الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التبني.. حل لخلافة الشركة العائلية

3 مارس 2015 22:15
«من سيتولى الأمور بعد تقاعدي؟» هو ذلك السؤال الذي يقض مضاجع الكثير من قادة الشركات العائلية الناجحة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومختلف أنحاء العالم. من الطبيعي للمواطنين الإماراتيين الذين كرسوا حياتهم في بناء شركة عائلية أن يأملوا بأن يكون لدى أبنائهم وبناتهم رغبة في الاستمرار بذلك العمل. ولكن ماذا لو أبدى الجيل المقبل عدم اكتراث أو لم يكن لديه الكفاءة والإمكانات لقيادة الأعمال؟ بطريقة أو بأخرى، يمكننا القول بأن هذا هو ثمن النجاح، استفاد أبناء وبنات رجال الأعمال الناجحين من نمط الحياة المتميز وتلقوا تعليما يمكنه أن يفتح لهم آفاقا من المصالح والإمكانات التي لا يمكن تحقيقها ضمن شركة عائلية، فهم ربما لا يكون لديهم اهتمام بالعالم التجاري على الإطلاق وربما تستهويهم بدلا من ذلك وظيفة في الطلب أو العلوم أو الحكومة، على الرغم من أن هذا يمكن أن يكون خسارة للشركة العائلية، تحقيق إنجازات في هذه المجالات من شأنه أن تكون مصدر فخر لأي عائلة إماراتية. أن نتوقع بأن الجيل المقبل سوف يتولى تلقائياً زمام الأمور في قيادة الشركات ربما يكون أمرا غير واقعي، ولكنه أيضا وليس دائما المسار الأفضل للأعمال. أي شركة تجعل قيادتها حصراً على العائلة كمن يخاطر بالصيد في بركة صغيرة، وهذا ربما لن يؤدي إلى خلق ذلك النطاق من الكفاءة المطلوبة للتعامل الحكيم مع التعقيدات في الشركات المتطورة في دولة الإمارات، فجميع الشركات تحتاج إلى الإبداع والابتكار من أجل البقاء والازدهار، ونحن نعلم بأن الأفكار والابتكارات الجديدة غالباً ما تأتي من قيادة متنوعة قادرة على الاستفادة من التجارب والخبرات ووجهات النظر المختلفة. لضمان بقاء الشركة في وضع حيوي ومستجيب للعملاء فهي تحتاج إلى الاستفادة من مهارات الكوادر الخارجية، ولكن توظيف خبراء مهنيين من الخارج لتشغيل شركة عائلية ينطوي على تحديات خاصة، الدخلاء ولاسيما إذا ما ترعرعوا في عالم الشركات خارج الإمارات، لا ينتقلون بسلاسة إلى الشركات العائلية الإماراتية. فهم في الغالب لا يفهمون أو بالأحرى يرفضون القيم والممارسات لهذه الشركات العائلية، علاوة على ذلك، فهم يرون صعوبة في العمل مع أفراد العائلة المعتادين على المشاركة الفاعلة بدلاً من أن يكونوا مساهمين سلبيين. النهج الأفضل هو خلق الفرص للموظفين الذي يعملون فعليا لدى الشركة، أنا أرى بأنه عند تقديم المشورة إلى الشركات العائلية بأن التقى بالموظفين الذين عملوا لدى العائلة والشركة لسنوات عدة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحتما منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، هؤلاء الموظفون يتم التعامل معهم في أغلب الأحيان كما لو أنهم أفراد في العائلة الممتدة، العديد منهم يحظى باهتمام على نحو لم يسبق أن حدث في بيئة الشركات، لقد كنت مطلعاً على شركات عائلية قامت بتسديد فواتير طبية ضخمة للموظفين، وسافروا إليهم في مختلف أنحاء العالم لحضور جنازات العائلة ودعمهم في العديد من الجوانب المختلفة، وهذا ولد لدى الموظفين ولاءً قوياً للعائلة والشركة. هذا الولاء يمكن أن يكون في أوقات معينة أكثر قوة وبدون جدال أكثر من ذلك الولاء الذي يبديه أفراد العائلة. ولكن في العديد من الشركات العائلية الإماراتية يتم التغاضي عن هؤلاء الأشخاص عندما يتعلق بالأمر باختيار مناصب قيادية، البعض من الموظفين الأكثر كفاءة وطموحاً، وعلى الرغم من ولائهم، سوف يخلصون إلى أن الطريقة الوحيدة للحصول على مناصب عليا هو الانتقال إلى مكان آخر، إن فقدان هؤلاء الأشخاص الموهوبين الذين استثمرت فيهم الشركة والذين أثبتوا كفاءتهم، خسارة مروعة عندما يكون بمقدور الشركة بكل سهولة الاحتفاظ بهم، أغلب المؤسسات الكبيرة اليوم لديها وظائف إدارة كفاءات مسؤولة عن تخطيط وتنمية الكفاءات والمواهب وضمان أن الشركة لديها أشخاص يمكنها ترقيتهم لتولي مناصب عليا، في حين أن الشركات العائلية قد لا تحتاج إلى شيء معقد للغاية، لا يزال بإمكانهم تبني بعض من ممارسات إدارة الكفاءات، على سبيل المثال، التنمية المنظمة وتخطيط المسار الوظيفي والانفتاح إلى أفراد من خارج العائلة في المناصب القيادية من شأنه أن يثبت بأن الأشخاص ذوي الكفاءة والطموح يمكنهم أن يحصلوا على وظيفة مجزية في شركة عائلية. على الرغم من غياب علاقة الدم، فإنه من مصلحة الشركات العائلية في دولة الإمارات «تبني» موظفين أكفاء وموهوبي، هؤلاء الموظفون سوف يثبتون قدراتهم وكفاءاتهم وولاءهم للشركة والتزامهم بقيمها، وسوف يتم التعامل مع هؤلاء الموظفين لسنوات كما لو كانوا جزءاً من العائلة الممتدة، لذلك لما لا نستقدمهم؟ الأزواج الذين لا يمكنهم إنجاب أطفال من أنفسهم يمكن أن يتبنوا طفلاً يتيماً، الشركات التي لا يمكنها إنجاب خلفاء للعائلة يمكنها «تبني» مديرين يتامى لا يكون لعائلاتهم الخاصة أي شركة عائلية بالتعامل معهم كأفراد فخريين في العائلة، يوفر تبني المديرين وسيلة آمنة وموثوقة للحفاظ على الشركة ضمن نطاق العائلة والحفاظ على نبضها وحيويتها. * مدير في أكسفورد للاستشارات الاستراتيجية وخبير في إدارة الأفراد والتنمية التنظيمية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©