محمد سيد أحمد (أبوظبي)
ارتبط علي عبد الرحمن بن درويش بهواية جمع الأشياء القديمة ذات الطابع الأثري منذ الطفولة، وذلك بعد عدة زيارات رفقة أسرته لبعض المتاحف في الدولة، ومع مرور السنوات تحولت الهواية إلى شغف كبير وشبه احتراف في جمع كل ما هو قديم، من القطع التراثية المختلفة، وغيرها من السيوف والبنادق ليصل ما جمعه إلى نحو 4 آلاف قطعة، بعضها يضمه متحفه بإمارة رأس الخيمة الذي يحتل نصف مساحة منزله، أما الباقي، فقام بتخزينه لعدم وجود المساحة الكافية له في المتحف الذي يحمل اسم القرية التراثية، والذي افتتحه رسمياً في الثاني من ديسمبر 1999 تزامناً مع اليوم الوطني للدولة.
ابن درويش يسجل حضوراً طاغياً في خيمة الفعاليات ببطولة أبوظبي العالمية للجو جيتسو، ويستقبل يومياً المئات من الزوار، الذين يرغبون في التعرف على جانب من الأشياء التي جمعها خلال رحلة في عشق التراث، والتي امتدت إلى 40 سنة رافقته فيها زوجته أم عيسى التي أخذت منه حب كل ما هو قديم بجانب أبنائه.
وعن مشاركته في فعاليات البطولة، قال علي عبد الرحمن بن درويش: للمرة الأولى أشارك بجناح في خيمة البطولة بدعوة من شرطة أبوظبي، وبالمناسبة أنا ضابط شرطة تقاعدت بعد أن وصلت إلى رتبة المقدم، وسعيد بهذه المشاركة، خاصة أنها تأتي في فعاليات عالمية الجو جيتسو التي أصبحت رياضة مهمة ولها قاعدة كبيرة داخل الدولة، هذا بجانب أن الحدث يعد من أضخم الأحداث الرياضية العالمية التي تستضيفها الدولة، ويكفي أن عدد المشاركين فيه يفوق الـ7 آلاف لاعب ولاعبة.
وعن علاقته بهذه الهواية التي تحولت لاحتراف قال: وأنا في سن صغيرا وتحديداً في ستينيات القرن الماضي، أعجبني ما شاهدته في المتاحف على قلتها في ذلك الوقت، ليبدأ ولعي بها وكان أول ما اقتنيته باب قديم، حيث كنا نسكن حينها في منازل من العريش، وبعدها جمعت أشياء أخرى، مثل «الشبرية» سرير و«المنز» سرير للأطفال و«الحب» إناء فخاري لشرب الماء و«الخرس» إناء فخاري لماء الغسيل، وشيئاً فشيئاً زاد عدد ما أملكه من أشياء تراثية وقديمة، وخصصت لها مخزناً، ومع تراكم وتنوع ما جمعته فكرت في إنشاء قرية تراثية، وكان ذلك بالتزامن مع اليوم الوطني عام 1999، وكبرت هذه القرية أيضا لتحتل نصف مساحة منزلي، وكل هذا العمل أقوم به من مواردي الخاصة، ودون أي دعم من أي جهة، وأتمنى أن أجد دعما للاستمرار بشكل أفضل، على الأقل أن تخصص قطعة أرض للقرية التراثية، خاصة أنها تحمل رسالة للأجيال الجديدة، وتعرفهم بتاريخنا وتراثنا.
وقال: دافعي لهذا العمل كان المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يحثنا دائماً على الحفاظ على تراث آبائنا وأجدادنا، وعند افتتاح القرية كان مدير المنطقة التعليمية برأس الخيمة حينها، عبد الله مصبح الذي أصدر تعميماً للمدارس بزيارة القرية حتى يتعرف التلاميذ على تراثهم، وأنا سعيد بالدور الذي ألعبه بالتعريف بالتراث من خلال هذه القرية التي منذ افتتاحها وحتى اليوم تجذب العديد من الزوار. وعما تحتويه قريته التراثية: يقول تحتوي أنواعاً مختلفة من الأواني الفخارية التي كانت تستخدم قبل الطفرة الحضارية التي نعيشها، وهي تشمل كل ما يتعلق بالحياة في ذلك الوقت من أدوات طبخ وشراب وصيد وتجميل وأسلحة وملابس، وما إلى ذلك من الأدوات التي تساعد على العمل أو الحياة المنزلية وغيرها، وقد جمعت أكثر من 4 آلاف نوع، وهناك أشياء خاصة لها مكانة خاصة في نفسي، ورثتها مثل سيف جدي، و«مسحنة» و«مكحلة» لجدتي، وهذه الأشياء بالذات معروضة في جناحي بخيمة الفعاليات بجانب أنواع أخرى من الأدوات الفخارية والأسلحة.
وأكد بن درويش أنه لا يحقق أي مكاسب مادية من هذا العمل، الذي أصبح من الأولويات في حياته ويخصص له معظم وقته، وقدم الدعوة للجميع، كباراً وصغاراً إلى زيارة الجناح خلال البطولة، وزيارة قريته التراثية في رأس الخيمة للتعرف أكثر على كم كبير من التراث الذي حرص على جمعه في رحلة استمرت 40 عاماً، وما وزالت مستمرة.
الظاهري: البطولة فرصة للتفاعل المجتمعي
أبوظبي (الاتحاد)
أكد محمد سالم الظاهري، نائب رئيس اتحاد الجو جيتسو المدير التنفيذي لقطاع العلميات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم، أن تجمع مؤسسات ووزارات وشركات خاصة في خيمة الفعاليات المصاحبة للحدث، يمثل ظاهرة مهمة تصاحب البطولة في كل عام وتحقق العديد من الفوائد المهمة، بما توفره من فرصة للتفاعل المجتمعي بتوفير العديد من الأمور التثقيفية والتعرفية بالتراث، وغيره للجمهور الذي يتابع البطولة من مواطنين ومقيمين وزوار، فضلاً عن المشاركين الذين يتجاوز عددهم 7 آلاف لاعب ولاعبة.
وقال: جميع الرياضات والجو جيتسو على وجه الخصوص مرتبطة بالطالب والأسرة والمدرسة، ووجودهم لمشاهدة العروض المختلفة التي تقام في خيمة الفعاليات وغيرها من البرامج التي تنظم في الخيمة، بجانب المواد التثقيفية والتراثية والخدمات الصحية، التي تقدم كل ذلك يساهم في التعريف بالموروث والعادات والتقاليد، وأيضا عدد من الخدمات التي تهم الزائرين، ونحن سعداء بهذا التفاعل، الذي يؤكد أن بطولة أبوظبي العالمية للجو جيتسو ليست حدثاً رياضياً وتنافسياً فقط، بل تشمل جميع الجوانب، بما في ذلك التعريف بالعمل الخيري الذي تقدمه الدولة إلى العالم عبر الهلال الأحمر، الذي يمثل بجناح مهم في خيمة الفعاليات، حتى يعكس ما تقدمه الإمارات إلى العالم، والذي جعلها تحتل المرتبة الأولى عالمياً في العمل الخيري والإنساني غير المشروط، والذي يهدف إلى خدمة الإنسان أينما كان فقط. وتابع: الجميع سعيد بالأجواء الممتعة في الخيمة، وكذلك بالمنافسات على البساط، البطولة تعد من أنجح البطولات ليس على المستوى التنظيمي والفني فقط، بل أيضا في الفعاليات المصاحبة التي ترافقها، والتي توفر للجمهور أجواء مثالية للاستفادة على المستوى الترفيهي والتثقيفي والمعرفي والتراثي، وغير ذلك من الأمور المهمة، ونحن نشكر جميع الشركاء المشاركين في الخيمة، من وزارات ومؤسسات وشركات وجهات محلية أخرى.
الكلاب البوليسية.. عروض مع الجمهور
أبوظبي (الاتحاد)
لم يقتصر دور شرطة أبوظبي على تقديم المعلومات والمواد التثقيفية التي تساهم في تفعيل دور المجتمع مع الشرطة، بل حافظت على تميزها وحضورها الفاعل في خيمة الفعاليات، من خلال تقديم عروض استعراضية للكلاب البوليسية بأنواعها المختلفة أمس الأول، داخل خيمة الفعاليات وشارك الجمهور الغفير الذي تابع الاستعراضات التي قادها مدربون متخصصون للكلاب البوليسية، واشتملت على شد الحبل بين الطلاب والكبار، بجانب العروض البهلوانية الأخرى التي قدمتها الكلاب. وتضمن الحدث أيضاً تعريفاً بالدور الذي تقوم به الكلاب البوليسية في حل طلاسم الجرائم والبحث الجنائي، وقد وجد العرض إقبالاً جماهيرياً كبيراً ومشاركة عالية من الجميع صغاراً وكباراً. وأكد النقيب جمال السعدي أن مشاركة شرطة أبوظبي بأجنحة متعددة في الخيمة، تأتي استمراراً لتفاعلها المستمر مع المجتمع في جميع الأنشطة والبطولات التي تقام، مشيراً إلى أن التعريف بدور الكلاب البوليسية في حل الجرائم وربط ذلك بجانب استعراضي ترفيهي، يساعد على التعريف بهذا الدور بشكل أسرع. وأوضح أن هناك عدداً من الأمور المهمة التي تقدمها شرطة أبوظبي في المعرض، ومن بينها صورة موجزة يقدمها اتحاد الشرطة الرياضي عن البطولة الدولية الخاصة بالشرطة، والتي تقام في ديسمبر المقبل. يذكر أن استعراضات الكلاب البوليسية مستمرة اليوم بخيمة الفعاليات، ويتوقع أن تجذب قطاعاً كبيراً من جمهور البطولة، خاصة أن اليوم يصادف عطلة أسبوعية للمدارس والموظفين، وهو ما يزيد من إقبال الأسر للاستمتاع بأجواء البطولة.
عدد اليوم
