الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

رجب .. شهر الذكريات الخالدة

رجب .. شهر الذكريات الخالدة
14 ابريل 2017 00:28
الحمد لله، له أسلمت، وبه آمنت، وعليه توكلت، والصلاة والسلام على سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد، ، ، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (سورة التوبة الآية (36). جاء في كتاب صفوة التفاسير للصابوني في تفسير الآية السابقة: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً} أي إن عدد الشهور المعتد بها عند الله في شرعه وحكمه هي اثنا عشر شهراً على منازل القمر، فالمعتبر به الشهور القمرية إذ عليها يدور فلك الأحكام الشرعية {فِي كِتَابِ اللّهِ} أي في اللوح المحفوظ {يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ } . فلشهر رجب في التاريخ شأن عظيم وهو من الشهور الحرم، فقد أخرج الإمام البخاري عَنْ أَبِي ?بَكْرَةَ- ?رَضِيَ ?اللَّهُ ?عَنْهُ- عَنْ ?النَّبِيِّ - ?صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ- ?قَالَ? : (إنَّ الزَّمَانُ ?قَدِ ?اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ ?يَوْمَ ?خَلَقَ ?اللَّهُ ?السَّمَوَاتِ ?وَالأَرْضَ، ?السَّنَةُ ?اثْنَا ?عَشَرَ ?شَهْراً ?مِنْهَا ?أَرْبَعَةٌ ?حُرُمٌ?، ?ثَلاثَةٌ ?مُتَوَالِيَاتٌ ?ذُو ?الْقَعْدَةِ ?وَذُو ?الْحِجَّةِ ?وَالْمُحَرَّمُ ?وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي ?بَيْنَ ?جُمَادَى ?وَشَعْبَانَ) (?أخرجه البخاري)?. ?  وأفضل ما يتحلى به المسلم في شهر رجب وغيره من الأشهر الحرم: ترك الظلم لنفسه بارتكاب المعاصي، وتجنب ظلمه لخلق الله وإعراضه عن أوامر الله تعالى، فذلك من أقبح الظلم، ولذا قال الله سبحانه وتعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} (سورة السجدة الآية (22)، وظلم الخلق: أكل أموالهم والاعتداء عليهم باليد واللسان كما جاء في الحديث: (...والْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ) (أخرجه البخاري). شهر رجب... والذكريات الخالدة شهر رجب من الشهور الحافلة بالذكريات الإسلامية الخالدة، ومن هذه الذكريات: * الهجرة الأولى إلى الحبشة: لمّا رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما يُصيب أصحابه من البلاء، قال لهم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإنّ بها ملكاً لا يُظلَم عنده أحد، وهي أرضُ صِدق، حتى يجعل الله لكم فرجاً مِمَّا أنتم فيه، فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى أرض الحبشة مخافَةَ الفتنة، وفراراً إلى الله بدينهم، فكانت أوّل هجرة كانت في الإسلام، وكان مخرجهم في شهر رجب من السنة الخامسة للبعثة. وكان أول من خرج من المسلمين عثمان بن عفان معه امرأته رقية بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ... بالإضافة إلى عدد من الصحابة الكرام- رضي الله عنهم أجمعين-، فكان هؤلاء العشرة أول من خرج من المسلمين إلى أرض الحبشة، قال ابن هشام: وكان عليهم عثمان بن مظعون، ثم خرج جعفر بن أبي طالب- رضي الله عنه-، وتتابع المسلمون حتى اجتمعوا بأرض الحبشة، فكانوا بها، منهم من خرج بأهله معه ومنهم من خرج بنفسه لا أهل له معه، فكان جميع من لحق بأرض الحبشة وهاجر إليها من المسلمين سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم معهم صغاراً أو وُلدوا بها، ثلاثة وثمانين رجلاً (تهذيب سيرة ابن هشام لعبد السلام هارون ص 60). * غزوة تبوك: ذكرت كتب السيرة أنها كانت في شهر رجب سنة تسع للهجرة، وتسمى هذه الغزوة بغزوة العسرة للضيق الذي كان به المسلمون وشدة الحر، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَلَّما يخرج في غزوة إلا كَنَى عنها، وورَّى بغيرها، إلا ما كان من غزوة تبوك فإنه بينها للناس، لبعد الشُّقة وشدة الزمان وكثرة العدو، وقد ظهر المنافقون في هذه الغزوة فاعتذروا عن عدم الذهاب، بينما جاء البكاؤون إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم- وطلبوا منه أن يحملهم حتى يجاهدوا إلا أنه لم يجدْ ما يحملهم عليه فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع، ولما انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك أتاه صاحب أيْلة، فصالحه وأعطاه الجزية، وأتاه أهل جَرْبا وأذْرَح، فأعطوه الجزية. * فتح صلاح الدين الأيوبي للقدس: لقد هيأ الله سبحانه وتعالى الأسباب للقائد/‏‏ صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله - لفتح مدينة القدس وتحريرها من الإفرنج الصليبيين، وكان ذلك في يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر رجب لسنة 583ه. * الإسراء والمعرج: وفي شهر رجب من كل عام يتذكر المسلمون ذكرى من أعز الذكريات، إنها ذكرى الإسراء والمعراج، وقد تحققت هذه المعجزة في شهر رجب قبل الهجرة النبوية الشريفة، فحادثة الإسراء من المعجزات والمعجزات جزء من العقيدة الإسلامية، لذلك فإن ارتباط المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالأقصى والقدس هو ارتباط عقدي، وليس ارتباطاً انفعالياً عابراً ولا موسمياً مؤقتاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©