الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عاشقة المشاكل

عاشقة المشاكل
6 مارس 2011 20:36
المشكلة: عزيزي الدكتور : تزوجت قبل ثلاث سنوات عن طريق العائلة، وأنجبت ولداً، ومن بعدها بدأت زوجتي في إثارة المشاكل مع الأهل، حيث إنني أسكن مع أهلي، لكن في طابق مستقل. وبدأت تشعرني أنها متضايقة من البيت وأنها غير متوافقة مع أهلي. وكثيراً ما نصحتها وحاولت أن أزيل هذا التوجه عنها. وفضلت البقاء في شقتها معظم الوقت، وكنت أطلب منها ألا تقطع تواصلها مع أمي. ولم يعجبها ذلك، واقترحت علي أن أغيّر معاملتي معهم “لأجل خاطرها”، ويكون هناك مبرر مقبول كي أستقل بعيداً عنهم، فرفضت لأنني المسؤول عنهم بعد وفاة والدي، ولا يوجد لهم إلا أنا بعد الله سبحانه وتعالى. ورفضت، وقالت بالحرف:”أريد أن أذهب إلى أهلي ليجدوا لي حلاً”. قلت لها:”الحل الذي عندي أعطيتك إياه”، وحاولت مرة أخرى أن أقنعها ولم تقتنع. وذهبت بها إلى أهلها وتركتها لفترة أسبوعين، ولم تبادر بالاتصال، وفي الأسبوع الثالث اتصلت عليها، وأقنعتها بالعودة إلى بيتنا. عادت أكثر عصبية، فاتصلت بأخيها الأكبر، وشرحت له عصبيتها الزائدة عن الحد واختلاقها لبعض المشاكل وكثرة طلباتها المادية غير المبررة. لكنها عادت وذهبت إلى أهلها وفتحت معهم ملفات قد أغلقت، ومشاكل بسيطة أخرجتها لهم، واتهمتني بأنني مقصر معها في المصروف، وذهبت والدتي إليها لتصلح بيننا، لكن دون فائدة. وبعد شهرين أرسل أخيها يقول: “إن الحبل الذي بيننا وبينك مرتخ .. إما تشده وأما تقطعه”. وقلت له:” أنا أريد زوجتي، ولولا أن بيننا طفلاً لكان لي رد آخر، لكني أريدها وأريد طفلي، وأنا لا أعاملاها إلا بما يرضي ربي. فقال: أبشر بالخير، وسوف أرد عليك إن شاء الله تنصلح الأمور والصلح خير”. لكن بعد فترة أرسل إلىّ يقول:” هي عندها بعض الشروط، إنها تريد الاستقلالية التامة بعيداً عن الأهل، وكذلك تريد أن تكون بعيدة عن أهلها، وتريد خادمة”. وتركتها سبعة أشهر، وعادت ولم أشعر فيها بتغير للأحسن، وحصل بعض المشادات في الكلام ورفعت صوتها، وعرفت أنها أرسلت جميع مجوهراتها واكسسوراتها وبعض ملابسها إلى أهلها من غير علمي، وعندما سألتها “اتهمتني بالتجسس عليها”. وفي اليوم التالي رجعت من العمل ولم أجد غذاء، فسكت، وفي اليوم التالي لم تحضر وجبه الغذاء، وخرجت إلى بيت أهلها ثانية دون إذني، وعندما ذهبت إليها هناك، عاملوني بفتور غير معهود. المهم أنني ألقيت عليها كلمة الطلاق، وأرسلت لي رسالة تقول فيها:”لن أرجع إليك، وبلغني عن موقع المحكمة لتوثيق الطلاق”، تركتها ولم أرد عليها وجلست شهر ونصف الشهر، وبعد أن أرسلت رسالة خطية إلى أبيها بالمراجعة عن طريق أحد الزملاء. ولم يصدر منهم أي مبادرة منذ أكثر من شهرين. أنا في حيرة، هل أطلقها حتى أرتاح؟ لكن ماذنب ابني؟ فبم تنصحني؟ أبو خالد النصيحة: يا أخي أذكرك بإثبات المراجعة شرعاً بالتقدم لأقرب محكمة لسكن أهل زوجتك والله تعالى يقول “وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحاً”، وبعد المراجعة افتح باب الحوار والتشاور مع زوجتك لفتح صفحة جديدة وأسكن معها سكناً مستقلاً”، ولا تقطع أهلك فلك صلة أهلك، ولأهلك حق عليك ولزوجتك حق عليك. وتذكر قول الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ “ إن لنفسك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، ولضيفك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه” وقال تعالى: “فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)، أي فعسى أن يكون صبركم في إمساكهن مع الكراهة فيه خير كثير لكم في الدنيا والآخرة، كما قال ابن عباس في هذه الآية هو أن يعطف عليها فيرزق منها ولداً ويكون في ذلك الولد خير كثير، وفي الحديث الصحيح “لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقاً رضي منها آخر”. .. استخر ربك، وإن لم تستطع الصلح، ليس أمامك سوى حل واحد لا نتمناه. ونتمنى لك التوفيق إن شاء الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©