سعيد ياسين (القاهرة)
أحمد الفردان من أهم فناني البحرين، صاحب رحلة طويلة من العطاء في كل المحافل، عشق الفن ومنحه حياته وشبابه وماله، وأسهم في إثرائه وحرص طوال مشواره على أن تظل سمعة البحرين شامخة وسط كل المحافل.
ولد في دبي بالإمارات العربية المتحدة عام 1940، وعاد إلى البحرين عام 1948، وانتظم بالمدرسة الشرقية، ثم في مدرسة «عبدالرسول التاجر» التي تعلم فيها الكثير من العلوم، وكان الفن يحيطه من كل صوب، والفنون الشعبية تزاول في بيتهم الكبير في مناسبات الزواج والختان والأعياد، وأثر هذا الجو الفني عليه كثيراً رغم اشتهار عائلته بتجارة اللؤلؤ، وانضم مبكراً للفرقة الموسيقية بنادي «التضامن»، وكان هو عازف الإيقاع للفرقة، وشارك في تسجيل أغانٍ لعدد من الفنانين البحرينيين والخليجيين من خلال مصاحبتهم بالإيقاع، ثم انضم لأسرة «هواة الفن»، ومارس معهم نشاطه الفني حتى تم إشهار الأسرة رسمياً عام 1956، وكانت من أبرز الفرق التي تحتضن أنشطة ثقافية وفنية، وكانت لها أنشطة مسرحية وفنون تشكيلية وموسيقية، وقدم الكثير للفرقة وسخر وقته وجهده وماله من أجل تطويرها، وزودها بعدد من الآلات الموسيقية التي اشتراها من بعض الدول الغربية، وجلب مدرسين لتعليم أعضائها النوتة الموسيقية، وحصدت الفرقة نجاحات كثيرة من خلال مشاركاتها في المناسبات والاحتفالات الوطنية، كما شاركت بالعزف مع كبار الفنانين العرب والخليجيين، وقام بالتمثيل والمشاركة في أكثر من فيلم وثائقي عن البحرين، وتعاون مع كثير من المؤسسات الفنية من فرنسا وألمانيا والدنمارك ولبنان في إنتاج هذه الأفلام.
وأسهم في تسجيل عدد من الأسطوانات الخاصة بفنون البحرين مع الباحثين أيلي وسيمون جورجي، وقام بدعم وطباعة عدد من الكتب التراثية المترجمة للغات مختلفة، وصاحب الكثير من البعثات الأثرية وكون علاقة وثيقة مع المؤرخين والباحثين العرب منهم والأجانب، وقدم عدداً من المحاضرات والندوات الخاصة في هذا المجال، وتمت استضافته في برامج إذاعية وتلفزيونية كثيرة، كما أعد وقدم برنامجاً لصالح تلفزيون قطر بعنوان «فن ومرواس»، وكان من الأسماء المهمة التي يسترشد بها عدد من طلبة الدراسات العليا في مجال الفنون والتراث، وتوفي عن 74 عاماً في 1 مايو 2014.
عدد اليوم
