الاختيار الصعب

المشكلة: بعد تخرجي قبلت تعييني كمعلمة في قرية قريبة، لأن ظروف الأسرة كانت تحتاج أن أعمل وأن أساعدها· وبعد عامين انتقلت إلى قرية أقرب إلى مدينتي، وتزوجت من شاب مناسب ومقتدر، ومن ثم انتقلت قريباً من مسكني منذ بداية هذا العام· لم يتبرم زوجي من عملي في بداية الأمر، إلا أن مشاكلي كثرت معه خلال السنة الأخيرة بسبب العمل، فأنا أحب عملي، والوظيفة كنز لا يفنى برغم الصعاب، لكن زوجي يصر، على تركي العمل والتفرغ لرعاية الطفل وشؤون البيت، علماً بأنه ميسور الحال ولدينا طفل عمره سنتان، فماذا أفعل؟! ف· س· س / أبوظبي الحل لابد للمرأة كي تعمل خارج المنزل أن تتفاهم مع زوجها وتحصل على موافقته ورضاه عن عملها، لأن من حقه الشعور بالسكينة التي يؤمنها وجود الزوجة في البيت، ومما يزيد الأمر أهمية أن يكون لديها أطفال، لذلك يجب أن تتفقي مع زوجك على الوضع الأنسب لحياتكما، وكان من الأفضل أن تتفاهما حول هذه النقطة، فإذا كانت الحالة المادية لا تستدعي خروجك الى العمل، يمكن مناقشة الأمر بهدوء، ودون شروط مسبقة· حاول أن تشرحي لزوجك ما يعنيه لك العمل، وأن رغبتك في الاستمرار في العمل نوع من إثبات الذات وحاجة اجتماعية ونفسية وليست مادية، وإن تعذر ذلك، وكانت الضرورة الأسرية وحاجة طفلك تستدعيان ذلك، فلا حرج من الاستمتاع بإجازة طويلة في هذه المرحلة، فمما لاشك فيه أن الأولوية الآن لبيتك وطفلك· صحيح أنك أمام اختيار صعب، لكن العاقل يزن أموره حسب الفائدة· المهم، أن تتعاملي مع المشكلة بدبلوماسية ولباقة وصبر وموضوعية كي لا تخسري بيتك وزوجك· ونتمنى لك التوفيق·