الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسلسلات التلفزيونية الطويلة ترسخ قدمها على خريطة الترفيه

المسلسلات التلفزيونية الطويلة ترسخ قدمها على خريطة الترفيه
17 ابريل 2010 21:40
يوماً بعد يوم يتأكد الارتباط الوثيق للمسلسلات التلفزيونية المطولة بثقافات الشعوب التي تقبل عليها لدرجة الأسر، وإذا كان الاهتمام العربي بالمسلسلات التركية استدعى الكثير من التحليل وطرح معه العديد من الأسئلة فإن معطيات كثيرة تشير إلى تقدم جديد لهذا النوع من الإنتاج التلفزيوني في أنحاء مختلفة من العالم بعد أن ظن كثيرون تراجعها في السنوات الأخيرة نتيجة تقدم وسائل الترفيه الأخرى. المسلسلات الأقوى مع تدشين مهرجان خاص بهذا النوع من المسلسلات في العاصمة الفرنسية باريس يتطلع عشاق المسلسلات في الولايات المتحدة الأميركية وخارجها بشوق لمتابعة الحلقات الأخيرة من المسلسل الأميركي الشهير “الضياع” (Lost ) التي ينتهي الموسم السادس منه في 22 مايو المقبل. والجدير بالذكر أن بث الحلقة الأولى من هذا المسلسل المطول تم في 22 سبتمبر 2004 وهو يصور ويتابع حياة الناجين من حادث تحطم طائرة فوق جزيرة غريبة، وتتناول كل حلقة قصة رئيسية عن حياتهم في الجزيرة إلى جانب قصة ثانوية من مكان آخر لشخصيات على علاقة بالناجين. وتحت عنوان “المسلسلات التلفزيونية أقوى من السينما” ذكرت صحيفة “فرانس سوار” الفرنسية في تحقيق كتبه أميل كويزينيه أن هذه المسلسلات تحولت إلى “نوع فني وثقافي قائم بذاته” مع التوقف عند دلالات تدشين المهرجان الباريسي الأول لهذا النوع من المسلسلات بعنوان “مسلسل الهوس” في الأسبوع الماضي. ونقلت الصحيفة عن المسؤول الفني للمهرجان موريس فريدلند أن مكانة المسلسلات التلفزيونية أصبحت مؤخراً “مادة مرجعية ومحادثة ونقاشاً”. وتستمر المسلسلات المطولة المنتجة أميركياً أو ذات الإنتاج المشترك بالهيمنة على الأسواق الكبرى. وإذا كان ساد اعتقاد في فترة ما بأن المسلسلات الطويلة هي ظاهرة موضة سرعان ما تنتهي “إلا أنها فرضت أخيراً نفسها كنمط ونموذج جديد للأعمال الخيالية من الباب الأول”، وفق ما جاء في “فرانس سوار”. وكان مسلسلا (er) “غرفة الطوارئ “ و”x-files” (ملفات سرية) أطلقا هذا النوع من المسلسلات في فرنسا. وسبقت الولايات المتحدة فرنسا كثيراً في هذا المجال كما يؤكد جان بيار اسكنازي، الباحث في علم الاجتماع والمحاضر في جامعة ليون الثالثة، إذ يقول : “من حيث النوعية فقد تفوقت المسلسلات التلفزيونية منذ وقت طويل على السينما في الولايات المتحدة”. أبعاد ثقافية يروي مسلسل الخيالي “ملفات سرية” الأميركي - الكندي المشترك الذي كتبه كريس كارتر، وبدأ بثه عام 1993 وحتى العام 2002 واشتهر بشعارات مثل “لا تثق بأحد” و”الحقيقة ليست هنا”، وأصبح ثقافة شعبية في التسعينات، وهو يروي قصة عميلين مهمشين في مكتب التحقيقات الفيدرالية يقومان بالتحقيق في حالات غامضة وما وراء الطبيعة بينما تنشأ بينهما تدريجياً علاقة عاطفة حميمة. ويتخذ الكثير من الباحثين والمتخصصين في الإعلام الجماهيري وعلم الاجتماع مثل هذه المسلسلات ومقدار انتشارها وردود فعل المشاهدين عليها موضوعاً للتحليل بأبعاد مختلفة بما فيها السياسي والثقافي. ويصدر لاسكنازي في يونيو المقبل عن منشورات ألبين ميشيل (Albin Michel) كتاباً بعنوان “المسلسلات التلفزيونية” ما سيسمح بإلقاء المزيد من الضوء على هذه الصناعة التي تهم قطاعاً واسعاً من المنتجين والمعنيين بالتلفزيون وكتاب الدراما والممثلين هذا إلى جانب النقاش المتعلق بالأبعاد الثقافية لانتعاش هذه الظاهرة. ويعتبر اسكنازي أن”المسلسلات الطويلة هي وسيلة للهروب من الواقع وهي لا تؤثر إلا في تعزيز ميل الفرنسيين إلى الخيال الشعبي”. ويضيف أن “من أدلة تجذرها الثقافي شهادة شباب يعترفون بمشاهدتهم للمسلسلات حتى عندما لا تهمهم، وإلا سيتعرضون للتهميش”. إلى جانب المثقفين والمحللين، ثمة وجهة نظر يعبر عنها من يمكن تسميتهم بعشاق مشاهدة المسلسلات الطويلة أو المدمنين عليها، أحد هؤلاء، ويدعى ألكسندر سيري الذي يشارك هوسه هذا مع آخرين من خلال مدونة (TimeSquare)، ويرى سيري أن أعمالاً مثل “لوست” و” 24” لا يمكن أن تظهر كل سنة”. إن الصيغة “العملية للمسلسلات وطابعها “الإدماني” مربوط بإمكانات تطور الشخصيات والأبطال وهو ما يعتبر أكثر أهمية بكثير من قضاء ساعتين في السينما، إن كل ذلك يمثل عوامل تدفع الجمهور إلى عدم الملل من مثل هذه المسلسلات”. أما المسلسلات الفرنسية فإن لها مستقبلاً ولكن ذلك يستغرق وقتاً طويلاً، كما يقول سيري ويضيف:”ذلك أن القنوات عامة ما زالت خجولة وتكتفي بمسلسلات كجوزفين، والملاك الحارس وغيرها التي تضمن لها سبعة ملايين مشاهد”. وباستثناء قناة بلوس، وقنوات الكيبل لا تريد هذه القنوات المجازفة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©