ترجمة: حسونة الطيب
بإطلاقها لآخر نسخة من الهواتف الذكية المتمثلة في جالاكسي أس 8 وأس 8 بلس، مؤخراً، تكون شركة التقنية الكورية الجنوبية سامسونج، قد وضعت حداً لفضيحة السلامة التي نتجت عن بطارية جالاكسي نوت 7.
وبعد أن أطلقته في أغسطس الماضي، سحبت الشركة نوت 7 بسرعة من الأسواق، في أعقاب سلسلة من الأحداث التي تعرض فيها الهاتف لنشوب النيران. وتقدر الشركة، الخسائر التي نجمت عن هذه الفضيحة التي أضرت بسمعتها، بما يزيد على 5 مليارات دولار.
وتعقد سامسونج آمالاً عريضة على سامسونج أس 8، الذي لقي ترحيباً واسعاً من قبل المستهلكين، لما يتميز به من تصميم أنيق وتطبيق بيكسباي المساعد الصوتي الرقمي، لاستعادة ثقة المستهلكين، في الوقت الذي تعمل فيه على تعضيد قوتها التنافسية ضد آبل.
ويقول كيرانجيت كاور، المحلل في الشركة العالمية للبيانات آي دي سي: «بالنسبة لشركة سامسونج، فإن العديد من منتجاتها محفوفة بالمخاطر، وربما تبذل المزيد من الجهود لتحقيق النجاح بطرح أس 8 هذه المرة وللمحافظة على قوتها في فئة الهواتف الراقية ولاستعادة شيء من الثقة المفقودة بعد المشاكل التي تعرض لها جهاز نوت 7».
وتكتسب سلسلة جالاكسي أس، أهمية خاصة بالنسبة للشركة الكورية الجنوبية، ليس لحصد أكبر قدر من مبيعات الهواتف الذكية فحسب، بل لإظهار قوتها أيضاً فيما يتعلق بمقدرتها على التصميم والإبداع.
وعلى الصعيد الرسمي، لم تفصح سامسونج ولفترة طويلة من الوقت، عن العديد من مميزات الهاتف الذكي، بيد أن عدداً من التسريبات المستمرة، كشفت عن تركيز الشركة على تصميم الجهاز، ضمن سعيها لتحويل كافة أجهزتها للاعتماد الكامل على الشاشة والاستغناء عن بعض المفاتيح. واستغنت الشركة بالفعل عن المفتاح الرئيسي وبعض المواضع الأخرى، لتمييز أس 8 عن بقية منافسيه.
والمزية الوحيدة التي أفصحت سامسونج عنها، هي إضافة زر آخر عبارة عن مفتاح جانبي لتطبيق بيكسباي، مساعد الذكاء الصناعي المنافس لتطبيق سيري من آبل.
وقال إنجونج رهي، رئيس عمليات البحث والتطوير في قسم البرامج في شركة سامسونج،:«تمكنت الشركة من تجاوز التشويش الذي يصاحب تفعيل واجهة الصوت، لتصبح أكثر سهولة في إصدار الأوامر».
وتأمل سامسونج في مساهمة الجهاز في تجديد حصتها السوقية، التي تراجعت بشكل واضح في أعقاب المشكلة التي برزت عند طرح نوت 7، بجانب عملية إلقاء القبض على رئيس الشركة الحقيقي جاي يونج، بتهمة الفساد في مارس الماضي.
ووفقاً للبيانات الواردة من مؤسسة آي دي سي، بلغت حصة سامسونج السوقية العالمية من الهواتف الذكية، نحو 18% خلال الربع الأخير من العام الماضي، مقارنة بنسبة قدرها 20% في ذات الفترة من العام 2015.
وأكد جي كي شن، المدير التنفيذي المسؤول عن قسم الهواتف النقالة في سامسونج، أنه وبعد حبس وريث الشركة، لا مجال لتكرار مشكلة نوت 7 وأنه من الضروري استعادة صورتها من خلال تحسين التصاميم عبر تنويعها وتقديم واجهات ذكية ومبتكرة.
وفيما يتعلق بالمحللين، لا تقتصر الإمكانيات التي يتميز بها أس 8، على تحدي آي فون من آبل فحسب، بل من المرجح أن تحدث تغييراً كبيراً في سوق الهواتف النقالة العالمية.
وقال روه جيون شانج، المحلل في مؤسسة أتش أم سي للاستثمار والأوراق المالية في كوريا:»بوضع حقيقة تراجع مبيعات آيفون 7، بجانب توفر العدد القليل من الهواتف الذكية الراقية في السوق في الوقت الحالي، تبدو الفرصة مواتية للغاية لإطلاق سامسونج لمنتجه الجديد أس 8، الذي من المنتظر أن يعيد الحيوية لسوق الهواتف المحمولة مرة أخرى».
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
عدد اليوم
