أن تكون مقراً للاتحاد الدولي للعبة. وبعد نجاح أبوظبي في تجربتها على المستوى المحلي، كانت تبحث عن أفق جديد للانطلاق على المستوى الآسيوي، وتقديم أفكارها ومشروعاتها لتلك القارة، لإيمانها بأن الصعود الحقيقي لمستوى أبطال الإمارات لن يتأتى إلا من خلال تقوية منافسيهم في آسيا، ثم كان الاتجاه نحو تحقق أهدافها في اعتماد اللعبة أولمبياً، فقامت بتوفير كل أنواع الدعم للمنظمة الدولية، واستغلت كل قدراتها في تعزيز مكانة اللعبة ورسم صورة مميزة لها لدى مسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية، لاختصار الزمن في اعتمادها أولمبياً، وبين هذا وذاك، نظمت البطولات العالمية، وأقامت جولات جراند سلام في كل قارات العالم، ونقلت أبطال هذه اللعبة من «مهمشين» لا يعرفهم أحد، إلى نجوم تحاصرهم الكاميرات، ورفعت مستوى التحكيم والحكام بإتاحة الفرص أمامهم للمشاركة في إدارة نزالات محترفة متوالية في الكثير من المناسبات، ومدت جسور التعاون مع المجالس الأولمبية القارية للحصول منها على تأشيرة دخول دوراتها الرسمية القارية والعالمية، ونجحت في كل المحاولات، ولا تزال أبوظبي بتجربتها مع «فن الترويض» تبحث عن آفاق جديدة في الوصول بتلك الرياضة إلى كل منتسب إليها، وتوفير أفضل بيئة تنافسية لها حتى تنطلق وتحلق.. وفي هذه الحلقة من التحقيق سنستعرض تجربة أبوظبي في عيون العالم، ونتجول من مسؤول لآخر في مختلف القارات حتى نرصد كيف يرى تلك التجربة، ولماذا فرضت نفسها على الساحة الدولية، وكيف يمكن استشراف المستقبل من خلال قراءة حاضرها؟. في البداية يقول اليوناني بانايوتوس ثيودوريس، رئيس الاتحاد الدولي للجو جيتسو، إن الارتباك كان سيد الموقف في المشهد العالمي للعبة، لأن اللعبة كانت متأزمة قبل أن تظهر تجربة أبوظبي، وأن سبب أزمتها كان يكمن في ضعف مؤسساتها المحلية والقارية، وهو ما انعكس على المنظمة الدولية بالسلب، مشيراً إلى أنه بمجرد ظهور تجربة أبوظبي، ظهرت الروح الجديدة، ودبت الحياة في أوصال «فن الترويض»، وأنه لم يتردد لحظة واحدة في مد جسور التعاون مع أبوظبي، لقناعته وإيمانه بأنها تعمل من أجل تعزيز مكانة تلك الرياضة في العالم، ولم يتردد لحظة أيضا في دعم أي مقترح تتبناه أبوظبي لثقته في قدرتها على تطبيقه وإهدائه للعالم. وأضاف بانايتوس: سر النجاح في تجربة أبوظبي التي قفزت بعدد ممارسي اللعبة إلى 100 ألف لاعب ولاعبة في أقل من 10 سنوات، وصنعت أبطالًا للعالم في أقل من 5 سنوات، ونظمت أقوى الأحداث والبطولات في الداخل والخارج، هو الدعم الحكومي الذي تلقاه تلك الرياضة، وتحديداً من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولم استغرب ذلك عندما أتيحت لي الفرصة أنا ومسؤولو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي العام الماضي والتقينا سموه، خلال استقباله لنا على هامش النسخة الثامنة من عالمية أبوظبي، فقد وجدت سموه يعرف كل كبيرة وصغيرة عن مشروع الجو جيتسو في بلاده، ويشجع كل المنتمين والمتميزين فيه. وأضاف: لو أننا نملك 3 اتحادات قوية مثل الاتحاد الإماراتي للجوجيتسو، لتغير وضع تلك الرياضة كثيراً في العالم، ولكانت تنافس كرة القدم في شعبيتها وجماهيريتها وشهرة أبطالها ونجومها، ولن ننسى جهود أبوظبي في تقوية موقف المنظمة الدولية وفي نشر اللعبة في آسيا، ودعم الأبطال في كل مناطق العالم، كما أننا عازمون على التعاون مع توجهاتها بكل ما نملك لتقوية ملف الاعتماد ضمن الأنشطة الرسمية في الدورات الأولمبية. في نفس السياق، يقول روبيرت بيرث رئيس الاتحاد الأوروبي عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي، إن توهج تجربة أبوظبي وتصدرها للمشهد العالمي لم يأتيا من فراغ، لكنها تحققت من خلال تخطيط سليم، وبرامج مدروسة، ودعم كبير، وأنه لولا قناعة وإيمان المسؤولين بقوة موقف الاتحادين الإماراتي والآسيوي لما أصبحت آسيا من أقوى القارات في صناعة القرار العالمي، ولما كان التفويض في أغلب ملفات الاتحاد الدولي لأبوظبي. وقال بيرث: لم أتخيل يوماً أن تخرج تجربة رياضية عربية أو آسيوية ناجحة، مثل تلك التي خرجت من الاتحاد الإماراتي، وفي ظني أن الجو جيتسو أصبحت أفضل سفير لرياضة الإمارات في العالم، خصوصاً أن نجاح المشروع يقوم على منظومة مكتملة من العناصر الإدارية والفنية والأخلاقية، وأن نتائجه واضحة للغاية في مجالات نشر اللعبة، وصناعة الأبطال، وتحقيق الإنجازات في كل المحافل القارية والعالمية، بالإضافة إلى تقديم مبادرات مميزة للنهوض باللعبة في القارة والعالم بأسره. فن الترويض..مشروع وطن إعداد- أمين الدوبلي في سجلات الرياضة العربية هناك القليل من الإشراقات على المستويات العالمية.. والكثير من التحديات.. وهناك تجارب بدأت ولم تكتمل، وتجارب أخرى ظهرت ولم تنضج، ومحاولات انطلقت مبكراً نحو الصدارة، لكنها لم تحافظ على قوتها الدافعة.. الأمثلة كثيرة، والسطور طويلة، والصفحات بالمئات في كتاب «الشهد والدموع» عن رياضتنا العربية. ولكن من بين تلك الصفحات، وهذه السطور، تبرز أمامنا تجربة جديدة وفريدة من نوعها عن لعبة الجو جيتسو أو ما يطلق عليها «فن الترويض»، فقد انطلقت مشرقة في العقد الأول من الألفية الثانية، ومع كل يوم تزداد إشراقاً وتوهجاً وبهاءً، وتكسب أرضاً جديدة، وتدخل في جذور الحياة اليومية للأسر والعائلات، وترسي قيماً وتعلي أخلاقيات، تحت شعار واضح وهو المساهمة في بناء جيل جديد. في الإمارات مشروع الجو جيتسو ليس مجرد رياضة، لكنه ثقافة وبناء، وقيم وولاء، ومتعة وانضباط وإنجازات، وصدارة قارية، وذهبيات عالمية، وإدارة احترافية، وبرامج مدرسية. في الإمارات الجو جيتسو أصبح حياة.. النجاحات متلاحقة في أوقات قياسية، وقمة الهرم العالمي هي الهدف الواضح، وكلمة المستحيل ليس لها وجود، إن ما يصنعه مشروع الجو جيتسو في الرياضة العربية يتوقف أمامه التاريخ طويلاً بالفحص والدرس، لأنه يقدم تجربة مضيئة متلألئة في أرض المبادرات والإبداع، ويحافظ على انطلاقته نحو القمة بمعدلات يعجز أمامها الآخرون في الداخل والخارج. على الهامش في اليابان تاكا: وجدنا من يدعمنا خارج الحدود أبوظبي (الاتحاد) يقول تاكا رئيس الاتحاد الياباني للجو جيتسو، إنه ينظر بكل تقدير واحترام لتجربة أبوظبي في الاهتمام باللعبة، وأنه كأحد أبناء تلك الرياضة يعلم أنها تنطوي على الكثير من القيم والسلوكيات الراقية، التي تعزز سمو الأخلاق، وتنشد تحقيق العدل وتدعم الانضباط والاحترام المتبادل بين الجميع، ويعلم أيضاً أن ميزة مشروع أبوظبي في تطوير تلك الرياضة تكمن في إدراكه لهذه القيم والعمل على تأصيلها في المجتمع من الممارسين لها. وقال: لدينا أبطال وبطلات كثر في مختلف الفئات، لكن الجو جيتسو في اليابان على هامش اهتمام الدولة، ولا يحصل على أي نوع من الدعم الحكومي، ورغم أنه أصل الرياضات القتالية كلها، إلا أننا نعاني من التهميش، لكننا وجدنا من يدعمنا من خارج الحدود، ينظم لدينا واحدة من جولات أبوظبي جراند سلام، ويستوعب لاعبينا في بطولاته، ويقدم لهم أكبر جوائز في العالم في حال فوزهم، ولذلك فأنا أكبر داعم لاتحاد الإمارات كي يتصدر المشهد الآسيوي، لأن ما تقدمه الإمارات لليابان تقدمه أيضاً لكل دول آسيا، وينعكس على الجميع في كل دول العالم. وأضاف: مارست الجو جيتسو لاعباً ومدرباً وحكماً وإدارياً، ولكنني لم أشعر بالمجد وبأهمية ما أفعل، إلا عندما أتابع تطور اللعبة في الإمارات، لأن أبوظبي أثبتت للجميع أن رياضة الجو جيتسو شيء جدير بالتقدير، وأن انتشارها في البيت ضرورة للحفاظ على قوة وترابط المجتمع، وأن الرياضة ليست فوزاً أو خسارة لكنها تملك أبعاداً قيمية كثيرة. وقال: زرت أبوظبي كثيراً، والتقيت عبدالمنعم الهاشمي وفهد علي الشامسي وغيرهم وعرفت لماذا نجحت تجربتهم في الوصول بشكل سريع إلى العالمية، وأقول إن السبب الرئيس هو الاحترافية في العمل، والإصرار على النجاح، وقبل كل هذا الدعم الحكومي، وقد أصبحت بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو وجولات أبوظبي جراند سلام هي أمل كل لاعب ومدرب وحكم، لأنها تمثل درة التاج في البطولات العالمية، من حيث الجوائز والتغطية الإعلامية والترويج والدعاية والمستوى الفني، وأصبحت ملتقى الأبطال، ونحن بالتأكيد نشكر أبوظبي على ذلك لأنها أهم مدينة تكرم الأبطال والنجوم في العالم، ولأنها أكبر مانح للمتميزين في تلك الرياضة من الحكام والمدربين والأكاديميات والأندية. أقصر الطرق لنشر اللعبة ريكاردو: أبوظبي أعادت «الهاربين» إلى رياضتهم أبوظبي (الاتحاد) يقول ريكاردو أوليفييرا رئيس الاتحاد الإنجليزي للجو جيتسو، إن جولات بطولة أبوظبي العالمية وجولات أبوظبي جراند سلام، أفضل وسيلة حالياً لنشر رياضة اللعبة في العالم، وأن العديد من دول العالم كانت بعيدة عن اللعبة، لكنها عرفتها واقتنعت بها من خلال الجولات التأهيلية لبطولة أبوظبي العالمية أو جولات جراند سلام، مشيراً إلى أن الكثير من لاعبي الجو جيتسو في العالم كانوا قد تسربوا وهربوا من قبل إلى رياضات أخرى، قبل أن تظهر تجربة أبوظبي، لتهتم بهم، وتنظم لهم البطولات المميزة، وتمنحهم أكبر جوائز عالمية. ويقول ريكاردو: أكثر من 46 جولة تأهيلية حول العالم في 6 قارات هدفها جميعاً هو المشاركة في بطولة أبوظبي العالمية، تسهم في تحديد الهدف وتوجيه الرؤية، و5 جولات جراند سلام كبرى تجمع أبطال العالم وتقدم لهم الدعم، كل هذه المعطيات أسهمت في نقل اللعبة من الهواية إلى الاحتراف، حيث إن إجمالي دخل اللاعب المميز فيها من الجوائز والميداليات التي يحققها من بطولات أبوظبي وحدها يتجاوز الـ40 ألف دولار سنوياً، وهذا يشجعه على الاحتراف وتفريغ نفسه من أجل تلك الرياضة لتطوير مستواه بشكل مستمر. ويتابع: بالنسبة لنا في المملكة المتحدة استفدنا كثيراًَ من استضافة إحدى جولات أبوظبي جراند سلام، والتي تصنع حالة من الإبهار في المجتمع البريطاني، حينما تقام كل عام في شهر مارس، وتهتم بها وسائل الإعلام فتمنح لعبتنا دفعة معنوية هائلة، ولولا أبوظبي ما كانت الجو جيتسو في بلادنا قد حصلت على هذه الفرصة، وللعلم فإن هناك تناسباً طردياً بين كثرة البطولات التي تنظمها أبوظبي في أوروبا وبريطانيا، وبين زيادة عدد أكاديميات تعليم اللعبة في أوروبا وبريطانيا، بمعنى أن البطولات الكثيرة المميزة التي تنظمها أبوظبي كانت حافزاً للأكاديميات على الانتشار والتوسع، وهذا يبدو جلياً في تصاعد عدد اللاعبين واللاعبات المشاركين في البطولات سواء التي تنظمها أبوظبي أو التي تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي عاماً بعد عام، وكل هذا ينعكس على تطور اللعبة في العالم، ويمنحها فرصاً أكبر في الانضمام إلى النشاط الأوليمبي الذي يشترط وجود بطولات قارية وعالمية بمواصفات خاصة، وعدد محدد من أعضاء الاتحادات الوطنية لا يقل عن 120 اتحاداً، ومسابقات للناشئين والسيدات وغيره، وكل هذا توفره بطولات أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©