تبريز (الاتحاد)
سطر النصر إنجازاً تاريخياً جديداً في دوري أبطال آسيا، بعدما بلغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى، بعدما أنجز المهمة أمام تراكتور الإيراني على الرغم من خسارته بنتيجة 1-3، في المباراة التي أقيمت ليلة أمس في مدينة تبريز الإيرانية في إياب الدور الـ16، ليستفيد «العميد» من فوزه الكبير ذهاباً بنتيجة 4 - 1، ويتأهل بالمجموع العام بنتيجة 5 - 4.
وتألق النصر في الشوط الأول وسجل هدفاً عبر سالم صالح، فيما حاول الفريق الإيراني العودة في الشوط الثاني وسجل ثلاثة أهداف، لكن «الأزرق» حافظ على صموده ونجح بانتزاع بطاقة العبور.
دخل النصر المباراة بكل شجاعة ووقف ندا لمنافسه الإيراني من خلال مبادلته الهجمات، حيث حاول تراكتور أن يتقدم مبكراً من أجل التسجيل، فيما وقف مسعود سليمان وعصام ضاحي وخالد جلال بثبات أمام المحاولات كافة من قلب منطقة الجزاء، ورد كيمبو أيكوكو بكرة وصلت إلى مسعود سليمان حولها خطيرة بجوار مرمى تراكتور، فيما سدد الفرنسي الكرة من ركلة حرة ثابتة أبعدها الحارس بصعوبة في أبرز لقطات الدقائق العشر الأولى.
ولجأ سالم صالح لخيار التسديد من خارج منطقة الجزاء، حينما مرت كرته قوية لكن من دون تركيز في الدقيقة «11».
وكاد تراكتور أن يستغل هفوة من مدافعي النصر، لتصل الكرة إلى حاتمي داخل منطقة الجزاء، لكن عصام ضاحي تدخل في توقيت مثالي لإبعاد الكرة منه في الدقيقة «12».
وعاد حاتمي مجددا، وسدد الكرة من خارج منطقة الجزاء لكن مرت من دون خطورة بجوار مرمى النصر في الدقيقة «13».
وأدى تدخل رفيعي على خمينيز، إلى سقوط لاعب النصر بقوة على أرضية الميدان بعد لعبة هوائية استخدم فيها اللاعب الإيراني مرفقه، بما أدى إلى توقف اللعب لعلاج اللاعب الفلسطيني من دون أن يحتسب الحكم خطأ.
ونجح سالم صالح بإسكات الجماهير الغفيرة التي وجدت على المدرجات، حينما خطف الهدف الأول، الذي جاء نتيجة عمل مشترك في هجمة انطلق فيها خمينيز الذي مرر الكرة إلى بترويبا الموجود على الجهة اليمنى، وبدوره مرر كرة عرضية تجاوزت خمينيز المندفع لتصل إلى سالم صالح الهارب من رقابة المدافعين، الذي سدد الكرة داخل الشباك معلنا عن الهدف الأول في الدقيقة «16».
وجاء هذا الهدف ليشكل نقطة محورية مهمة، بعد حالة الإحباط التي عانى منها الفريق الإيراني وجماهيره الغفيرة التي جلست صامتة وسط دهشة، فيما استمد النصر دفعة معنوية كبيرة من أجل إكمال المباراة بثقة وإصرار.
وأثمر الضغط الإعلامي المتواصل قبل المباراة من الجانب الإيراني، بقيام الحكم بمنح أحمد شمبيه بطاقة صفراء بشكل سريع للغاية بداعي قيامه بإضاعة الوقت!.
وواصل الفريق الإيراني ضغطه من أجل التسجيل مع مضي الوقت، وهو الأمر الذي لم يكن في صالحه، لكنه عجز عن فك شيفرة دفاعات النصر بعد التفاهم الواضح بين رباعي الخط الخلفي ليستمر تقدم «العميد» بعد مضي 25 دقيقة. من جانبه تميز النصر باللعب بطريقة هادئة مع الاحتفاظ بالكرة لأطول وقت ممكن، وكان واضحاً التفاهم ين خمينيز وبترويبا، بما أجبر الفريق الإيراني على التراجع إلى مناطقه.
وتحول الفريق الإيراني إلى أسلوب السقوط داخل منطقة الجزاء بهدف التأثير على حكم اللقاء، وذلك مع قدرته على إيجاد الحلول لتجاوز مدافعي النصر مع مرور «35» دقيقة.
ومرت المباراة بمرحلة لم ينجح فيها أي من الفريقين من فرض سيطرته على المجريات، ما بين سيطرة على الكرة للنصر ومحاولة اللعب على الهجمات المرتدة بقيادة سالم صالح، أو سيطرة الفريق الإيراني الذي كان متسرعاً في ألعابه، وافتقد التركيز كلما مر الوقت.
وشكلت انطلاقات بترويبا مصدر إزعاج للفريق الإيراني، بما جعلهم يتدخلون عليه من دون أن يعلن الحكم عن خطأ في الدقيقة «42».
وسدد بترويبا كرة قوية ومخادعة من الجهة اليمنى لمنطقة الجزاء، تصدى لها الحارس بصعوبة في الدقيقة «45».
وفي الوقت المحتسب بدل الضائع فرض النصر أفضلية مطلقة، وتلاعب بالفريق الإيراني بالتمريرات المتتالية التي جعلت مدافعي المنافس يقفون متفرجين على مهارات «العميد»، لينتهي الشوط الأول بتقدم النصر بهدف دون رد.
وعكست إحصاءات الشوط الأول تفوق النصر الذي امتلك الكرة بنسبة 52%، وسدد الكرة 5 مرات على مرمى تراكتور، منها 2 بين الخشبات الثلاث، فيما لم تكن أي تسديدة للفريق الإيراني بين الخشبات الثلاث لمرمى «العميد».
واستهل تراكتور الشوط الثاني بقوة، ونجح بمعادلة النتيجة مبكراً حينما سجل حاتمي الهدف الأول للفريق الإيراني، بعدما استغل سوء تفاهم بين مدافعي النصر في الدقيقة «47».
وأدى هذا الهدف إلى منح تراكتور حافزاً إضافياً من أجل مواصلة التقدم والضغط على مرمى النصر، وأجبر «العميد» على التعامل مع المستجدات الجديدة والتمسك بالتركيز والثقة المطلوبة من أجل تجاوز الدقائق التالية لتسجيل هدف التعادل.
وحاول سالم صالح إكمال انطلاقة بترويبا لكن تسديدته وجدت الحارس الذي حولها إلى ركلة ركنية.
وقام المدرب الإيراني بإخراج أجوستو لاعب الارتكاز، وإشراك خالد شافعي المهاجم من أجل زيادة الزخم في المقدمة.
وانطلق نيانج مهاجم تراكتور، وسدد كرة قوية مرت بجوار مرمى النصر في الدقيقة «60».
وتمكن فريق تراكتور من إضافة الهدف الثاني بعد تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء من محمد إيرانبوريان في الدقيقة «61».
وساهم هذا الهدف في تغيير سيناريو ومجريات اللقاء، من خلال استعادة الفريق الإيراني أمل العودة إلى المباراة، ومحاولة النصر التمسك بتقدمه بالمجموع العام لنتيجتي الذهاب والإياب، وعدم تلقي المزيد من الأهداف من أجل العبور إلى الدور ربع النهائي.
وحصل خالد جلال على بطاقة صفراء، بعد تدخله لإيقاف رافعي المندفع من وسط الملعب في الدقيقة «65».
وتدخل الصربي إيفان يوفانوفيتش لمواجهة التقدم الإيراني للهجوم، وقام بإشراك طارق أحمد مكان سالم صالح لإعادة التوازن إلى وسط الملعب في الدقيقة «67».
وتحول النصر للعب بكتلة واحدة، من خلال التراجع بكامل لاعبيه مع تقدم الفريق المنافس، والتقدم بأسلوب متدرج لكسب الكرة والوقت، لكن غاب عن «العميد» التركيز المطلوب من أجل تهديد مرمى المنافس بشكل حقيقي.
وسدد حاتمي كرة أرضية زاحفة من خارج منطقة الجزاء غالطت الحارس أحمد شمبيه، وسكنت شباك النصر معلنة عن الهدف الثالث لتراكتور في الدقيقة «73».
وتصدى شمبيه لتسديدة مهدي كياني، الذي تسلم الكرة داخل منطقة الجزاء وراوغ الياسي في الدقيقة «75».
وقام النصر بثاني تبديلاته بإشراك جاسم يعقوب مكان بترويبا، الذي كانت معاناته واضحة من الإصابة من المباراة الماضية، في الدقيقة «80».
وتحول تراكتور إلى أسلوب التدخلات الخشنة من أجل إيقاف لاعبي النصر، وذلك مع تبقي عشر دقائق على صافرة النهاية، وتحديدا مع التدخل على خمينيز المنطلق بهجمة مرتدة، ليحصل على ركلة حرة مباشرة، نفذها محمود خميس اصطدمت بالقائم الأيمن وخرجت ضربة مرمى في الدقيقة «82».
وعاد النصر إلى مناطقه الخلفية من أجل حماية مرماه من هدف رابع، وإنهاء الأمور في الوقت الأصلي، وسط محاولات متعددة للفريق الإيراني، الذي حاول من الكرات الثابتة والهجمات المنظمة في أكثر من لقطة شكلت خطورة على مرمى «العميد».
وجاء التبديل الثالث للنصر بمشاركة مبارك سعيد مكان كيمبو إيكوكو في الدقيقة «90» قبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية بتأهل النصر.
الجماهير تستخدم «الليزر»
تبريز - الاتحاد
استخدمت الجماهير الإيرانية «الليزر» بشكل مفرط داخل الملعب، مع توجيه هذه الإضاءات نحو لاعبي النصر وحارس المرمى مع كل لقطة، وأي لعبة سواء خلال الهجوم أو الدفاع، بما يطرح التساؤل حول طريقة التدقيق الأمني والإجراءات التي تم اتخاذها مع دخول الجماهير إلى الملعب.
عدد اليوم
