الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فضاءات من نور» تترجم لوحات فوتوغرافية غنية بالتفاصيل لمعلم ديني فريد

«فضاءات من نور» تترجم لوحات فوتوغرافية غنية بالتفاصيل لمعلم ديني فريد
11 مارس 2014 21:15
أتاح ثراء العمارة الإسلامية التي تطل ملامحها في كل ركن من جامع الشيخ زايد الكبير، آفاقاً واسعة للمبدعين من المصورين محترفين وهواة من داخل الإمارات وخارجها، لإخراج ما لديهم من قدرات ومواهب كامنة، سلطت الضوء على فضاءات الجمال والعراقة للمعلم الإسلامي الذي يزين العاصمة الإماراتية، من خلال مسابقة للتصوير الفوتوغرافي استحقت بامتياز اسم «فضاءات من نور» الذي اختارته عنواناً لها منذ انطلاقها قبل أربعة أعوام، بهدف التعرف على جماليات العمارة وخصوصيتها في أبوظبي، والإسهام في تطوير حركة التصوير الفوتوغرافي في الدولة. أحمد السعداوي (أبوظبي)- الدورة الحالية لمسابقة «فضاءات من نور»، والتي ينظمها مركز جامع الشيخ زايد الكبير، جاءت في شكل جديد وفئات متنوعة تحت شعار «جامع الشيخ زايد الكبير عمارة اسلامية.. بريقها تراث الإمارات»، وانطلقت في السادس عشر من فبراير الماضي وينتهي التسجيل فيها العاشر من شهر أبريل المقبل. ثقافة بصرية عن أهمية المسابقة في إثراء حركة التصوير الفوتوغرافي في الإمارات، وتشجيع الموهوبين والمصورين الإماراتيين والعالميين على تقديم رؤاهم المختلفة لروائع العمارة الإسلامية في جامع الشيخ زايد الكبير، يقول المصور الإماراتي محمد المرزوقي عضو لجنة تحكيم المسابقة، إن «فضاءات من نور» حققت في دورتها الرابعة قفزات واسعة في عدد المشاركين من حيث عدد الأفراد والدول المشاركة، وهذا بحد ذاته مؤشر قوي وواضح على نجاح فكرة المسابقة والمتمثلة في ربط المصور بجماليات الجامع من جوانبها الفنية والثقافية، ويحقق في النهاية واحدا من أهم أهداف المسابقة، المتمثل في تشجيع المواهب الشابة في الإمارات وخارجها، في إبراز أفضل ما لديهم من خلال الدورات وورش العمل التي سينظمها الجامع خلال فترة المسابقة في أبوظبي ودبي والشارقة على أن يتم التسجيل من خلال استمارات إلكترونية يجدها المتسابق في القسم المخصص للمسابقة في الموقع الإلكتروني لمركز جامع الشيخ زايد الكبير، ولا شك أن هذه الدورات والورش ستضيف إلى الثقافة البصرية للملتحقين بالمسابقة وتمنح أعمالهم آفاقاً أوسع وترفع سقف توقعاتهم للفوز بإحدى جوائز المسابقة. وأكد المرزوقي أن المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما وضع أثاث هذا المشروع كانت له رؤية واسعة بضم كل الفنون الإسلامية بشكل عام إلى مباني الجامع، سواء كان الفن الأندلسي أو غيره من الفنون الإسلامية التي أبهرت العالم، ما يجعل من زيارة الجامع وجبة فنية غنية يجد فيها الزائر ما لذ وطاب من زخارف إسلامية وأنواع الخط العربي، ما يشجع المصور على التقاط صور جميلة ونادرة. وتابع: «بالفعل كل دورة نكتشف أن المصورين التقطوا صوراً لزوايا جديدة تدهش من يراها، وهذا يدل على كم الفنون المعمارية الموجودة في الجامع والتيقن من رفع الثقافة البصرية لدى المصور، فلا يكتفي بما قدمه سابقاً بل يسعى إلى البحث عن الجديد، ويرفع هذا من جودة ما يقدمه ويكشف عن نواحٍ جمالية جديدة في الجامع». مسابقة شاملة من ناحيته، أكد أديب شعبان رئيس اتحاد المصورين العرب وعضو لجنة التحكيم، أن «فضاءات من نور» مسابقة تخصصية شاملة، والجامع منذ افتتاحه حتى الآن لم يحظ بنسبة تصوير أكثر من 30 في المئة على أقصى تقدير، والسبب في ذلك وجود زخم من أنواع الفنون والعمارة الإسلامية من قباب ونقوش وخطوط وزخارف ومنارات، برغم وجود أعداد هائلة وأنماط متنوعة من الزائرين والمصورين. أما عن مسابقة هذا العام، فأورد شعبان أنها اختلفت عن نظيراتها في الأعوام الماضية، حيث تم ربط الجامع بتراث الإمارات، وعلى المصور ألا يقدم صورة بل يصنع صورة، حتى يستطيع إبراز تراث الإمارات من خلال جامع الشيخ زايد الكبير. وعن آلية عمل لجنة التحكيم، أوضح رئيس اتحاد المصورين العرب أنها على قدر كبير من الوعي، ومن الطبيعي أن تذهب الجوائز إلى الصور التي تحصل على أكبر نسبة قبول. والمسابقة تضم لجنتي الفرز والتحكيم، بالنسبة للجنة الفرز تقدم إلى لجنة التحكيم من 2000 إلى 3000 صورة، ولدينا مؤشرات وأحكام نطبقها على الأعمال التي تعرض علينا، ومن خلالها يتم اختيار الأفضل، بحسب الرؤية الفنية لكل عضو، وفي النهاية نخلص إلى أفضل الأعمال ونرشحها إلى الفوز بإحدى جوائز المسابقة. وأشار شعبان إلى أن تنوع مدارس وثقافات لجان التحكيم يؤدي إلى زيادة قوة النقاش ما بين الأعضاء، وفي النهاية تكون الصورة الفائزة لا غبار عليها، خاصة مع المناقشة المستمرة خلال مراحل المسابقة. ويجب التنويه إلى أهمية ورش العمل التي نظمتها إدارة جامع الشيخ زايد الكبير في توضيح المفهوم لكل المشاركين عن كيفية عمل صورة غير تقليدية تحاكي تراث الإمارات، من خلال الأبعاد الجمالية والفنية والتراثية التي يحتويها جامع الشيخ زايد الكبير بكل مكوناته. ومن خلال مجريات المسابقة المفتوحة لجميع الفئات والأعمار، يسعى الجميع إلى تقديم صورة متكاملة العناصر الفنية ومتكاملة الموضوع. عصر الصورة من ناحيته، قال مصطفى شعبان المصور بنادي تراث الإمارات، إن «فضاءات من نور»، أضافت كثيراً لمحبي التصوير الفوتوغرافي منذ انطلاقها قبل أربع سنوات، خاصة بالنسبة للمواطنين والمقيمين في أبوظبي، حيث يتاح لهم فرص المشاركة في ورش عمل ذات قيمة احترافية عالية، يتعلم منها الكثيرون عن عالم وفنون التصوير على يد مجموعة من أساتذة فن التصوير، وهذه الدورات تفيد المحترف والهاوي على حد سواء، فالمحترف يضيف تجارب أخرى إلى تجربته الشخصية. أما الهاوي، فيتعلم أصول ومبادئ التصوير الصحيحة ما يصنع منه فيما بعد مصوراً متمكناً من أدواته، ويستطيع التقاط صور معبرة عن إحساسه بمعاني الجمال التي يراها من حوله، وتعكس مفهومه وأفكاره، بطريقة مبتكرة يقبل عليها الجميع، خاصة أننا الآن في عصر الصورة، سواء عبر وسائل الإعلام المختلفة أو التواصل الاجتماعي، حيث صارت الصورة تغني عن آلاف الكلمات في توصيل رسائل ومضامين مختلفة. تجربة مفيدة أما سعيد بشار، المصور بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، فأشاد بتجربة «فضاءات من نور»، مشيراً إلى أنها أسهمت في إيجاد أجيال جديدة على علم كبير بفنون التصوير، استطاعوا أن يطوروا أداءهم من خلال المشاركة في المسابقة وزيارتهم المتعددة لجامع الشيخ زايد الكبير التي تحمل معها في كل مرة جوانب جمالية كثيرة، تتيح لهم التقاط صور مبهرة، تحوز إعجاب الجميع وتدفعهم إلى الاستمرار في مجال التصوير الفوتوغرافي إيماناً بدور التصوير في التعبير عن المفاهيم الإنسانية ومعاني الجمال بشكل يسهل توصيله للجميع، عبر عالم الكاميرات التي تعتبر عيوناً إضافية يستفيد منها فقط أهل التصوير. العمارة الإسلامية والتراث الإماراتي هناك فئتان لمسابقة «فضاءات من نور» لهذا العام، الأولى، ظلال فن العمارة الإسلامية في «جامع الشيخ زايد الكبير»، حيث يمتاز الجامع بروعة قبابه وعماراته وأعمدته الرخامية وأقواسه المستمدة من عظمة العمارة الإسلامية المتميزة وبراعتها، إضافة إلى النقوش المستوحاة من نتاج فنون الذاكرة الإسلامية التي انفردت وأبدعت، وتنوعت ملامحها بدقتها وجمالياتها. ويمكن للمصور بعينه الذكية أن يرصد زوايا ناطقة وحية لمكونات هذا الطراز الديني الفريد لتترجمها إلى لوحات فوتوغرافية ينجذب إليها المشاهد بتفاصيلها الجميلة. والفئة الثانية تحت اسم «جامع الشيخ زايد الكبير.. مرآة حضارية بريقها تراث الإمارات»، وتهدف إلى تحفيز المصورين المشاركين، على استلهام فكرة أو مفهوم من وحي عمارة الجامع الغنية بالتفاصيل، وربطها بالتراث الإماراتي أو الإنسان الإماراتي، وذلك من خلال صورة، أو عدة صور متسلسلة تعبر عن هذه الفكرة أو المفهوم والفلسفة التي تقف وراءها، وللمصور حرية اختيار الفكرة وإخراجها بما يعبر عن ارتباط الجامع والإمارات بشكل عام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©