الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثرثرة صامتة على الورق

1 يوليو 2009 21:21
جلست أمام شاشة الكمبيوتر أكثر من أربع ساعات اكتب وامسح ما كتبت، وأحاول أن أعصر أفكاري، لعلها تتمخض عن شيء جديد، ولكن دون جدوى، فالتجأت للقلم والورقة علهما يمنحاني شعوراً أكثر بالدفء من أزرار الحاسوب الباردة، ولكن مع الأسف لم أجد ما أريد ان اكتبه. احترت وحيرت نفسي، فأخذت أبحث حول اللا شيء الذي ابحث عنه، وأرسم مع حيرتي دوائر ودوائر تزيدني دواراً، وكأنني أبحث عني، فأين أنا من الحياة، وماذا يعني وجودي، تخطيت الثلاثين عاماً ولا زلت اشعر اني لم أغدو ما أريد، فهل عليّ أن أعيش ثلاثين عاماً أخرى لاعرف؟، إنه السؤال الذي لا أجد إجابة عليه. في لحظات كثيرة تستوقفنا الحياة فنضحك على أنفسنا، لنفهم ان عمرنا الذي نقضيه هو كمحطات القطار وسيأتي يوم ننزل فيه ولن نعود ثانيةً، فالآمال وحدها تخدرنا وتخدعنا بأن الغد هو لنا، وأن الاجمل سيأتي بعده، لنفاجأ بأن العمر قد مضى، ولا زلنا في الانتظار. بعد مشقةٍ وتعب عرفت أنه ليس هناك أجمل من حديث النفس للنفس، وليس أروع من «فضفضة» على الورق، وكأنك بكتابتك تلك جلست الى طبيب نفسي تحدثه فلا يقاطعك، وتبكي فلا يوقفك، وتصرخ وتصيح بأعلى صوتك، ولكن صوتك لا يزعج أحداً، إنها تلك الثرثرة الصامتة على الورق، والبكاء الذي لا يسمعه سواك. الضحك هو أصعب ما في الحياة، وأرخص ما فيها أيضا، رغم انه سلاح الضعيف، في مواجهة الصعاب، فكثيراً ما نضحك على أنفسنا، ونمنيها بالأوهام، نخدرها بالأحلام، كي نستمر في المضي قدماً، فنجعل من مصائبنا حكماً لتنسينا، ومن دموعنا أشعاراً لتلهينا، ومن همومنا نوادر لتسلينا. اذن فلنضحك ما دام الضحك لا زال مجانياً.. في زمنٍ غدا كل ما فيه يتكلم لغةٍ واحدة، هي لغة الأرقام. سميحة حسين محمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©