الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكابوس

الكابوس
18 مايو 2008 01:56
في أحد الأيام، كانت سيدتي مستلقية كعادتها أمام التلفاز وهي تتابع مسلسلاً تلفزيونياً، بعد أن تناولت العشاء هي وولدها الصغير، وكنت قد بدأت بتنظيف المطبخ استعداداً لإنهاء العمل والخلود إلى الراحة والنوم في غرفتي، ويبدو أن سيدتي سمعت أصواتاً غريبة، ونادتني فأسرعت إليها، سألتني: هل تسمعين تلك الأصوات؟ كتمت أنفاسي قليلاً ثم قلت: فعلاً، هناك أصوات غريبة كأنها ارتطام أشياء بالنافذة· تشجّعت وقمت بإزاحة الستائر عن النافذة، فلم أجد شيئاً، قامت سيدتي بفتح النافذة، فدخل الهواء الحار الرطب، ولكن لم يكن هناك أي شيء يوحي بمصدر الصوت، فأعادت إغلاق النافذة، وأعادت الستائر كما كانت، ثم اتصلت بزوجها، وكان مسافراً في رحلة عمل في إحدى دول الخليج، أخبرته بوجود أصوات غريبة، فنصحها بإحكام إغلاق الأبواب والنوافذ، وأن تأخذ الولد إلى غرفتها، ثم تغلق عليهما بالمفتاح ولا تخرج من الغرفة إلا في النهار· فعلت سيدتي كل ما طلبه زوجها منها، ولم تفكر بي طبعاً، فأسرعت إلى غرفتي وقررت أن أقفلها بالمفتاح، ولكني تذكرت أنه ليس لباب غرفتي مفاتيح، فاضطررت لوضع الدولاب وراء الباب ونمت نوماً قلقاً وأنا أشعر بالخوف· مرت الليلة ولم يحدث أي شيء، وقد نسينا الأمر وكأنه لم يحدث، ولكن عندما جاءت الليلة الثانية، عادت الأصوات من جديد، فأسرعت سيدتي بالاتصال بأخيها، فجاء مسرعاً وقام باللف والدوران حول البيت دون أن يصل إلى نتيجة، فلا يوجد أحد، ولا شيء يوحي بآثار لصوص، وقد اختفى الصوت تماماً· في صباح اليوم التالي، كنت أنظف حوش المنزل، فاكتشفت وجود كمية من المسامير تحت النوافذ، تعجبت لوجودها وأسرعت لإخبار سيدتي، فارتعبت ولم تدر ما تفعل، ثم أمرتني بتنظيف المكان جيداً وإعادة المراقبة من جديد· في الليلة الثالثة سمعنا الأصوات نفسها، فشعرنا بالخوف والتوتر، جاء شقيق سيدتي ودار حول البيت دون أن يعثر على شيء، فتوسلت إليه سيدتي للمبيت عندنا، ففعل ما أرادت وبقي حتى الصباح، ولكن الأصوات كانت تختفي بمجرد مجيئه· في الصباح، خرجت إلى الحوش للتأكد من عدم وجود المسامير، ولكني فوجئت بمزيد منها تحت النوافذ، أسرعت لإخبار سيدتي فارتجفت من الخوف، لابد من وجود شيء غريب في هذا البيت، اتصلت بأمها وشرحت لها ما يحدث في البيت، ففسرت الأم هذا الأمر بأنه ربما يكون عملاً شيطانياً يراد به خراب البيت· ثم جاءت هي وزوجها مساء وقد أحضرا معهما أحد المشايخ لقراءة القرآن الكريم في البيت، على الرغم من تأكيد الشيخ بأنه لا يوجد شيء، إلا أننا ذهبنا إلى منزل أهل سيدتي وبقينا عندهم حتى عودة سيدي من سفره· وقد تركنا البيت يومين وعندما عدنا وجدنا المزيد من المسامير منتشرة أسفل النوافذ، فاستغربنا لكل ما يحدث، وقد فسره سيدي بأن هذا الشيء ربما يكون من أعمال الحاسدين والحاقدين الذين يبطنون الشر لهذه العائلة· في اليوم التالي من حضور سيدي، عاد العمال الذين كانوا يعملون لتركيب المطبخ الخشبي الجديد، وقد أوقف العمل بسبب سفر سيدي· قمت بإحضار الطعام والشاي للعمال، فشعرت بأن واحداً منهم كان يلاحقني بنظراته، وما أن خرجت من المطبخ حتى تبعني، فتباطأت قليلاً حتى استمع لما يريد، أخبرني أنه معجب بي، وأخبرني أنه عندما علم بسفر سيدي، كان يفكر باللقاء بي، فأخذ برمي بعض المسامير على شبابيك المنزل كي يدخل الخوف إلى قلب سيدتي فتدخل غرفتها وتغلق على نفسها الباب فيتاح لي اللقاء معه، استغربت لطريقة تفكيره فهو لم يخبرني أساساً بهذه الفكرة فكيف يتوقع مني أن أفهمها، أخبرته بأن ما فعله قد حول الأمر كله إلى كابوس مخيف عشناه لأيام متتالية، كما أخبرته بأنني غير مستعدة لتكوين علاقة معه؛ لأن أفكاره مخيفة وأنا لست على استعداد للوقوع في المشكلات·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©