الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة تثير شكوكاً حول بذخ حزب البشير

17 ابريل 2010 01:00
طوت أم حسين وهي تحكم غطاء رأسها بطاقة الاقتراع الأخيرة من بين بطاقات الاقتراع الثماني ووضعتها في صندوق مترب قبل أن تخرج من مركز الاقتراع إلى الشمس المحرقة. وقالت وهي تبتسم “أعطيت صوتي للنخلة، لكني لا أعرف لمن تكون”. ومضت تقول وهي تربت بيدها على بطنها الحبلى “أحضروني إلى هنا بحافلة لذا أعطيت صوتي لهم”. والنخلة هي الرمز الانتخابي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي يأمل البشير أن تضفي الانتخابات الشرعية على حكمه في تحد لأمر اعتقال ضده أصدرته المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور. ولا تعرف أم حسين، التي تعيش في قرية نائية في ولاية الجزيرة الزراعية دون كهرباء أو تلفزيون أو صحف، شيئاً عن دارفور ولا جرائم الحرب. وقالت “البشير.. لا أعرف. ليس سيئاً.. ليس هناك من سبب يدعو إلى تغييره”. وأم حسين التي لم تنل قدراً من التعليم الرسمي تقريباً نموذج لغالبية السودانيين ومن بينهم 16 مليونا مسجلين للانتخاب في أول انتخابات مفتوحة منذ 24 عاما. ولن يكون من السهل أبداً دفع بعض الناخبين الأكثر فقراً في العالم في أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة للسفر لمسافة تصل إلى 100 كيلومتر للإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيسين و24 حاكم ولاية وأعضاء 26 برلمان في الولايات والأقاليم. لذلك قررت الأحزاب نقل الناخبين بحافلات. وهشام الريح عضو في الحزب الديمقراطي الاتحادي الحزب الوحيد من بين أحزاب المعارضة الكبرى الذي لم يقاطع الانتخابات في الشمال. واتهمت الأحزاب الأخرى حزب المؤتمر الوطني الحاكم بتحديد نتائج الانتخابات سلفا وانسحبت. وقال الريح الذي كان يتحدث في فناء مدرسة ابتدائية جرى تحويلها إلى مركز اقتراع في الانتخابات التي استمرت خمسة أيام إن حزبه وكذلك حزب المؤتمر الوطني نقلا أناساً بحافلات. ولكنه قال إنه استناداً إلى الاقتصاد البحت لا يمكن لحزب أن ينافس حزب المؤتمر الوطني في الإنفاق على الدعاية الانتخابية، إذ أصبحت لديه أموال كثيرة بعد 21 عاماً من حكم الدولة. وهذه كانت واحدة من شكاوى كثيرة للمعارضة. وبثت محطتان تلفزيونيتان خاصتان بشكل كامل الدعاية الانتخابية للبشير على الهواء. وكانت هناك طائرات خاصة للصحفيين وأخرى للمطربين ونقل المؤيدون بالحافلات من كل مكان للمشاركة في الاجتماعات الحاشدة. ووضعت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في الأسبوع الأخير من الدعاية سقفا قدره 7.1 مليون دولار لانتخابات الرئاسة وحدها، وهي تزيد عن إجمالي الإنفاق على الدعاية الانتخابية لمنافسي حزب المؤتمر الوطني الحاكم. ويقول حزب المؤتمر الشعبي المعارض إن إجمالي ميزانيته للانتخابات زادت قليلا على 80 ألف دولار. وقال كمال عمر المسؤول بالحزب ضاحكاً “ذلك يعادل ما ينفقه مرشح واحد للمؤتمر الوطني في دائرة واحدة.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©