الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

براون: الشعب الأميركي يجهل ما يدور في العالم

براون: الشعب الأميركي يجهل ما يدور في العالم
11 مارس 2014 01:39
أبوظبي (الاتحاد) - أكد جوناثان براون أستاذ مشارك للدراسات الإسلامية والتاريخ الإسلامي في جامعة جورج تاون، أن الجالية المسلمة في الولايات المتحدة، تحاول تصحيح الصورة المشوهة عن المسلمين، منذ الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر، مؤكداً أن الإعلام الغربي يركز فقط على السلبيات حول العالم الإسلامي، داعياً العلماء المسلمين في الولايات المتحدة والغرب والعالم إلى القيام بدور أكبر لتصحيح هذه الصور المغلوطة. وقال براون في لقاء مع «الاتحاد»، على هامش جلسات المنتدى العالمي للسلم في المجتمعات المسلمة: «إن مشكلة الإرهاب تتزايد في العالم الإسلامي، الأمر الذي دفع معظم الرأي العام الأميركي إلى الاقتناع بأن المجتمعات المسلمة مصابة بمرض العنف، ويرون السبب في هذا هو الإسلام، أما على الجانب الآخر، فنجد النخبة في الغرب وهي تدرك جيداً أن أسباب في الإرهاب متعددة منها الفقر والجهل»، لافتاً إلى أن بعض الآراء في المجتمع الغربي، يذهب إلى أن الحروب الدائرة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي سببها الغرب نفسه. وتابع: «هناك بعد ثالث لهذه المسألة، وهو ما يدور بعد ما يسمى بـ(الربيع العربي)، الذي خلفه من أزمات في سوريا ومصر وليبيا، وفي هذه القضية أعتقد أن قطاعاً كبيراً من الرأي العام في الولايات المتحدة يؤيد الديمقراطية، حتى وإن لم تنتج حكومات مثالية أو جيدة، ويرى أن الحل فيها للوصول إلى السلم المجتمعي». وأضاف، أن المجتمع الأميركي به مفهوم عام عن الدين الإسلامي، حيث إن الصورة مشوهة إلى حد كبير ليس فقط في أميركا، ولكن في الغرب بشكل عام، وذلك ناتج عن الجهل التاريخي والعداوة التي بدأت بسبب الحروب الصليبية والاستعمار. وأشار إلى أن الشعب الأميركي يجهل ما يدور في العالم، وأغلبهم لا يدرون حقيقة الأمور في منطقة الشرق الأوسط وبعضهم يقول، إن التوترات التي تتسبب في اقتتال يدور في بعض دول الشرق الأوسط ترجع إلى عداوات قديمة، حيث إن الشعوب العربية ترجع إلى مجتمع قبلي وبين بعضها كراهية وعداوات، مشيراً إلى أن قطاعاً آخر من المجتمع الأميركي يرى أن الشعوب في العالم العربي والإسلامي لديها ضغينة وكراهية تاريخية تمنع من الصلح والتصالح. وعن دور المؤسسات الدينية والعلماء المسلمين، قال: «إن العلماء قاموا بدور مهم جداً، ولنا في ذلك مثل حيث تحرك العلماء من الشيعة والسنة ومختلف المذاهب بعد أحداث 11 سبتمبر، وأنكروا مهاجمة برجي مركز التجارة، وأكدوا أن الإسلام يحرم مهاجمة المدنيين، ولا يزال العلماء المسلمون في الإمارات ومصر والدول العربية والإسلامية يستنكرون الهجمات الإرهابية على المدنيين». وأضاف أن الإعلام الغربي لا يهتم بالإيجابيات مثل دور العلماء المسلمين الذين ينكرون الإرهاب، ولكن يسلط الإعلام الضوء على التفجيرات الإرهابية والمسلمين المتشددين وصور لبعض الإرهابيين الذين يشوهون صورة الإسلام أو ينقلون صوراً تشوه صورة المسلمين، مشيراً إلى أنه لا توجد إمكانية لتصحيح الصورة بسبب الإعلام الذي لا يهتم إلا ببيع المطبوعات وترويج الأخبار المثيرة. المؤسسات الإسلامية وأشار إلى أن المؤسسات الإسلامية لها دور أكبر، حيث يمكنهم الحديث مباشرة مع الشعب الأميركي في الإعلام أو من خلال نشر الكتب، وهناك مسؤولية كبيرة جداً، والعلماء المسلمون في الولايات المتحدة يبذلون جهوداً كبيرة في هذا الشأن، ويعملون على التواصل مع الجامعات والوزارات والهيئات ومختلف المحافل لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام ورسالته السمحة ومطالباتهم بضرورة البعد عن خطاب أن الإسلام دين عنيف. وأوضح أن المجتمعات التي تشهد حروباً أهلية وعنفاً شديداً ينقص هذه المجتمعات أدوات التصالح والتنازل السياسي والاجتماعي، والفتاوى العنيفة ما هي إلا عبارة سطح يغطي مشكلات أعمق، مشيراً إلى أن الحالة السياسية إذا تجمدت وتصلب كل طرف وجزم بأن لديه الحق فتكون النتيجة استحالة التنازل والتصالح بين الأطراف المختلفة في التوجه أو الرأي، ويعد أحد أهم أسباب العلمانية في أوروبا والولايات المتحدة، حيث إن دخول الدين في السياسة يمنع من التدخلات السياسية، وهذا لا ينفي دور الدين في السياسة، ولكن إذا كان هناك حكومة ومجتمع يعطيان الدين دوراً في السياسة لا بد أن يكون المفهوم لهذا الدين مرناً ولا يمكن تكفير الخصوم أو المخالفين في الرأي ولا بد من استيعاب الآخرين. تعزيز السلم وعن أهمية المؤتمر، قال: «أتيت هنا باعتباري مسلماً أميركياً، ووجدت موضوع المؤتمر مهماً جداً لتعزيز السلم وإعلاء القيم السلمية في الدين الإسلامي، لا سيما أن اللجنة العلمية للمؤتمر جاءت برئاسة فضيلة العلامة عبدالله بن بيه، وهو عالم مشهود له، وعلى دراية وعلم وفير بأحوال الأمة الإسلامية، ومتوسع في المذهب المالكي، له احترام ومكانة في قلوب العلماء المسلمين، مما جعل أن المنتدى يحضره نخبة حقيقية من العلماء مما يثري النقاش ولا يجعله سطحياً». وأضاف، أن الشيخ عبدالله بن بيه أكد أن السؤال لا يمكن أن يكون (لماذا برز العنف في العالم العربي والإسلامي؟) لكن لا بد أن يكون السؤال «كيف يمكن حل هذه الأزمة والخروج من هذه الكارثة؟». واختتم حديثه بأن الآراء المتشددة لم تنتشر إلا عند عدد قليل من المسلمين وإذا ما قارنا عدد المسلمين الإجمالي الذي يبلغ 1?5 مليار إنسان مسلم حول العالم، وعدد المتشددين أو الإرهابيين والمتطرفين، فلن يظهر نسبتهم أكثر من 0.006?، وهذا وفق معادلة تم خلالها حساب نسبة المتطرفين في إحدى أوراقي البحثية. فوضى الفتاوى والاستقطاب الحاد لفت إلى أن فوضى الفتاوى لا يمكن أن تؤثر إلا في المجتمعات التي تعاني التطرف والاستقطاب الحاد والمشكلات المجتمعية، وهذا لا يظهر في المجتمعات المتوحدة في الفكر ووجهة النظر حول الإسلام والقضايا السياسية والاقتصادية، وبالتالي لن يكون هناك أثر للفتاوى العنيفة والشاذة، وتجد الوضع ذاته في الولايات المتحدة، فهناك استقطاب سياسي واقتصادي واجتماعي، إلا أن الفارق في أن المجتمع الأميركي استطاع أن يتصالح، ويتجنب العنف، وتوحد واتفق على العملية الديمقراطية كأساس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©