السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلال محمود: الفخامة لا ترتبط بالبذخ أو المبالغة

جلال محمود: الفخامة لا ترتبط بالبذخ أو المبالغة
11 يناير 2010 22:09
عالم الهندسة الداخليّة فسيح وشاسع، فهو يشمل البيوت والفيلات والقصور والفنادق والمنتجعات وسواها. ولكلّ مكان هندسته الداخليّة الخاصّة التي يعتمدها المهندس وفريقه لتشكيل أفكار مجسّدة على أرض الواقع، تلائم البيئة والمناخ والطابع الفنّي للمسكن. من الأسماء اللامعة عربياً في مجال الهندسة الداخلية الراقية، يطلّ المهندس جلال محمود بأفكار وابتكارات تجدر الإضاءة عليها، كي يستقي منها القرّاء لمحة عن اتجاهات الديكورات وخطوطها في هذه الفترة. نضيء في هذا الموضوع على الديكورات الداخليّة التي تميّز الفيلات الفاخرة، والمنتجعات البحريّة المميّزة، والمطاعم التي تحمل أفكاراً خارجة عن المألوف. فهذه الأماكن تدخل في خانة الرفاهيّات المترفة والتي يحتاج إليها الإنسان في حياته اليوميّة كعنصر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه. يرى المهندس جلال محمود، صاحب الدراسة والخبرة الطويلة في الإبداع الهندسي، أنّ الديكورات الداخلية للفيلات تحمل طابعاً شخصياً جداً يشبه متطلّبات أهل الدار وأذواقهم الخاصّة، إضافة إلى موقع الفيلا، سواء أكانت في بلد عربي أو أوروبي، أو إذا كانت في مدينة ساحلية أو على هضبة جبليّة، أو ربما في وسط مدينة داخليّة مزدحمة. من الضروري جداً، برأي محدّثنا، أن تحمل كلّ فيلا هويّة خاصّة بها تميّزها عن سواها. “من السيّئ جداً، يقول، أن تكون الفيللا بلا هويّة هندسيّة ثابتة. يجب أن يشعر الزائر ومن يقطن المكان بأنّ الفيلا تقول شيئاً تعبّر به عن نفسها. وهذا الشيء ينبغي ألا يكون بحسب ذوق المهندس، وإنّما وفقاً لذوق المالك الذي يحلو له استقبال ضيوفه كي يقرأوا من خلال الأثاث والألوان والديكورات ما تحمله شخصيّته”. مفهوم الفخامة قد يظنّ معظم الناس أنّ الفخامة هي التي تصنع جماليّة الأماكن. فينكبّون على ابتياع التحف النادرة واللوحات الثمينة والإكسسوارات البيتيّة التي تضفي الثراء على الزوايا. ولكن المهندس جمال محمود يرى عكس ذلك تماماً؛ لأنّه يصف مفهوم الفخامة بشكل مختلف.. “الفخامة لا تكون بغلاء الأثاث المعتمد في هندسة الغرف والصالونات، بل بجودة نوعيّته، ومدى تناسقه مع بعضه بعضاً لخلق أجواء تتحدّث عن نفسها”، ويتابع: “لا يهمّ إذا كانت التحف نادرة ومكلفة؛ لأنّ الأهمّ أن تكون متطابقة مع هويّة المكان، ولا يجوز الخلط ما بين العصري والكلاسيكي بطريقة عشوائيّة. مهندس الديكور فنان بالخبرة والدراسة والذوق، ويعرف بالتالي كيف يمزج العناصر بذكاء ومن دون أن تكون نافرة للعين أو معجّقة”. ولأنّ المهندس جلال محمود جال في دول العالم، حيث كانت له محطّات كثيرة لهندسة المنتجعات والفيلات والمتاجر الكبرى والفنادق البحريّة، فهو يشرح لنا ميول الديكورات الحاليّة، والتي تميّز أسلوبه في الشركة. ويقول: “أرسم الخرائط بيدي، وينفّذها فريق العمل. وفي كلّ خريطة أضع جزءاً من روحّي ومفاهيمي الهندسيّة. فأشعر بأنّ المشروع هو أحد أبنائي”. ويتابع: “حبّ الأسفار يسري في دمي منذ الصغر. وهذه نقطة أساسيّة لدى مهندس الديكور الموهوب. فالاطلاع بالعين المجرّدة على ما يصمّمه المهندسون في بلدان العالم يغني مخيّلتنا ويشحننا بأفكار جديدة. فما من فندق فخم يبصر النور في أي ّبلد إلا وأزوره شخصيّاً للاطلاع على مستوى تصميمه، ممّا يسمح لي بالمقارنة بين أعمالي والمشاريع التي تُصمّم في العالم”. ويحدّثنا عن الفنادق وديكوراتها الداخليّة، فيقول: “ما يجعل الفندق مريحاً وجميلاً بهندسته هو نوعيّته ومدى مطابقته للموقع الجغرافي وحجمه، والسلسلة التي ينتمي إليها، أكان مخصّصاً لرجال الأعمال في المدينة، أو للعائلات والعطلات، أو للراحة والاستجمام في الجبل أو على الشاطئ، أو كان فندقاً للعرسان”. ويضيف من خلال خبرته أنّ أهميّة الفندق تكمن في قدرته على الإبحار في الزمن من دون أن يصبح قديماً بعد 10 سنين؛ لذا ترتكز مقدرة المهندس على تصميم ديكورات داخليّة للفنادق ترتكز على البساطة الأنيقة بالدرجة الأولى، فهي وحدها التي تدوم طويلاً، كما يؤكّد جلال محمود. الذي يثني على فندق فينيسيا في بيروت، وموفمبيك وفاندوم، كذلك فندق ألبيرجو، الصغير والذي يُدرج في خانة الفنادق-البوتيك. وفي الإمارات، يقول إنّه معجب بديكورات فندق بيتش روتانا في أبوطبي، وبفندق ذي أدريس في دبي، وهو يفضّلهما على فندق برج العرب الذي يعتبره معجّقاً وفخماً زيادة عن اللزوم. لائحة طويلة تزخر بإبداع جلال محمود، هذا الرجل الذي يسكنه شغف الهندسة الداخلية. فاستحقّ مراراً ثناء من زبائن ينتمون إلى جنسيّات عربيّة وأجنبيّة مختلفة، ممّا جعل أفكاره تحلّق في الأقطار كافة، فأدهشت، وأوصلته إلى العالميّة في هذا الحقل. يشدّد جلال محمود على الطابع الهندسي المريح من الداخل، أكان في الفيلا أو القصر أو المنتجع أو الفندق. وهو يميل دائماً إلى الأماكن المفتوحة على بعضها البعض، والفسيحة. وفلسفته تقوم على مبدأ “الرفاهية في المساحة دائماً”. ويركز باستمرار على أن تكون كل المواد من الباب الأوّل، بدءاً من الفكرة المبتكرة، والخريطة الواضحة، مروراً بالمواد المستعملة، وصولاً إلى أصغر الديكورات والزخارف في الداخل. وفي الختام، يعطي المهندس محمود نصيحة إلى كلّ من يرغب بهندسة مسكنه أو فندقه أو متجره بأن يصرّ على المهندس ليصمّم له فكرة وخريطة لن تتكرّر في أعمال أخرى، كي يكون بيت الزبون لا يشبه سواه إطلاقاً
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©