الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

النسائي.. صاحب السنن الكبرى والصغرى

13 ابريل 2017 22:43
أحمد مراد (القاهرة) هو أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي، ولد في مدينة «بنسا» - في تركمانستان حالياً - سنة 215 هجرية، وكان منذ صغره شغوفاً بالتحصيل العلمي، وفي سبيل ذلك رحل إلى العديد من البلاد منها الحجاز، العراق، الشام، وأخيراً استقر في مصر. وخلال هذه الجولات والرحلات تتلمذ النسائي على أيدي العديد من كبار علماء وشيوخ وأئمة عصره أمثال إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، وقتيبة البغلاني المحدث، والإمام علي بن حجر، والإمام البخاري، والإمام مسلم، والإمام الترمذي، وأبو داود، وأبي كريب، وسويد بن نصر، ومحمد بن النضر المروزي، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن بشار، وغيرهم. اشتهر الإمام النسائي بالورع والتقوى وتعلقه بالجهاد، وعن اجتهاده في العبادة، قال أبو الحسين محمد بن مظفر: سمعت مشايخنا بمصر يعترفون له بالتقدم والإمامة، ويصفون اجتهاده في العبادة بالليل والنهار، ومواظبته على الحج والجهاد. عرف الإمام النسائي بتأليف كتابين من الكتب التي جمعت الحديث النبوي الشريف، وهما «السنن الكبرى»، و«السنن الصغرى» وسماه «المجتبى»، حيث ألف الإمام النسائي في البداية كتاب «السنن الكبرى» وضمنه الصحيح وغيره من الأحاديث، ثم اختصره في كتاب «السنن الصغرى»، وجمع فيه الصحيح عنده، وقال الإمام أبو عبدالله بن رشيد: كتاب النسائي أبدع الكتب المصنفة في السنن وأحسنها. وفي كتاب «السنن الكبرى» جمع النسائي 10770 حديثاً، أما «السنن الصغرى» فبلغ عدد الأحاديث فيه 5774 حديثاً. واهتم العديد من العلماء والباحثين بكتاب «سنن النسائي»، وقاموا بشرح ألفاظه وتخريج أحاديثه ودراسة منهجه في جمع ونقد الأحاديث، ومنهم الإمام السيوطي، والسندي، وغيرهما. يقول السيوطي في مقدمة شرحه: كتاب السنن أقل الكتب بعد الصحيحين حديثاً ضعيفاً، ورجلاً مجروحاً، وقد اشتهر النسائي بشدة تحريه في الحديث والرجال، وأن شرطه في التوثيق شديد، وقد سار في كتابه «السنن الصغرى» على طريقة دقيقة تجمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتب الأحاديث على الأبواب، ووضع لها عناوين تبلغ أحياناً منزلة بعيدة من الدقة، وجمع أسانيد الحديث الواحد في موطن واحد. وقال الإمام الذهبي عن النسائي: هو أحفظ من الإمام مسلم، وقال أبو الحسن الدارقطني: أبو عبدالرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره. وترك الإمام النسائي مجموعة قيمة من الكتب والمصنفات، منها: فضائل الصحابة، كتاب المناسك، الضعفاء والمتروكين، عشرة النساء، المنتقى من عمل اليوم والليلة، فضائل القرآن، كتاب الأغراب، كتاب العلم، كتاب النعوت والأسماء والصفات، الإمامة والجماعة، كتاب الجمعة كتاب الوفاة «وفاة النبي صلى الله عليه وسلم». وبعد رحلة طويلة من العطاء والسعي في سبيل خدمة دعوة الإسلام وسنة وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم، توفي الإمام النسائي في مكة المكرمة سنة 303 هجرية، وقيل توفي في فلسطين سنة 302 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©