الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكومة لبنان تحذر من ألعاب تؤذي الأطفال وتعوق تطورهم النفسي

حكومة لبنان تحذر من ألعاب تؤذي الأطفال وتعوق تطورهم النفسي
6 مارس 2011 21:06
ظاهرة خطيرة انتشرت في العديد من الدول ومنها لبنان، وأصبحت سلعة ضرورية لدى الأطفال تباع وتشترى على مرأى المسؤولين مسمع الناس، وليس من يحذر ويحاسب هذه الآفة الاجتماعية المضرة التي تضرب المجتمع اللبناني، لاسيما الأطفال الذين أدمنوا على اقتناء وشراء الألعاب المحظورة مثل المسدسات الخاصة بالخرز والمفرقعات النارية والخناجر والسكاكين الصغيرة. نزعات طفولية ألعاب الأطفال الخطرة تركت بصمات سلبية وسيئة تنذر بعواقب وخيمة، لواقع لا يجب الاستسلام له، خصوصاً في ظل توارد البلاغات الصادرة عن قوى الأمن، حول حوادث مؤسفة سببتها المفرقعات النارية وألعاب المسدسات والبنادق التي تعمل على «الليزر» والخرز والخردق، لناحية الحرائق والإصابات والعاهات الناتجة عن هذه الألعاب. وكان الأطباء يحذّرون من الألعاب الإلكترونية التي تلحق الكثير من الضرر بصحة وعقلية الطفل، حيث من الممكن إصابته بإدمان على هذه الألعاب وهو ما يسبب بإعاقة عقلية واجتماعية. وفي دراسة حديثة صدرت مؤخراً، تتعلق في كيفية التعاطي مع رغبات الأطفال الترفيهية، أشارت إلى الضرر المتمثل في إضاعة الوقت وفي البصمات الصحية والسلوكية والنفسية لشخصية الطفل، في حال تجاوز تعلقه بهذه الألعاب الحد المعقول، والشرور والأمراض التي تظهر حول نزعات طفل بريء، لا يعرف ما يضرّه وما ينفعه. فالطفل المعتاد على النمط السريع في تكنولوجيا الألعاب، سيواجه صعوبة في الاعتياد على الحياة اليومية الطبيعية، وهذا ما يعرضه إلى الفراغ والوحدة، سواء كان هذا في البيت أو في المدرسة. إصابات خطرة حوادث مؤسفة وقصص وحكايات من واقع الحال حول بلاغات صادرة عن قوى الأمن، وإحصائيات عن إصابات من جراء هذه الألعاب، تجدها في المستشفيات وعيادات الأطباء. مسؤول في أحد المستشفيات تحدث عن معالجة 19 حالة الشهر الماضي ناتجة عن إصابات بالمفرقعات النارية، وأخرى بالخردق ومسدسات الخرز، وأغلبها في الوجه وتحديداً في العين وقربها مع نزيف في القرنية. ويضيف أن اغلب الإصابات تكون حروقاً جلدية من الدرجة الأولى، إضافة إلى أن اللعب بالمفرقعات ومسدسات الخردق والخرز تؤذي الأذن، وقد تؤدي أحياناً إلى «الطرش»، من جراء الرضوض الصوتية، خصوصاً متى كانت الانفجارات قريبة من حاسة السمع. والألعاب المحظورة لم تعد تباع بشكل سري أو خفي، بل باتت مهنة وتجارة معاً، والمشكلة أن ألعاب المسدسات التي تطلق المفرقعات والخرز، تكون خطيرة على العيون واليدين والوجه، وهي تخلف عاهات دائمة عدا ما تسببه من حرائق في المنازل والمحال. ومن المفارقة، أن الدولة اتخذت قرارات عبر الوزارات المختصة تمنع فيها استيراد البنادق والمسدسات البلاستيكية التي تحوي طلقات مضغوطة، إضافة إلى محظورات مثل بنادق «الليزر» والخرز والمفرقعات النارية والحديدية، وكل ما يندرج تحت بند ألعاب الأطفال الممنوعة، الاّ أن عمليات التهريب وفي بعض الأحيان و»التحايل» على القانون مرات أخرى، يؤدي إلى ثغرات تمنع ضبط البضائع بالشكل المطلوب والنهائي، ومن الضروري تشديد المراقبة على المنافذ البرية والبحرية وتكثيف الإجراءات الصارمة للحد من رواج هذه الظاهرة التجارية التي تلحق أشد الضرر والأذى بالجيل الصاعد، مع فرض رسوم باهظة بحق المخالفين والقيام بحملات توعية لمنع استفحال الظاهرة. الألعاب الإلكترونية تبرز ظاهرة أخرى لا تقل خطورتها عن الأولى، وتتعلق بإدمان الطفل على الألعاب الإلكترونية، حيث إن هذه الألعاب تتسبب بإعاقة عقلية واجتماعية نافرة. فأي لعبة إلكترونيه وحسب الدراسات العلمية تخفي أضراراً على الصحة، وتدفع الطفل إلى اتباع طريق العنف، نظراً لبقائه ساعات طويلة وفترات لا بأس بها أمام شاشات الألعاب التي تزيد من نشاط الشحنات الكهربائية في الخوف والقلق النفسي. وتشير الاختصاصية في علم النفس فاطمة سجواني، إلى أن الصغار في عمر الـ6 و12 سنة، هم أكثر الفئات المحبة لمثل هذه الألعاب وأيضاً لمشاهدة أفلام العنف والمغامرة. فالطفل في هذه المرحلة يكون كثير التساؤل ومنفتحاً على عالم الخيال والتسلية والتشويق والإثارة، ويتعامل مع هذه الألعاب بحب وعفوية وشغف لا حدود لهم. وتنبه سجواني إلى ضرورة مساعدة الطفل عبر إبعاده عن النماذج السلوكية السيئة، واستبدال هذه الألعاب بأخرى مفيدة، تنمي لديه ملكة التفكير وتصويب الأخطاء وتزيد بأن الألعاب التثقيفية والعلمية لها دور كبير في تنمية سلوك الطفل، لاسيما أن الألعاب الإلكترونية تصبح ألعاباً رتيبة، تحرك أصابع الكف بعيداً عن استخدام حقيقي للدماغ. وهذا ما يؤدي إلى أمراض نفسية وحتى جسدية تظهر عوارضها تباعاً عبر تصرفات يصعب التحكم بها. مشاكل صحية تقول فاطمة سجواني إن الصداع وآلام الظهر وبعض العلل الغامضة التي تصيب الأطفال، يكون مصدرها في معظم الأحيان الألعاب والكمبيوتر والجلسات الطويلة أمامهما، حيث لا يوجد أي معيار دقيق لتحديد الساعات التي يمكن للطفل أن يقضيها، وهذا ما يعرضه لتوترات وآلام تصيب العضلات والعظام. وتضيف «بعيداً عن المشاكل الصحية، فإن استخدام التكنولوجيا في هذه السن المبكرة تشتت الانتباه وتؤذي الأدمغة التي لم يكتمل نموها بعد». وتلفت إلى أنه وبحسب آخر الدراسات فإن كثرة الألعاب الإلكترونية تؤدي إلى ظهور بعض أمراض الحساسية، وزيادة الإرهاق النفسي، وضعف النظر وعدم انتظام دقات القلب والدورة الدموية.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©