الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

معرض «سكة» الفني.. منصة حاضنة للمواهب الإماراتية

معرض «سكة» الفني.. منصة حاضنة للمواهب الإماراتية
22 مارس 2018 23:04
أحمد النجار (دبي) أضاءت الفنون البصرية بيوتاً تراثية في حي الفهيدي التاريخي بدبي، الذي احتضن معرض «سكة» الفني السنوي بنسخته الثامنة، والذي يستمر حتى 26 مارس الحالي، ويعتبر الحدث الأبرز من موسم دبي الفني الذي تنظمه دبي للثقافة، ليصنع تظاهرة ثقافية ملهمة، أبطالها الألوان والصور والموسيقا الحية والتصاميم التفاعلية الملهمة، وعشاقها جمهور كبير من الزوار والمهتمين والمتذوقين الذين يترقبونه بشغف من موسم لآخر، حيث يهدف في جوهره إلى خلق منصة داعمة وحاضنة للمواهب المحلية، وإطلاق العنان للمبدع الإماراتي ليروي فنه بأدواته المعبرة وينقله للعالم على طريقته الخاصة.وتصفه زها رامي، وهي مصممة وزائرة دائمة وواحدة من بين مئات الزائرين الذين يسابقون شغفهم لاكتشاف جواهر مكنونة وكنوز بصرية داخل كل رواق، بأنه «متحف مصغر»، بينما ترى بأنه «بيت الفن الكبير» الذي عاشت بين أروقته العابقة برائحة التراث الممتزج بعبق الفنون التي تنشر الفرح الملون. دعم مبادرة زايد أكد المنظمون بأن نسخة 2018 من معرض سكة الفني، اجتذبت أكثر من 60 فناناً مشاركاً من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، وتتميز بجودة المحتوى الفني، الذي يتبارى فيه نخبة من المحترفين وصنّاع الإبداع البصري، ولا يعد المعرض مزاراً فنياً ملهماً وحسب، بل تتخلل ساحاته العديد من الفنون الأدائية والوصلات الموسيقية والعروض الارتجالية التي تحمل صبغة ترفيهية يشارك فيها مواهب محليون وعالميون، واللافت في المعرض دعمه لمبادرة «عام زايد» في الإمارات، التي تحتفل وتحيي مآثر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث يمثل «سكة الفني 2018» منصة مثالية لدعم التسامح والتعايش تحت راية الفنون الإبداعية. قراءة الزمن بإبداعات 50 فناناًالزائر لـ «سكة» يعيش رحلة بانورامية في ضيافة كل رواق ليجد نفسه محاصراً وسط محتويات ومقتنيات ثمينة تصدر الروعة ببدائعها ومكتنزاتها وتجاربها اللامعة التي تفوح من أروقتها وردهاتها، كما يقوده فضوله لمحاورة فنانيها الذين يمتلكون فلسفة عميقة في صياغة الأفكار وطرح الرؤى والأحلام بطريقة محببة تدغدغ خيال المتلقين، بأساليب غير متوقعة، وبوصفات إبداعية مستعذبة، ضمن أعمال ترقى أن تكون «جواهر متحفية» تحنط اللحظة لتعيد قراءة الزمن بأكثر من حياة. وقد استطاع أكثر من 50 فناناً يسكنون تلك البيوت بفنهم المعاصر الذي ينطلق من الهموم الذاتية والحياتية والمعاني الوجدانية، أن يحققوا الإبهار وخطف الانتباه بدهشة المشاهدة وسحر المعايشة. لوحات ووجوه منقطة بالذهب الخالص خلال جولة لـ«الاتحاد» لرصد بعض التجارب الإماراتية التي تدفق الزوار إلى بيوتاتها، لتتأمل إبداعاتها المختلفة التي وصفت بأنها محطات تستوجب التريث أمام مكنوناتها الضوئية وومضاتها السوريالية وفلسفتها الفنية المعاصرة، وكان أول بيت قصدناه، بيت لميا الشامسي فنانة معاصرة، اختارت لمشروعها الفني اسم «الازدواجية» وهو عبارة عن 4 لوحات تحمل وجهين لشخص واحد، مطمورة بـ 15 طبقة لونية، ومنقطة بالذهب الخالص، وهو دلالة على الصراع في المشاعر والأفكار والاختلاف الوجداني بينهما. توثيق حياة الريف فوتوغرافياً طرقنا بيتاً، تسكنه ريم سعيد مصورة شاركت في عمل تصويري حمل عنوان «توثيق حياة الريف»، وقالت ريم بأنها حاولت عبر لقطاتها توثيق المناطق الريفية في الإمارات، وتناولت بعدستها نمط العادات والتقاليد التي تميز بين ريف وآخر خارج المدن وداخل المجتمعات المحلية. البرقع ولغة العيون في البيت رقم 31، قدمت علياء الجوكر، عملاً فوتوغرافياً مدعماً بالوسائط الفنية بعنوان «ماذا ترى» يضم لوحة مصورة لامرأة ترتدي البرقع، لا يبدو وجهها واضحاً، عيونها تحمل تعابير مختلفة، حيث تبث عينها اليمنى التي تبرز فيها لمسات تجميلية للرموش فيما تبدو عينها اليسرى على طبيعتها، وتفسر علياء هذا التناقض بين عيون صورتها بأنه لغة العيون التي لا يمكن لأي شخص أن يقرأها إلا من عايشها وعاصرها، وهي تعبر بحسبها عن فلسفة المنظر والجوهر، حيث تحاول أن تؤكد بأن المظاهر خادعة وبأن الوجوه في الظاهر أعمق مما تبدو عليه في الحقيقة، فالروح هي مصدر النقاء الأوحد للنفس البشرية. وفرشت علياء ضمن رواقها بضع لوحات مرايا لكي تعكس رسالة اللقطة التي أسندتها على الجدران، وكانت بمثابة مزار إبداعي ملهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©