حفلات إطلاق الألبومات «معلقة» وخسارة إنتاجية كبيرة

تشهد أسواق الكاسيت والـ«سي.دي» تراجعاً ملحوظاً، في أعقاب اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني المصرية، والتي أثرت بشكل كبير على إطلاق الألبومات الغنائية الجديدة أو الاستعداد لعقد المؤتمرات الصحفية الخاصة بتلك الأعمال الجديدة. وآثرت تلك الشركات تعليق الألبومات الجديدة المنجزة إلى أجل غير مسمى، حتى تتضح الخريطة السياسية والأمنية في مصر خصوصا والعالم العربي عموما. ففي الوقت الذي كانت تستعد فيه شركات الإنتاج لاستقبال موسم غنائي واعد، مع بداية فصل الربيع، تبدّلت الصورة رأساً على عقب. فقد اتفق معظم المطربين والمطربات على الانسحاب المؤقت، وحتى إشعار آخر، من استكمال أعمالهم أو تأجيلها إلى مواعيد غير محدّدة مراعاة للظروف السياسية والأمنية المستجدة في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن. وتأتي الفنانة وردة الجزائرية في طليعة هؤلاء النجوم الذين قرروا تأجيل طرح أعمالهم الجديدة، خصوصا أن ألبومها الجديد مع شركة روتانا يعيدها إلى الساحة الفنية بعد عشر سنوات من الغياب. وهذا الألبوم الذي أكدت وردة في تصريحات صحفية كثيرة أنه سيكون مختلفا في موسيقاه وشكله الغنائي عن كل ما يقدم على الساحة الفنية، حيث ستقدم في كل أغنية «ديو» مع أحد الفنانين العرب. من هنا تصر وردة على ضرورة طرح ألبوم «اللي ضاع من العمر» في الوقت الملائم، على الرغم من انتهائها من وضع اللمسات الأخيرة على الأغنيات الواردة فيه. ومن المرجح أن إصدار هذا الألبوم قد جرى تأجيله الى موعد ليس قريبا. كما أقدم الفنان العراقي كاظم الساهر على خطوة مماثلة، إذ بات مؤكداً تأجيل إصدار ألبومه الجديد بعنوان «دلع النساء» الى أجل غير مسمى، بعد أن انتهى من استكمال تسجيل معظم أغنياته، ومن بينها قصيدتان شارك كاظم في كتابتهما هما «جالسة وحدك» و»ما أحبك» بالتعاون مع الشاعرين العراقيين كريم العراقي وحنين عمر. أما البوب ستار اللبناني رامي عياش الذي أطلق ألبومه الجديد «غرامي رامي عياش» الذي طرحه قبل اندلاع الثورة المصرية عن شركة ميلودي، فاستطاع أن يحقق مبيعات عالية خلال فترة قصيرة. ولكن رامي قرر تأجيّل حفل إطلاق الألبوم الذي كان سيحتفي فيه بنتاجه الجديد مع الصحافة والجمهور إلى حين هدوء الأوضاع السياسية في العالم العربي. وأيضا قررت الفنانة العراقية شذى حسون تأجيل طرح البومها الغنائي الأول الذي كان من المنتظر طرحه في بداية شهر آذار/ مارس. إلا أن شذى كانت أكثر الفنانين المتفائلين، حيث وضعت موعداً مبدئياً لطرح الألبوم في نهاية شهر مارس على أمل انتهاء المواجهات في الشارع العربي وحدوث انتقال سلمي للسلطة في البلاد التي تشهد الثورات. وعلى الرغم من تعليق شذى إطلاق عملها الأول، إلا أنها تستعد لتصوير غلاف الألبوم وتصوير فيديو كليب لأحدى أغنياته بين بيروت ودبي كوسيلة لاستغلال الوقت حتى يحين الوقت المناسب لطرح العمل في الأسواق العربية. ولعل أبرز الخاسرين في سباق الألبومات كانت الفنانة اللبنانية نوال الزغبي، التي أطلقت عملها الجديد قبيل اندلاع المظاهرات المصرية بأيام قليلة. وعلى الرغم من نجاح هذا الألبوم الذي حمل عنوان «معرفش ليه» في تلك الأيام القليلة، حيث احتل المراتب الأولى في الأسواق اللبنانية، إلا أن الأحداث السياسية في مصر أعاقت انتشاره والترويج له، مما شكل هزة فنية قصيرة الأمد ربما أصابت نوال الزغبي بعد ثلاث سنوات من العمل والجهد المتواصل لاختيار أغنيات هذا الألبوم. إلا أنها تراهن على إعادة الترويج للألبوم وعمل مؤتمر صحفي لإطلاقه والاحتفاء به مع الصحافة بعد هدوء الأوضاع في مصر والعالم العربي. أما الفنان اللبناني عاصي الحلاني فبعد أن قدم «ديو» بعنوان «أمانة» مع الفنان وديع الصافي، وتم تصويره على طريقة الفيديو كليب في عدد من المواقع في بيروت مع المخرج اللبناني عادل سرحان، قرر عاصي تأجيل عرضه أيضا على الشاشات العربية. وهو ما ينسحب على ألبوم العاصي الذي كان مقررا طرحه في فصل الربيع، حيث حسم أمره وأجل طرح الألبوم إلى فصل الصيف، بعد استقرار الأوضاع في العالم العربي.