الإجازات ووقت الفراغ

مع اقتراب فصل الصيف وانتهاء امتحانات نهاية العام يعاني العديد من الشباب من وقت الفراغ وكيفية استثماره، فترى الكثيرين يسيرون في اتجاهات منحرفة لقضاء وقت الفراغ الذي لا يحسن استغلاله الكثير من الشباب، فبعضهم إن شعروا بالملل من أمور الحياة الروتينية يذهبون إلى قضاء بعض الوقت في الترويح عن أنفسهم ولكن فيما حرم الله، أو على الأقل فيما لا ينفعهم بشيء، هكذا لمجرد قضاء بعض الوقت· لذا نلاحظ أن أغلب الشباب يعاني من مشكلة الفراغ، خاصة مع دخول أوقات الإجازات كما هي الحال هذه الأيام، مما يسبب لهم الكثير من الحيرة والاضطراب· وإذا ما نظرنا إلى ما يفعله الشباب في تلك الأوقات لوجدنا العجب في إضاعتها في غير ما ينفع، بل ربما فيما يعود عليهم بالضرر· فمن قراءة للمجلات والصحف الهابطة إلى ملاحقة القنوات ببرامجها الهدامة، أو الحرص على المكالمات الهاتفية الطويلة، ناهيك عن التسكع في الشوارع والأسواق والجلوس في المطاعم والمتنزهات والدوران بالسيارات ليل نهار بحجة القضاء على الوقت، وكلها طرق خاطئة وأساليب ضارة· إن الأصل ألا يكون عند الإنسان وقت اسمه ''وقت فراغ''، لأن الإنسان الجاد المنتج عندما يفرغ من عمل فإنّه سينشغل بعمل آخر، ربّما أقل أهمية وربما أكثر، فلا وقت فراغ عند الإنسان، ولا يعني ذلك أن تكون أوقات الشاب كلها جد وعمل ولا يوجد فيها ترويح، فإن النفس تمل وتكل وتسأم، ولابد لها من الترويح، وعندما يشغل الشاب وقته بشيء من اللعب المباح أو الترويح المعتدل، فإن هذا الفعل لا يعتبر إضاعة للوقت ما دام يعود على النفس والبدن بالفائدة، وما دام لم يخرج عن القدر المؤدي إلى ذلك، لكن الواقع خلاف ذلك· إن مشكلة الفراغ تكمن في عدم استطاعة كثير من الشباب التفكير الجاد في قضاء أوقاتهم في شيء ينفعهم أو ينفع مجتمعاتهم· خالد حسين