الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شخصيات حقيقية تمثل نفسها في «نهارات الغفلة» بدمشق

شخصيات حقيقية تمثل نفسها في «نهارات الغفلة» بدمشق
30 يونيو 2009 21:41
هل يمكن للممثل أن يؤدي شخصيته الحقيقية على الخشبة باعتبارها شخصية مسرحية؟. وهل يمكن للأداء العادي والعفوي كمحاكاة للحياة الحقيقية على الخشبة أن يبقى عادياً بعد أشهر من التدريبات؟. وهل ينجح الممثل في ردم المسافة بين انفعالاته الحقيقية وانفعالات الشخصية التي يريد تجسيدها على الخشبة حتى تتطابق؟. هذه الأسئلة أثارها العرض المسرحي «نهارات الغفلة» الذي قدمه طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية في العاصمة السورية، دمشق، على المسرح الدائري بالمعهد، كمشروع تخرج. حيث أدى الممثلون أدوارهم على الخشبة كطلبة معهد خلال بروفات يتدربون فيها على أداء شخصيات من مسرحيات عالمية، مما يطرح إشكالية الممثل والدور والعامية والفصحى والتصرف العادي والأداء المسرحي، في لعبة صعبة وممتعة في الوقت نفسه، تبين قدرة الممثل على الانتقال بين هذه المستويات المختلفة من الأداء، وتتكئ على تقنية المسرح داخل المسرح. أشرف على العرض الفنان حسن عويتي بمساعدة الدراماتورج والممثل كفاح الخوص. وشارك فيه: يامن الحجلي ومؤيد رومية وجيرار أغاباشيان ورنا كرم وندى العبدالله ومي مرهج وعهد ديب وفاتنة ليلى وعلا الباشا ونوار يوسف ولينا ذياب ومحمد ديبو. وصمم الديكور ناصر جليلي والإضاءة ماهر هربش والأزياء ظلال الجابي. تناول العرض موضوع، الخيانة، كثيمة أساسية فيه، من خلال عدة نصوص عالمية هي: «الأقوى» للسويدي سترندبرغ، و»إلكترا» لليوناني يوريبيدس، و»ريتشارد الثالث» للإنجليزي وليم شكسبير، و»سيدة الفجر» للإسباني أليخاندور كاسونا، و»شهر في القرية» للروسي تورغينيف. ومزج بين أداءين وحوارين، الأول أداء الممثلين للشخصيات المسرحية التي يتدربون عليها، والثاني أداء الممثلين لشخصياتهم الحقيقية وهم يتدربون على أداء الشخصيات خلال البروفات، بكل ما يتضمن ذلك من طموحات وأحلام ومشاكل وقصص وعلاقات حب وصداقة نشأت بينهم أثناء التدريبات. مما جعل العرض مزيجاً من الحوارات الشخصية المستمدة من العلاقات الحقيقية بين الممثلين، وحوارات الشخصيات المسرحية التي يجسدونها. ولكن هذا المزج لم يكن يعتمد على الارتجال على الخشبة، وإنما على توثيق يوميات الطلاب التي تحولت إلى نص مسرحي. مما يطرح سؤالاً مهماً: هل كل ما هو واقعي وحياتي معاش، يمكن أن يتحول إلى نص درامي؟. تقول الدكتورة حنان قصاب حسن مديرة المعهد: حين يؤدي الممثل دوراً على المسرح تتداخل الانفعالات التي يعيشها كإنسان بتلك التي عليه أن يعيشها كشخصية مسرحية، وما بين الحالتين تتسع الفروق أحياناً وتتضاءل أحياناً أخرى، حتى تصل لدرجة التطابق، وهذا التراكب المعقد هو صورة للعلاقة بين عالم الواقع وعالم المسرح، وللحدود التي ترتسم بينهما عين المتفرج. أما الفنان حسن عويتي المشرف على العرض، والذي اختار أن تكون حياة الطلاب موضوعاً لمشروع تخرجهم، فأشار إلى أن البيئة التي عاش فيها الممثلون خلال السنوات الأربع الماضية تشكل مناخاً خصباً للدراما، من خلال أحلامهم والعلاقات التي نشأت بينهم والمشكلات التي واجهتهم، وقال: هذا المكان الذي سيودعه الطلاب بعرض مسرحي، كان لهم بيت تمتد فيه مساحات واسعة من الحياة بكل تناقضاتها، وقد تعلموا فيه كيف يعتلون خشبة المسرح. وفيه كان حبهم الأول، وانكسارهم وانتصارهم الأولين، وفيه تلمسوا معنى الصداقة. ومنه يبدأ الدرب إلى الحياة التي تنتظر كل واحد منهم. رغم جدة العرض، إلا أن شرف المحاولة في إنتاج عرض مسرحي غير مسبوق، لم يشفع للمشرف والممثلين أمام بعض الملاحظات النقدية، ومنها أن الفنان عليه أن يكون متناقضاً مع الشخصية التي يريد تمثيلها، وهذا لم يتم في العرض الذي بقي ممثلوه في إطار محاولات لتجسيد الشخصيات التي يريدون بلورتها على الخشبة.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©