الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الغافة» شجرة وطنية

6 مارس 2011 20:35
الغافة تلك الشجرة العملاقة التي تمثل الظل والدفء والغذاء للدواب والإنسان، وهي من الأشجار الشعبية العزيزة على قلوب أبناء الإمارات، وجزء من تراث الدولة، ولا تزال حتى اليوم جزءاً من الغذاء يتوافر في أي وقت، إذ يكفي الخروج إلى أي مكان به أشجار أو شجرة عند الجيران، ليقطف الإنسان تلك الوريقات الطرية الصغيرة، ويستخدمها كطعام لنفسه. ربما يظن البعض أن الشجرة لا تصلح إلا غذاء للدواب، ولكن أثبتت الأبحاث أن كل جزء في الشجرة، يمثل فائدة سواء للإنسان أو للبيئة، كما اكتشف أن لوريقات الغاف فوائد غذائية جمة، وقد لعبت شجرة الغاف دوراً مؤثراً في حياة البدو، لأن حيواناتهم كانت تأتي إلى مجموعات الغاف لتقتات منها وتستظل بها، عندما ترتفع الحرارة بشدة في فصل الصيف. أيضا تعد شجرة الغاف مأوى للكائنات الأخرى ومنها الطيور، ولذلك هي من ضمن المكونات التي تلعب دوراً أساسياً في النظام الإيكولوجي، وهي مأوى للحشرات ومنها يرقات الحشرات ويستخرج النحل منها الرحيق، كما أن طائر البوم تحلو له المعيشة الهادئة فوق أغصان أشجار الغاف، كما أنها كانت غذاء للغزلان والمها، واليوم هي مصدر غذاء ثمين للإبل. وبمرور الوقت ربما ظن البعض أن شجرة الغاف في سبيلها إلى الانقراض، لأن البعض يقطعها من أجل استخدام جذوعها تجارياً، وخاصة العمال الذين يعملون في المزارع والعزب، لأنهم يبيعون تلك الأخشاب للسياح الذين يخرجون للشواء أو لقضاء أيام في البر، ويكون قطعهم لها بدون إذن من أحد، ولكن شجرة الغاف لن تندثر أو تنقرض في حال قطع فروعها وغصونها، وذلك شيء متعارف عليه منذ زمن بعيد، لأن أهل الإمارات يعلمون أن الأمر الوحيد الذي يجب أن لا يحدث، هو قطع ساق الشجرة أو جذعها الأصلي تماماً، ولكن في حال قطع الغصون أو قمة الشجرة، فإن الشجرة تنمو بشكل أفضل وبسرعة وتبزغ منها أغصان بالعشرات، تصلح لاستخدامها على هيئة أشتال لإكثارها من جديد. اليوم وضمن الحملة الوطنية لزراعة أشجار الغاف، تعالت الأصوات بإعلان شجرة الغاف، كشجرة وطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وليس ذلك بغريب على أهل الإمارات، لأنهم يقدرون الغافة منذ زمن أجدادهم، ولذلك هناك الآلاف من أشجار الغاف في كل إمارة من إمارات الدولة، وقد بدأت جهات كثيرة بإطلاق حملات تصويت لاختيار الغافة كـ “شجرة وطنية” لابد من الحفاظ عليها. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©