الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الري تحت السطحي يحتاج إلى التحكم في ملوحة التربة بالمناطق القاحلة

الري تحت السطحي يحتاج إلى التحكم في ملوحة التربة بالمناطق القاحلة
6 مارس 2011 20:35
قدم توماس تومبسون من جامعة تكساس للتقنية بالولايات المتحدة الأميركية تجربة للمركز الدولي للزراعة الملحية في دبي، وكانت عن الري بالتنقيط، وضخ المياه بضغط منخفض من خلال فتحات صغيرة مثبته على جدران أنابيب الري البلاستيكية، حيث يقول إن هذه التقنية تستخدم في الولايات المتحدة الأميركية غالبا لري المحاصيل المعمرة كالأشجار، بينما يستخدم الري تحت السطحي بالتنقيط على نطاق واسع للمحاصيل الحولية. ويمكن لشبكة الري تحت السطحي أن تستخدم لأكثر من 20 عاماً بالصيانة المستمرة، وميزتها أنها تقلل فقدان المياه الناجم عن التبخر أو التسرب العميق والحد من الجريان السطحي للمياه مقارنة بالري السطحي وهو الغمر أو الري بالأخاديد، كما يساهم في زيادة غلة المحاصيل المزروعة في الحقول وتحسين نوعيتها والاستخدام الأمثل للأسمدة فيعتبر الأسلوب الأمثل لزيادة كفاءة المياه والأسمدة. الحل الأمثل وذكر تومبسون أن زيادة تركيز الأملاح الضارة معوقة لنمو النباتات وهي معوق دائم لإنتاج المحاصيل، ولذلك تستخدم كميات مناسبة من المياه العذبة لغسيل التربة في الري السطحي لتقليل ملوحة التربة، ولكن هذا الحل الأمثل في الري السطحي لا يعتبر مناسباً في الري تحت السطحي، لأنه غير قادر على غسيل الأملاح طوال فترة الموسم الزراعي، بينما يحافظ هذا النوع من الري على ملوحة مناسبة في منطقة المحيط الجذري للنبات. لكن التراكم السطحي للأملاح سوف يزداد إذا لم يتوافر غسيل كاف للتربة بمياه الأمطار أو الري التكميلي السطحي، ويؤدي الاستخدام الملائم للري تحت السطحي الى تعزيز الاستدامة الاقتصادية لشبكة الري على المدى الطويل، لأن كمية الأملاح المتراكمة فوق أنابيب الري تنجم عن نوعية المياه والتبخر على سبيل المثال لا الحصر، ويعتبر تراكم الأملاح من العوائق الدائمة في المناطق القاحلة التي تتصف بارتفاع معدلات التبخر، وقلة سقوط الأمطار مما يساهم في تراكم كميات كبيرة من الأملاح بالقرب من سطح التربة، والتي تعوق بالتالي من إنتاج المحاصيل الحساسة. تراكم الأملاح وأضاف توماس تومبسون أن المنطقة الحرجة في أسلوب الري تحت السطحي تعرف بأنها طبقة التربة المتواجدة فوق أنبوب التنقيط التي لا يمكن غسيلها بمياه الري، ولذلك سوف يستمر تراكم الأملاح في هذه المنطقة الحرجة، إلا إذا تعرضت لمياه الأمطار أو للغسيل بالري السطحي التكميلي، وتؤثر الأملاح المتراكمة في المنطقة الحرجة على نمو النبات، خاصة عند إعادة زراعة الحقول مرة ثانية. كما ينصح تومبسون بغسل الأملاح للتخلص من تأثيرها على نمو البادرات الجديدة المزروعة وتجنب عدم إنبات المحصول أو تناقص غلته، ويفضل استخدام أساليب الري التكميلي بالرش وهو الأسلوب الشائع، وتمهيد التربة ونقل الشتلات للتحكم بملوحة التربة عند استخدام الري تحت السطحي بالتنقيط مما يسهم في تحسين نمو المحاصيل. وذكر أن هناك أساليب أخرى للتخلص من ملوحة المنطقة، بدون استخدام الري بالرش، وتعتمد على نقل الشتلات المزروعة وتمهيد التربة. ويؤكد تومبسون ان التجارب أثبتت أن ري الشتلات المنقولة لا يتطلب أسلوب الري بالرش، وذلك لأن جذور النبات تظل بعيدة عن منطقة تراكم الأملاح، ولكن الري بالرش يستخدم لمنع الجفاف الناجم عن بطء وصول المياه بالتنقيط من شبكة الري إلى جذور النبات. وقد يساهم أسلوب نقل الشتلات في الاستغناء عن الري بالرش للحد من تراكم الأملاح ولكنه يتطلب استثمارات مرتفعة ولا يعتبر خيارا اقتصاديا مستداما إلا لمحاصيل الخضار مرتفعة القيمة. محاصيل مرتفعة القيمة نتائج كل ذلك تؤكد أن الدورة الزراعية والري تحت السطحي بالتنقيط تستخدم في المناطق القاحلة لزراعة محاصيل مرتفعة القيمة كالخضراوات ذات البذور صغيرة الحجم، مما يبرر التكاليف المرتفعة لشراء وتركيب شبكات الري، ويرتبط عمق الشبكة بحجم البذور حيث تزرع البذور الصغيرة على أعماق قليلة، وتتطلب دقة كبيرة لزراعتها في التربة الجافة، مما يتطلب كميات أكبر من المياه للإنبات وذلك يساهم في زيادة تراكم الأملاح في المنطقة الحرجة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©