الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السفير الليبي: توترات «الأمة» تدفع العقلاء للتحرك

السفير الليبي: توترات «الأمة» تدفع العقلاء للتحرك
11 مارس 2014 01:39
أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) - أكد الدكتور عارف علي النايض السفير الليبي لدى الدولة، أن الإمارات في قلوب المسلمين في أرجاء العالم، وتحظى بثقتهم، وظهر ذلك جلياً في توافد كبار علماء ومشايخ ومفكري الأمة على منتدى «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، الذين جاؤوا من شتى بقاع الأرض من الشرق والغرب لبحث الوضع المتأزم للأمة الذي تعيشه من اقتتال، وعنف يتزايد ويتصاعد، وفي محاولة لتطبيق خطوات على أرض الواقع للبحث عن حلول وتعاون مؤسسي دائم بين علماء المسلمين لإفشاء السلام، الذي هو جوهر الإسلام. وقال الدكتور النايض لـ «الاتحاد» على هامش المنتدى: «إن الإسلام دين السلام والنبي صلى الله عليه وسلم هو نبي الرحمة، ورسالة المسلم هي رسالة السلام والرحمة والبركة، التي فشل كثيرون في تأديتها، واستبدلوا العنف والقسوة والإفساد بها، فأصبح العنف بتفجيراته يطال المساجد، والمقامات، والمدارس، والمكتبات، ولا يمكن الخروج من هذا الوضع إلا بالرجوع إلى تعاليم ديننا الحنيف، والدخول في السلم كافة». فترة عصيبة وأضاف: «المؤتمر جاء في فترة عصيبة في حياة الأمة الإسلامية، والوضع الحالي الذي تشهده الأمة من عنف وتوترات أمر يدفع جميع العقلاء للتحرك، وأننا في وقت حرج من تاريخ الأمة، وتحتاج حالتنا إلى التعاون بين كبار العلماء وبين الجميع لنشر السلام». وأشار إلى أن المنتدى متميز بحضور كوكبة من كبار العلماء والمشايخ والمفكرين، ينورون المنتدى بعلمهم وحكمتهم، بداية من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إلى الإمام العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، إلى مشايخنا ومربينا وأساتذتنا ومفكرينا من كافة أنحاء العالم الإسلامي، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على الثقة التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة في قلوب المسلمين، حيث توافد العلماء من ماليزيا وإندونيسيا إلى المغرب العربي وأفريقيا، ومن آسيا وأوروبا وأميركا. رحلة جماعية ولفت إلى أنه يتشرف في المنتدى بأن يكون برفقة مشايخه العلماء الذين حضروا للمشاركة في الحدث من ليبيا، على رأسهم العلامة الشيخ الدكتور عمر مولود رئيس رابطة علماء ليبيا وزملاؤه مشايخ ليبيا من كل أرجائها، بهدف التلاقي بزملائهم من الأزهر الشريف والزيتونة والقرويين ومحاضر اليمن وموريتانيا ومدارس إندونيسيا وماليزيا وزوايا الجزائر العريقة ومدارس السودان وإفريقيا لتتشابك الأيدي مع إخوانهم في رحلة جماعية نحو السلام والوئام، وفي تأدية رسالة إصلاح ذات البين، تلك الرسالة التي جعلها المصطفى صلى الله عليه وسلم أساساً للدين الحنيف. وتناول الدكتور النايض الأسباب، التي أدت إلى وصول العالم الإسلامي إلى هذه الحالة من العنف والتوتر: وقال، إن هناك عدة أسباب متشابكة نسجت في كليتها الوضع الذي نعيشه، أهمها انهيار البنية التعليمية التربوية الروحية الإسلامية على مدى أكثر من 100 عام، بدأت بالانغلاق على الذات، ثم تلتها ضربات استعمارية شديدة دمرت مؤسسات بأكملها، وأحرقت مخطوطات إسلامية وزوايا ومدارس كثيرة، إلى أيديولوجيات فاشية تلبس رداء القومية أتت على ما تبقى من تلك المؤسسات العتيقة، إلى أيديولوجيات فاشية متأسلمة استخدمت الدين طمعاً في الوصول إلى السلطة والحكم، كل ذلك بالإضافة إلى تحديات مركبة ومزمنة، منها الجهل والفقر والبطالة وانسداد آفاق التنمية المستدامة والتألق الإنساني. البنى الروحية وتابع: «كل تلك الضربات للمنظومة المؤسسية للأمة الإسلامية أدت إلى ضعف شديد في البني الروحية والتعليمية والتربوية، وأرى في هذا المنتدى تلك الواحات التي حفظها الله تعالى من الحكمة والعلم والاتزان والمرحمة تعيد التشابك مع بعضها البعض لتكون تياراً روحياً وتربوياً سامياً يعيد للأمة روحها وحكمتها وأنوار عقلانياتها وأمنها وأمانها. فها هو الأزهر ومشايخه الأجلاء يلتقي بالمدارس الموريتانية والمغربية والجزائرية والتونسية والليبية والسودانية والعراقية والشامية واليمنية والآسيوية مع تساند حقيقي وجاد مع آخر الأفكار للجاليات المسلمة في العالم الغربي فتكون النتيجة حوار غني من الاختلاف المفعم بالاحترام المتبادل والمذاكرة في سبيل الله». لقاء عابر ودعا الدكتور النايض إلى ألا يكون المنتدى لقاءً عابراً بل يجب أن يكون لقاء يؤدي إلى أعمال ملموسة لمساعدة الأمة الإسلامية على الخروج من أزمتها، ويشهد التاريخ على أن دعم الدول الحكيمة العاملة على خدمة المسلمين عامل مهم في إحياء العلوم والمعارف والقيم. وقال: ها هي دولة الإمارات، تقدم في عصرنا الدعم لإحياء العلوم الإسلامية، وإرساء أسس التعاون المتبادل بين المسلمين، من خلال المبادرات العديدة، ومنها هذا المنتدى الذي يجمع علماء المسلمين والمدارس الإسلامية الأصيلة والمتجذرة في رحمانية الإسلام والمنفتحة على المعارف والعلوم الحديثة، وبهذا استطاعت هذه المدارس أن تلتقي هنا اليوم فاتحة لآفاق تعاون لا يتأتى إذا ما انكفأت كل مدرسة على نفسها. وأوضح أن الحوار الجاد المخلص المهتدي بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وآدابه في البحث والمناظرة هو السبيل الأمثل للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإنقاذ شبابنا الذين يغرر بهم فيسيئون فهم تعاليم الإسلام الحقيقية من سلام ورحمة وبركة، فيتحولون إلى ضيق الأفق وجحيم التطرف والتزمت والعنف. حركات تخرج عن نهج الإسلام قال: مع تقدير سلفنا الصالح والعلماء للحوار والبحث والمناظرة، نجد أنه، وللأسف، طيلة تاريخ الإسلام: «بعض الحركات التي تأبى إلا أن تكفّر عامة المسلمين وتخرج عن النهج الصحيح للإسلام، وسيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنه حاور الخوارج، واستطاع أن ينقذ منهم الألوف، وفي الوقت نفسه حارب من أصر على تكفير المسلمين وقتلهم، وعلينا الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لكن لابد من الحزم مع تيارات لا تعرف إلا القتل والتكفير للمسلمين وغيرهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©