معلبات ضاحكة!

لأنه لم يعد في الحياة ما يثير الضحك أو يبعث على البهجة، فليس أمامنا سوى البحث عن وسائل اصطناعية أو مصطنعة ''تدغدغنا''، وتطلق ضحكاتنا، ليس أمامنا سوى البحث عن بهجة افتراضية أو فرحة مفتعلة مادمنا نبحث عن وسيلة تقينا شر وجع القلوب ومتاعب شرايينها ومشاكل أزماتها· الأطباء ينصحون بالضحك، العلماء يضعون القهقهة على رأس وصفة الوقاية من أمراض العصر وفي مقدمتها أمراض القلب، ولأن الضحك الطبيعي غير المختلط بالمواد الحافظة ومكسبات الطعم واللون والنكهة، أصبح عزيز المنال نادرا، فقد اتجه العلماء إلى البحث عن المضحكات المحفوظة أو مثيرات الضحك المصنوعة، وليس أفضل لهذا الغرض من الأفلام الكوميدية، فأخضعوها للتجارب المعملية والبحوث المختبرية ليكشفوا لنا تأثيرها على شرايين القلب· فقد أكدت دراسة أجريت مؤخرا في الولايات المتحدة، أن الضحك، حتى ولو كان بسبب مشاهدة فيلم كوميدي، يدعم الطريقة التي تؤدي بها الأوعية الدموية وظائفها· الباحثون من كلية الطب بجامعة ماريلاند في بالتيمور، قارنوا ـ قبل الوصول إلى هذه النتيجة ـ بين آثار مشاهدة أفلام الكوميديا وأفلام الإثارة، وانتهوا إلى أن التوتر الناتج عن مشاهدة فيلم إثارة أو رعب يؤدي إلى إبطاء سرعة تدفق الدم في الأوعية الدموية بنسبة 35 بالمائة، وأن الضحك زاد تدفق الدم بنسبة 22 بالمائة· الباحثون فسروا ذلك بأن الضحك يحدث تمددا في الغشاء الرقيق المبطن للأوعية الدموية وهو ما يزيد من تدفق الدم في هذه الأوعية·· والمعروف أن هذا الغشاء المبطن للأوعية الدموية له تأثير قوي على تنظيم تدفق الدم فيها، كما يؤثر في تخثر وتجلط الدم، ويفرز مواد كيميائية استجابة للجروح والعدوى أو تهيج هذه الأوعية الدموية· ولكن·· كيف يصل تأثير الضحك إلى الغشاء المبطن للأوعية الدموية وما علاقة ذلك بتصلب الشرايين وأزمات القلب؟·· للحديث بقية بإذن الله· أبو أمنية alhefnawi@yahoo.com