مهرجان الألوان في مملكة الفراشات

كان اللقاء مع حامي الغابة وملك الفراشات الرجل الخمسيني ذي الجسد النحيل ''روز النور أحمد'' من دون ميعاد· حدث ذلك صدفة في حديقة الفراشات في جزيرة سنتوسا بسنغافورة، وما هي إلا بضع جُمل تبادلناها معه حتى فاجأنا بعد اسمه المميز بأنه عرف اليمن وعشق عسلها الشهي، وزار دول الخليج العربية وتحديداً سلطنة عمان ودولة الإمارات، حيث كانت آخر زيارة له في يونيو 2007م، ونزل وقتها في رحاب مدينة الجميرا لمدة شهر واحد في بعثة استكشافية سنغافورية مهمتها جمع عينات من حشرات صحراء الإمارات لصالح المتحف في سنغافورة، وقد قام بالفعل بجمع عينات من الزواحف بشكل خاص· يقول ''روز النور'': أكثر ما أسرني في صحراء دبي هو العقارب التي أنام معها، وقد تلقيت خلال عملي أكثر من 3000 لدغة ولا أزال على قيد الحياة، بل إنني أعمد دائماً لتناول جرعة من سمومها بانتظام حتى أكتسب المناعة ضد سمومها''!· ويؤكد ''روز النور''- الذي يعمل حامياً لغابات سنغافورة- أنه ورث هذه المهنة عن والده منذ نعومة أظافره، وتفرغ لها تماماً منذ عشرين عاماً· وفيما نواصل الحديث معه، يأخذنا في جولة رائعة بحديقة ومتحف الفراشات التي تعتبر زيارتها، تجربة مفعمة بالجمال، أما مملكة الحشرات فتحبس الأنفاس وتبهر الأبصار بمهرجان الألوان الصاخب وآلاف الأجنحة الصغيرة المرفرفة في البيئة الطبيعية لهذه المخلوقات الرقيقة· في هذه الحديقة-المتحف يتعرف الزائر بنفسه على ملوك عالم الحشرات (الخنافس وحيدة القرن، والعناكب والعقارب العملاقة)، في كهف طوله 70 متراً هو الأول من نوعه في العالم، كما يمكنه التوغل في ظلام الكهف والإحساس بالمغامرة بلا مرشد سوى ضوء اليراقات المتوهجة، ولتجربة أكثر عمقاً وتفاعلاً، يمكنه تعلم كيفية التعامل مع الفراشات والعقارب والخنافس والحشرات الأخرى أثناء عرضها من قبل المرشدين في المتحف، أو تجريب التقاط الحشرات العصوية أثناء سفاري الحشرات· نشاهد النماذج تلو النماذج من الفراشات فتخلب الدهشة ألبابنا، خاصة أن أجنحة الفراشة تتميز بتناظر واضح وبدون قصور، فهذه الأجنحة الشفافة بأشكالها ونقاطها والألوان التي تجملها، خلقها الله كلوحة مرسومة، فجناح الفراشة يشبه الواحد الآخر تماماً في أدق رسوماته وانتظام نقاطه وألوانه، فلا يوجد اختلاط في ألوانها التي تتكون من أقراص صغيرة جداً مرتبة واحداً بجانب الآخر· ولا يزيد عمر بعض أنواع الفراش على أسبوع وقد يمتد إلى 18 شهراً، وهو يتغذى على رحيق الأزهار وحبوب اللقاح، ومن الفراش ما يهاجر إلى مناطق دافئة قد تبلغ 3000 كيلومتر، وقد يموت البالغ منها قبل العودة إلى موطنه في الربيع مثل فراشة الملكة التي تهاجر من كندا إلى المكسيك· الطريق إلى الحديقة مواعيد زيارة الحديقة من 9 صباحاً إلى 30:6 مساء· رسم الدخول للبالغين 10 دولارات، وللأطفال من سن 3 إلى 12 سنة 6 دولارات سنغافورية· الزمن التقديري للجولة ساعة ونصف· للوصول إلى الحديقة يمكن للسائح أن يستقل حافلة ''سنتوسا'' من تقاطع ''شيه إم'' بجوار محطة قطارات ''هاربورفرونت'' مباشرة، ثم ركوب حافلة ''بلو لاين'' أو بدلاً من ذلك استخدام قطار ''سنتوسا'' السريع من الدور الثالث في مركز التسوق ''فيفو سيتي'' والنزول في محطة ''إمبياه''·