الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الساعات السويسرية تدخل الإنترنت لتعويض خسائرها

الساعات السويسرية تدخل الإنترنت لتعويض خسائرها
24 مارس 2018 21:17
إذا كنت تبلغ من العمر 25 عاماً، وحصلت للتو على ترقية في الوظيفة مع زيادة في الراتب، فلماذا لا تدلل نفسك وتزين معصمك بساعة سويسرية تتباهى بها وتضع صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي لتكون محط أنظار الجميع؟ ربما هذا ما فعله والدك منذ سنوات، إلا أن الجيل الجديد لا يخطر على باله هذا الأمر مطلقاً، بل يرى أن هناك وسائل أخرى عديدة أنسب للتفاخر. هذا المفهوم هو ما يريد أن يبدله جان كلود بيفر المدير التنفيذي لشركة «لوي فيتون موي هينسي» للساعات السويسرية الفخمة. ويرى جان كلود أن أزمة هذه الصناعة شديدة الحرفية، التي يعود تاريخها إلى قرون، هو عزوف الشباب عن الاهتمام باقتناء مثل هذه الساعات. ويأخذ بيفر، الذي يبلغ من العمر 68 عاماً، على عاتقه إقناع الشباب باقتناء هذه الساعات التقليدية، قبل أن يفوت الأوان. ويقول: «إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ هذه الصناعة التي لا يهتم فيها الشباب باقتناء الساعات السويسرية، وهذا طبيعي الآن، حيث يمكن لكل شخص معرفة الوقت من خلال وسائل عديدة غير ساعة اليد، فلماذا يجب على الشباب شراء شيء ما ليخبرونهم بالشيء نفسه الذي يحصلون عليه في كل مكان؟». السؤال الذي طرحه بيفر هو نفسه الذي يؤرق مضاجع المسؤولين التنفيذيين في صناعة الساعات السويسرية، كيف يمكن أن يقنعوا المستهلكين صغار السن بأن الساعات التقليدية الأوتوماتيكية التي لا تحتاج إلى بطاريات لتشغيلها أفضل قيمة من نظيراتها المنتشرة حالياً. وهذا ليس التحدي الوحيد حالياً أمام المسؤولين التنفيذيين، فهناك أيضاً ساعات تنتجها شركات التقنية، مثل «آبل» وغيرها، التي تخبرك ليس بالوقت فقط، بل أيضاً بعدد ضربات قلبك خلال التمرينات الرياضية، أو عدد الكيلومترات التي قطعت خلال سيرك، بل تنبهك أيضاً عندما يحاول أحد الاتصال بك عبر الهاتف. وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، قامت شركة «لوي فيتون موي هينسي» بالتعاقد مع فنانين مشهورين في أوساط الشباب، مثل جاي زي لوضع تصاميم للساعات لتطرح في الأسواق، وهي تحمل توقيع المشاهير وكأنهم «سفراء العلامات التجارية» الخاصة بالشركة، كما اشترت الإعلانات في العالم الافتراضي لألعاب الفيديو، وطورت أول ساعة ذكية مصنوعة في سويسرا يمكنها الاتصال بالإنترنت. وتشهد مبيعات الساعات السويسرية تراجعاً بدءاً من عام 2015، حيث تراجعت صادراتها عالمياً بنسبة 13% بين عامي 2014 و2016. وفي العام الماضي، ارتفعت صادراتها بنسبة 2.7% مقارنة بالعام السابق عليه، إلا أنها لا تزال متأخرة كثيراً عن الحركة التي تشهدها أسواق السلع الفاخرة بشكل عام. وقد دفع هذا الانخفاض صانعي الساعات إلى تسريح مئات العمال واسترجاع آلاف الساعات باهظة الثمن التي لم يتم شراؤها من الأسواق العالمية، وبيع الأحجار الكريمة التي تدخل في صناعة الساعات. وقد ساعدت زيادة الطلب في الصين على شراء الساعات السويسرية في خروجها من الأزمة المالية العالمية لعام 2008، إلا أن انتشار الهاتف الجوال أثر كثيراً في عدم إقدام الأشخاص على شراء الساعات السويسرية باهظة الثمن، فعن طريق الهاتف الذي لا يفارق يدك، يمكنك طوال الوقت أن تعرف الوقت من دون الحاجة لإنفاق آلاف الدولارات. ويقول أنتونيو كالس، الرئيس التنفيذي لشركة «جيرارد بيراجوي» ومقرها سويسرا: «إنها ليست أزمة فقط، بل يجب إعادة التفكير في ما إذا كنا سنستمر في العمل بالنهج الحالي نفسه أم لا». وساعد جان كلود شركة «لوي فيتون موي هينسي» في التماسك خلال فترة الانكماش، فقد سجلت المبيعات في العلامتين التجاريتين الرئيسيتين للشركة السويسرية الشهيرة، «هابلوت» و«تاج»، ارتفاعات قياسية خلال السنوات الثلاث الماضية. كما سجل قسم الساعات والمجوهرات في الشركة، الذي يضم أيضاً «بولجاري» إلى جانب «هابلوت» و«تاج» مبيعات بقيمة 3.8 مليار يورو (4.7 مليار دولار) العام الماضي، بزيادة 10%، مقارنة بالعام الذي يسبقه، كما حققت الشركة أيضاً مبيعات بزيادة 5% في عام 2016، وهي واحدة من أصعب الأعوام التي مرت على صناعة السنوات السويسرية منذ عقود، مقارنة بعام 2015. واعترف جان كلود أنه مرشح غير متوقع لإعادة ربط الصناعة بالشباب، ويقول: «إن ثقافة الشباب في هذه الأيام تحيره في بعض الأحيان». ويقول: «كيف يمكنني فهم جيل الألفية؟ هذا مستحيل. عمري 68 عاماً. لا أستطيع أن أفهم هذا الجيل، لكن يمكنني التعلم». ويتبنى جان كلود إستراتيجية تستهدف المستهلكين المحتملين من الشباب، حتى على حساب التقاليد التي طالما حبيت الساعات السويسرية بها، والتي تم توارثها عبر الأجيال.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©