الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوبا أميركا.. بطولة استعصت على الأساطير

كوبا أميركا.. بطولة استعصت على الأساطير
24 مايو 2016 22:42
بوينس آيرس (د ب أ) ما من شك في أن كلاً من البرازيلي بيليه والأرجنتينيين دييجو أرماندو مارادونا وليونيل ميسي يمثل حقبة تاريخية في تاريخ كرة القدم، ولكنهم جميعاً تعرضوا لصدمة هائلة في بطولات كأس أمم أميركا الجنوبية «كوبا أميركا». وعلى مدار مشاركات كل منهم في البطولة، استعصى اللقب عليهم وإن كانت الفرصة لا تزال سانحة أمام ميسي لتغيير هذا الواقع المؤلم لأساطير كرة القدم. وكان الأسطورة بيليه أول من عانى هذا المصير عندما أخفق في كوبا أميركا 1959 بعد عام واحد من قيادته المنتخب البرازيلي إلى لقبه الأول في بطولات كأس العالم، وذلك في النسخة التي استضافتها السويد العام 1958. وخاض المنتخب البرازيلي فعاليات كوبا أميركا 1959 معتمداً على الفريق المتوج بلقب المونديال العام 1958. وتوج بيليه هدافاً لهذه النسخة برصيد 8 أهداف، كما اختير كأفضل لاعب فيها ، ولكن المنتخب البرازيلي حل ثانياً بفارق نقطة واحدة خلف نظيره الأرجنتيني المتوج باللقب، حيث أقيمت فعاليات البطولة بنظام دوري من دور واحد بين المنتخبات السبعة التي شاركت في تلك النسخة وانتهت بتعادل المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني 1/‏‏ 1 وكان بيليه هو من سجل هدف السامبا في هذه المباراة. وكان المنتخب الأرجنتيني فاز بجميع المباريات الخمس التي خاضها في البطولة قبل هذه المباراة، فيما دفع المنتخب البرازيلي ثمن تعادله 2/‏‏ 2 مع بيرو ليكون التعادل في المباراة الختامية كافياً للتانجو الأرجنتيني. وكان بيليه في الثامنة عشرة من عمره آنذاك، وكانت هذه هي المشاركة الأولى له في كوبا أميركا، فيما شاركت البرازيل في النسخة التالية الخاصة، التي استضافتها الإكوادور في وقت لاحق من نفس العام، بفريق من بيرنامبوكو وغاب منتخبها الأساسي. وفي كوبا أميركا 1963 ببوليفيا، لم يشارك أيضاً المنتخب البرازيلي بنفس الفريق الذي توج بلقب مونديال 1962 في تشيلي ليحرز المنتخب البرازيلي المركز الرابع في البطولة ويظل رصيد بيليه مع الفريق خالياً من أي ألقاب في كوبا أميركا رغم فوزه بلقب المونديال في نسختين متتاليتين. واستضافت أوروجواي فعاليات كوبا أميركا 1967، وعانت كرة القدم في أميركا الجنوبية من أزمة كبيرة، حيث انسحبت البرازيل وبيرو من البطولة وشاركت فنزويلا للمرة الأولى ليقتصر عدد المشاركين في تلك النسخة على 6 منتخبات. ومع تفاقم الأزمات واستمرار الاعتذارات عن عدم المشاركة، توقفت البطولة من 1967 حتى عادت في 1975، مما حرم بيليه من الفرص الباقية للتتويج باللقب القاري وإن قاد منتخب بلاده للقب ثالث في بطولات كأس العالم من خلال نسخة 1970 في المكسيك. وكانت القصة مختلفة بالنسبة لمارادونا الذي شارك في 3 نسخ لكوبا أميركا وكانت أولها في 1979، حيث كانت اختباراً صعباً للمدرب سيزار لويس مينوتي المدير الفني للفريق، والذي لم يعتمد على معظم النجوم الذين قادهم في 1978 للفوز بكأس العالم. وودع مارادونا والمنتخب الأرجنتيني فعاليات كوبا أميركا 1979 من الدور الأول «دور المجموعات» بعد هزيمتين خارج ملعبه أمام بوليفيا والبرازيل، ثم فوز على بوليفيا وتعادل مع البرازيل في مباراتي الإياب بملعبه. وكان الموقف المثير في هذه البطولة أن مارادونا خاض مباراتين مرتدياً القميص رقم «6»، وهو أمر غريب في مسيرته الكروية التي ارتدى خلالها القميص رقم «10».. وكان هذا التغيير بسبب القرار المثير للدهشة بشأن ترتيب قمصان لاعبي المنتخب طبقاً للترتيب الأبجدي. وبهذا، سجل مارادونا أول أهدافه مع المنتخب الأرجنتيني مرتدياً هذا القميص رقم 6 وكان هو الهدف الثالث في المباراة التي فاز فيها 3/‏‏ صفر على المنتخب البوليفي. وغاب مارادونا عن كوبا أميركا 1983 ثم عاد للمشاركة في البطولة بنسخة 1987 بعدما فرض نفسه كنجم عالمي وأفضل لاعب في العالم من خلال قيادته المنتخب الأرجنتيني للفوز بكأس العالم 1986 في المكسيك. ولكن كوبا أميركا 1987 بالأرجنتين كانت صدمة كبيرة لمارادونا وأصحاب الأرض، حيث ودع الفريق البطولة من المربع الذهبي على يد منتخب أوروجواي، ثم اكتفى الفريق بالمركز الرابع حيث خسر 1/‏‏ 2 أمام المنتخب الكولومبي بقيادة النجم الشهير كارلوس فالديراما في مباراة تحديد المركز الثالث. وخلال تلك النسخة، لم يقدم مارادونا سوى الهدف الذي سجله في مباراة بيرو التي انتهت بالتعادل 1/‏‏ 1 في بداية مسيرة الفريقين بالبطولة وهدفين أحرزهما في المباراة التالية التي فاز فيها الفريق على الإكوادور 3/‏‏ صفر. ولم تكن مشاركته الثالثة الأخيرة في كوبا أميركا أفضل حالًا، حيث أحرز الفريق هدفين فحسب في 7 مباريات خاضها مع التانجو خلال النسخة التي استضافتها البرازيل. وجاء الهدفان عن طريق كلاوديو كانيجيا في اثنتين من المباريات الأربع التي خاضها الفريق في مبارياته بالدور الأول، فيما كانت البصمة الوحيدة لمارادونا في البطولة هي التسديدة التي أطلقها قوية في مباراته أمام أوروجواي لترتد الكرة من العارضة في هذه المباراة بالدور النهائي للبطولة، والذي فشل خلاله المنتخب الأرجنتيني في تحقيق أي فوز بالمباريات الثلاث التي خاضها واهتزت شباكه 4 مرات، فيما لم يسجل أي هدف ليحتل المركز الثالث خلف البرازيل وأوروجواي وبفارق الأهداف فقط أمام باراجواي. وفي 1991، غاب مارادونا عن كوبا أميركا التي استضافتها تشيلي حيث كان خلال فترة العقوبة الأولى له بسبب المنشطات وفاز المنتخب الأرجنتيني بلقب البطولة في غياب مارادونا. كما استبعد ألفيو باسيلي المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني آنذاك مارادونا من حساباته في كوبا أمريكا 1993 ليقود باسيلي الفريق للفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي في غياب مارادونا، ولم يفز المنتخب الأرجنتيني باللقب منذ ذلك الحين. ويبدو أن لعنة كوبا أمريكا استحوذت على ميسي أيضاً حيث فشل اللاعب المتألق مع برشلونة الإسباني في الفوز بأي لقب في كوبا أمريكا حتى الآن. وخاض ميسي البطولة القارية للمرة الأولى في 2007 وسطع الفريق الأرجنتيني في هذه النسخة التي استضافتها فنزويلا، حيث قدم عروضاً رائعة وسجل العديد من الأهداف حتى بلغ النهائي لكنه سقط أمام نظيره البرازيلي صفر/‏‏ 3 في النهائي. وعلى غرار مارادونا في 1987، تعرض ميسي الفائز آنذاك بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في عامين متتاليين لصدمة هائلة في كوبا أميركا 2011 في الأرجنتين، حيث ودع مع الفريق البطولة بالهزيمة أمام أوروجواي بركلات الترجيح في دور الثمانية. ونال ميسي انتقادات هائلة من الصحافة والجماهير التي أطلقت صافرات وصيحات الاستهجان ضد النجم الكبير لإهداره العديد من الأهداف خلال البطولة ليشهد ميسي أسوأ لحظات في مسيرته مع راقصي التانجو، كما تزايدت الشائعات بقوة في ذلك الوقت حول اتجاه ميسي لاعتزال اللعب وهو ما لم يحدث. وبدا أن الفرصة سانحة لتعويض هذا من خلال كوبا أمريكا 2015 في تشيلي، ولكن الفريق الأرجنتيني لم يحقق التوقعات المرجوة أيضاً وسقط بركلات الترجيح أمام منتخب تشيلي في النهائي، ليفشل ميسي مجدداً في الفوز باللقب القاري بعدما سقط مع الفريق أيضاً في نهائي كأس العالم 2014 في البرازيل أمام المنتخب الألماني. وبالطبع، ما زالت الفرصة سانحة أمام ميسي لكسر هذه اللعنة والتتويج بلقب كوبا أميركا في الولايات المتحدة الشهر المقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©