أبوظبي (الاتحاد) - أعلنت الشركة الوطنية للتبريد المركزي “تبريد”، في بيان صحفي أمس، أنها دخلت في اتفاقية تعاون مع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، بهدف دعم البحث والتطوير الرامي لتعزيز الأداء التشغيلي وتقليل استهلاك الطاقة في محطات تبريد المناطق التابعة للشركة.
وتهدف المرحلة الأولى من المشروع البحثي إلى تطوير آلية ذكية قادرة على الإدارة والتحكم أوتوماتيكياً وبشكل مستقل بالمعدات والتجهيزات في محطات تبريد المناطق، لتحسين أدائها التشغيلي، وتقليل الاعتماد على التدخل البشري.
ووفقاً للبيان الصحفي، تقضي الاتفاقية بتضافر الجهود بين “تبريد” و”معهد مصدر” بهدف استحداث برنامج حاسوب يمكن دمجه بنظام التحكم المعتمد في محطات التبريد لقياس جميع المتغيرات الخارجية التي تؤثر على معدلات الكفاءة التشغيلية في المحطة، كتزويد المياه المبردة وتدفق المياه العائدة والحرارة الخارجية ومعدلات الرطوبة.
وبناءً على هذه المعطيات، سيقوم النظام وبشكل آلي بتحديد عمل المعدات الرئيسية، مثل مبرّدات ومضخات المياه وأبراج التبريد، لتلبية متطلبات التبريد لدى العملاء بأكثر الطرق كفاءة من حيث استهلاك الطاقة وتخفيض التكلفة.
ووقع الاختيار على إحدى محطات “تبريد” في مدينة محمد بن زايد بأبوظبي لتنفيذ مشروع البحث العلمي الذي يتوقع أن يكتمل في غضون عام، وفي حال التوصل إلى آلية ناجحة سيتم تسجيل براءة اختراع باسم كل من “معهد مصدر” و”تبريد”.
وقال جاسم ثابت، الرئيس التنفيذي لـ “تبريد” في البيان الصحفي “رغم أننا في مرحلة جمع البيانات، إلا أن هذا النظام سيوفر لنا معطيات مثيـرة للاهتمـام قد تؤدي إلى توفير كبير في استهلاك الطاقة مستقبلا”.
من جهته، أشار الدكتور فريد موفنزاده، رئيس “معهد مصدر”، إلى الأهداف التي يسعى المعهد لتحقيقها من خلال المبادرات البحثية، التي تتلخص بالارتقاء بمنافع العمليات التشغيلية لدى الشركات وتقليل الانبعاثات الكربونية التي تحدثها تلك العمليات.
وقال موفنزاده “يجري حالياً مركز الأبحاث التكنولوجية في معهد مصدر 12 مشروعاً بحثياً في مجالات الطلب على الطاقة والأبنية الذكية، ستة مشاريع منها تحظى بدعم جهاز الشؤون التنفيذية في أبوظبي، وتهدف لتحسين كفاءة أجهزة التبريد وقياس مدى تأثير الإجراءات المتبعة في تقليل استهلاك الطاقة”.
وأكّد موفنزاده أن المشروع المشترك مع “تبريد” يعكس إمكانات وخبرات “معهد مصدر” وقدرته على تعزيز تقنيات الاستدامة لدى الشركات العاملة في الإمارات.
وأضاف “بفضل دعم القيادة الرشيدة نسعى لتعزيز مفهوم الاستدامة في المشاريع التي نعمل عليها في أبوظبي ودولة الإمارات”.
تجري هذه المشاريع تحت إشراف الدكتور بيتر أرمسترونج الأستاذ المساعد في برنامج الهندسة الميكانيكية، والدكتور أفشين أفشاري الأستاذ الممارس في برنامج هندسة وإدارة النظم.
وأوضح آرمسترونج أنه يعتزم مع فريق العمل دراسة ورصد إحدى محطات “تبريد” النموذجية، بهدف التوصل إلى طرق فعالة من حيث التكلفة تساعد على تخفيض استهلاك الطاقة خلال فترات الذروة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وأضاف “نعمل على مراقبة سرعة وحركة المحركات والضواغط ونظام التحكم المعتمد لضبط أداء الضواغط والمضخات وأبراج التبريد، وفي المرحلة الثانية سندرس تخزين البرودة وأنظمة التحكم الخاصة بنقل أحمال التبريد إلى الفترة الصباحية، حيث تساعد درجات الحرارة المنخفضة في تحقيق معدلات كفاءة أعلى”. يشار إلى أن وحدات التكييف التقليدية تستهلك حوالي 40 إلى 50% من إجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة في أبوظبي، وقد يصل هذا المعدل إلى 70% في أيام الصيف الحارة.
بالمقابل، تحقق أنظمة تبريد المناطق المصممة بشكل جيد وفورات بالطاقة مقارنة بطرق التكييف التقليدية، الأمر الذي يسهم بتقليل التكلفة والضرر على البيئة من خلال تخفيض الانبعاثات الكربونية.
وقال ثابت “سنعمل مع معهد مصدر للخروج بحلول مبتكرة وعملية لأحد أهم التحديات التي تواجه المنطقة”.
عدد اليوم
