عبدالله القواسمة (أبوظبي)
اسدل الستار أمس، على فعاليات النسخة التاسعة من دورة الألعاب الإقليمية للأولمبياد الخاص في أبوظبي التي سجلت نجاحاً غير مسبوق، ليبدأ العد التنازلي لاستضافة العاصمة الدورة العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019» وانطلاقتها بعد 355 يوماً، ويترقب العالم بشغف أجمع ضربة بداية هذا الحدث الرياضي والإنساني الأكبر والأبرز، حيث تقام من 14 إلى 21 مارس العام المقبل في أبوظبي بمشاركة أكثر سبعة آلاف رياضي ورياضية يمثلون 170 دولة، يتنافسون في 23 لعبة، ويعد هذا الحدث أكبر تظاهرة إنسانية يشهدها العالم، فيما ستكون أبوظبي أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط تستضيف هذه الألعاب في التاريخ.
وكان ملف أبوظبي قد فاز باستضافة الحدث العالمي بعدما استوفى الشروط والمتطلبات من ناحية البنية التحتية والمنشآت الرياضية ومقرات إقامة الوفود وشبكة المواصلات والكوادر الوطنية المؤهلة للعمل على خدمة المشاركين بالإضافة إلى التوجه العام والدعم الذي يحظى به ذوو الإعاقة من قبل القيادة الرشيدة والذي انعكس إيجاباً على تحقيق العديد من المكتسبات والإنجازات على الصعد كافة.
وتشتمل الألعاب العالمية على مجموعة كبيرة من البرامج المصاحبة بالإضافة إلى المسابقات الرياضية، يتنافس خلالها سبعة آلاف لاعب ويشاركهم 2500 مدرب وإداري إلى جانب 8 آلاف شخص يمثلون الأسر المرافقة للاعبين إلى جانب ضيوف الشرف وكبار الشخصيات كما يشارك فيها أكثر من 30 ألف متطوع في المجالات كافة.
وتضم قائمة الألعاب المعتمدة في دورة الألعاب العالمية «أبوظبي 2019» 23 لعبة هي السباحة، سباحة المياه المفتوحة وألعاب القوى والريشة الطائرة وكرة السلة والبوتشي والبولينج والدراجات والفروسية وكرة القدم والجولف وكرة اليد والجودو ورفعات القوة والكايك والتزلج المدولب والشراع والجمباز الاستعراضي وكرة الطاولة والتنس والترايثلون وكرة الطائرة وكرة الطائرة الشاطئية إلى جانب العديد من البرامج الصحية الموجهة للاعبين من أجل الكشف والعلاج والمتابعة وبرامج اللاعبين الصغار للفئات العمرية من 3 إلى 8 سنوات وبرامج المبادرات التي تشتمل على فعاليات موجهة للأسر تهدف إلى تبادل الخبرات وزيادة الوعى العام بالإعاقة الذهنية، إلى جانب مؤتمر القيادات الرياضية للاعبين من أجل تأهيلهم حتى يكونوا متحدثين رسميين.
وتجد المشاركة الإماراتية في الحدث العالمي في نسخته الجديدة اهتماماً كبيراً ومن المنتظر أن تكون الأكبر في تاريخ مشاركات الأولمبياد الخاص الإماراتي في الاستحقاقات الخارجية على الإطلاق، حيث ينصب الاهتمام حالياً على إعداد منتخب إرادة للمشاركة في جميع الألعاب، بعد أن شارك وفد «منتخب الإرادة» خلال دورة الألعاب الإقليمية في 15 لعبة من أصل 16 وضم 141 لاعباً ولاعبة، وهي أكبر مشاركة في حدث إقليمي أو عالمي.
وتركزت جهود الأولمبياد الخاص الإماراتي منذ الإعلان عن فوز أبوظبي باستضافة الألعاب الإقليمية والعالمية على التحضير للمشاركة في هذين الحدثين معاً، ففي خضم المنافسات التي خاضها «منتخب الإرادة» في الألعاب الإقليمية فإن التحضيرات كانت وما تزال تسير على قدم وساق كذلك للألعاب العالمية من خلال تدريبات متواصلة منذ فترة طويلة لتمثيل الدولة أفضل تمثيل.
وحقق «منتخب الإرادة» نجاحات منقطعة النظير في الألعاب الإقليمية بعدما سطر بحروف الإنجاز الفوز بـ 128 ميدالية بواقع 36 ميدالية ذهبية و51 فضية و41 برونزية، حيث تم اختيار الرياضيين الذين شاركوا في هذا الحدث بناء على ترشحيات من كافة الأندية والمراكز التي تعنى بأصحاب الهمم ومن شتى أنحاء الإمارات.
المتطوعون.. قاعدة رئيسة
أكد المتطوعون الذين شاركوا في دورة الألعاب الإقليمية على رسالة التطوع السامية، إذ يعتبر المتطوعون القاعدة الرئيسة التي يرتكز عليها نجاح أي حدث رياضي، حيث إن دورات الأولمبياد الخاص، سواء الإقليمية أو العالمية عادة ما تضرب الأرقام القياسية في أعداد المتطوعين، نظراً لطبيعة هذا الحدث الرياضي الإنساني والمشاركين الذي يحتاجون إلى عناية واهتمام كبيرين.
وكان أعضاء الأولمبياد الخاص الدولي والإقليمي أشادوا بالكوادر التنظيمية الإماراتية ويتقدمها المتطوعون، سواء من المواطنين أو المقيمين، والذين كان غالبيتهم من فئة الشباب الذين يملؤهم الحماس لخدمة الدولة وإنجاح ملفها التنظيمي، في حين أن أبواب التطوع ما زلت مفتوحة أمام من يريد المساهمة في إنجاح الحدث العالمي المقبل الذي يحتاج إلى 30 ألف متطوع سيتوزعون على مرافق الألعاب كافة.
المنشآت.. نجاح في الاختبار
أكدت المنشآت الرياضية التي احتضنت فعاليات الألعاب الإقليمية التاسعة تمتعها بقدرات فائقة على استضافة الاستحقاقات، وهي التي ستكون على موعد مع الألعاب العالمية التي سيتجاوز فيها أعداد المشاركين السبعة آلاف مشارك. وتوزعت فعاليات الألعاب الإقليمية على ثمانية مواقع هي أرض المعارض، جامعة نيويورك، مدينة زايد الرياضية، منتجع الفرسان، نادي الجزيرة، نادي الضباط وصالة مبادلة أرينا، إلى جانب حلبة مرسى ياس.
واحتضن أرض المعارض العدد الأكبر من الفعاليات، بدءاً من حفل الافتتاح إلى جانب منافسات البادمنتون وكرة السلة والتزلج المدولب وكرة الطاولة وكرة الطائرة، إلى جانب برنامج الرياضيون الأصحاء والمؤتمرات الصحفية، كما احتضنت أرض المعارض فعاليات التتويج للعديد من المسابقات في اليومين الأول واليوم الثالث.
عدد اليوم
