الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«دبي كانفس».. إبداعات الريشة والألوان على جدران الإمارة

«دبي كانفس».. إبداعات الريشة والألوان على جدران الإمارة
3 مارس 2015 00:13
جذور هذا الفن تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي على يد مجموعة من الفنانين الإيطاليين دبي (وام) شهد مهرجان «دبي كانفس»، الذي ينظمه «براند دبي» التابع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي إقبالا لافتا مع انطلاق فعالياته أمس الأول الأحد وحظي بمتابعة المهتمين بالحركة الفنية عموما وبفن الرسم ثلاثي الأبعاد على أرضيات الطرق والجدران في المناطق المفتوحة بصفة خاصة حرصا على مشاهدة أهم مبدعي هذا الفن الحديث وهم ينفذون لوحاتهم مباشرة في منطقة «ذا بييتش» مقابل جميرا بييتش ريزدنس، والاستمتاع بباقة كبيرة من الفعاليات الإبداعية المصاحبة ضمن أجواء احتفالية. لغة الإبداع وقالت منى غانم المري المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي بمناسبة انطلاق فعاليات «دبي كانفس» إن المهرجان يمثل جسرا جديدا يوثق علاقاتنا مع العالم عبر لغة الإبداع التي تنطق بها الإنجازات الحضارية المشرفة المتحققة على أرض الإمارات والتي لا تلبث أن تتطور وتزدهر يوما تلو الآخر. وأوضحت المري أن فكرة المهرجان تأتي في إطار رسالة «براند دبي» المعني بطرح مبادرات جديدة بأسلوب فريد يعكس روح دبي الخاصة حيث وجد في فن الرسم ثلاثي الأبعاد وسيلة جيدة لنقل هذه الرسالة بأسلوب جديد وغير تقليدي إذ لم يسبق لهذا الفن الظهور بذات المستوى من قبل في المنطقة العربية على امتدادها. مؤكدة أن الرسالة التي يهدف المهرجان إلى توصيلها هي أن دبي تحافظ دائما على ريادتها وضمن مختلف المجالات. وأعربت المري عن ارتياحها للمؤشرات الأولى لنجاح المهرجان في الترويج لدبي كمدينة ترتكز إنجازاتها على مفهوم الإبداع إذ ظهرت تلك المؤشرات من خلال صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة مثل «تويتر» و«انستجرام» التي انتشرت عليها أخبار وصور فعاليات المهرجان والأعمال المشاركة بصورة لافتة. وقالت: لاشك في أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم وسائل نشر المعلومات وتناقل الأخبار بما لها من قدرة على الانتشار السريع من ثم أطلقنا مسابقة خاصة بـ «دبي كانفس» على موقع «انستجرام» لتشجيع الناس لاسيما الشباب على مشاركة تجاربهم معه عبر صفحاتهم الخاصة إذ لاحظنا تجاوبا كبيرا في أول أيام المهرجان وهذا يطمئننا إلى نجاحه في تحقيق جانب مهم من أهدافه. أشهر الفنانين العالميين ويقدم المهرجان الذي تمتد فعالياته حتى نهاية الأسبوع الجاري أعمالا فنية متميزة لكبار فناني الرسم ثلاثي الأبعاد في حين يأتي المهرجان كترجمة لاستراتيجية «براند دبي» الهادفة إلى إبراز تميز دبي كبيئة راعية للإبداع.. كما يساهم في خلق حالة من الوعي الإبداعي في الإمارة ويوفر منصة مهمة للتواصل مع رموز الاتجاهات الفنية الحديثة والتعرف على آراء رواد ومؤسسي مدارسها المختلفة. وقد تم اختيار «الفن ثلاثي الأبعاد» ليكون موضوعا للدورة الأولى وتمت دعوة نخبة من أشهر الفنانين العالميين للمشاركة في المهرجان ولعرض أعمالهم الفنية أمام الجمهور مباشرة ما يسهم في تقريب هذا النوع من الفنون إلى الناس ونشر الفكر الإبداعي بين الجمهور. وعلى الرغم من حداثة هذا اللون الفني إلا أنه استطاع أن يصل إلى قلوب الملايين من المعجبين في شتى أنحاء العالم وارتفع عدد المهرجانات التي تحتفي به سنويا بشكل كبير. البداية إيطالية ويعد فن الرسم على الجدران وأرضيات الطرقات من الفنون حديثة الانتشار نسبيا إلا أن جذوره تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي عندما بدأ مجموعة من الفنانين الإيطاليين في الترحال بين المدن والقرى لرسم الصور الدينية على أرضيات الطرقات والساحات العامة باستخدام الطباشير والفحم والحجر الملون، إذ استغرق الأمر نحو ثلاثة قرون لظهور رسامي الشوارع في العاصمة البريطانية لندن منتصف القرن التاسع ومن ثم باقي المدن الأوروبية. وترجع بدايات هذا الفن إلى بدء فئة من الرسامين التنقل بين ربوع إيطاليا للرسم في الفعاليات الاحتفالية والتكسب من الأعمال التي يقومون بتنفيذها على الجدران والأرضيات وكانت في الغالب صورا ذات طابع ديني وعرف هولاء الرسامون باسم «مادوناري».. وعلى الرغم من أن إيطاليا شهدت ولادة هذا الفن إلا أن أول مهرجان لفن الرسم على أرضيات الطرقات والجدران أقيم في لندن عام 1906. فنون «المادوناري» وينظر إلى الفنان الأميركي «كيرت وينر»، على أنه رائد ومؤسس الفن الجديد الذي اشتقه من فنون «المادوناري» وهو فن الرسم ثلاثي الأبعاد على الأرض وقد انتشرت أعماله في ثلاثين دولة وله ملايين المعجبين.. ودرس «وينر» في كلية «رود أيلاند» للتصميم والفنون قبل أن يعمل في وكالة «ناسا» كمطور لرسومات أبحاث الفضاء إلا أنه قرر لاحقاً ترك عمله في «ناسا» كي يسافر إلى إيطاليا لملاحقة حلمه بدراسة فن الرسم الكلاسيكي وتقنياته المتعددة والاقتراب من الموضوعات التي يتناولها الرسامون هناك والمواد المستخدمة في الرسم كون إيطاليا من أهم الدول صاحبة الرصيد الفني والتاريخي المهم. وبغرض تمويل أسفاره ودراسته عمل «وينر» كرسام في الشوارع أو ما يعرف باسم «مادونارو» ونفذ الكثير من الأعمال الفنية بالطباشير في شوارع روما. وفي غضون عدة سنوات استطاع الفوز بالعديد من الميداليات الذهبية في المسابقات الأوروبية وحظي بشهرة واسعة كرائد من رواد فن الرسم على الطرقات. شكل فني جديد ويعتبر «وينر» الفنان الأميركي الوحيد الذي استطاع الفوز في مهرجان «جراتسي دي كورتاتوني» لثلاث دورات متعاقبة وهو من أقوى وأشهر منافسات العالمية للرسم على الأرض ويحظى بحضور كبير من قبل أمهر الفنانين العالميين الذين يتنافسون لتنفيذ أفضل أعمالهم خلال فترة لا تتجاوز 24 ساعة. وبعد أن أمضى أعواما عدة في دراسة فنون عصر النهضة والتعرف إلى التفاصيل الدقيقة المميزة لكل فترة من فتراتها بدأ «وينر» في صياغة أسس أسلوبه الخاص وقام بإلقاء العديد من المحاضرات وورش العمل في جميع أنحاء الولايات المتحدة للتعريف بالأسلوب الجديد كما أنه قام بتعليم أصول الفن لأكثر من مئة ألف طفل على مدى عشر سنوات ما أهله للفوز بميدالية مركز كنيدي تقديرا لإسهاماته. وفي عام 1982 قام «وينر» بمزج التقنيات الكلاسيكية لفن الرسم على أرضيات الطرقات مع تقنيات الخداع البصري ليعلن بذلك عن ميلاد شكل فني جديد وهو ما يعرف حاليا باسم «فن الرسم ثلاثي الأبعاد» والذي يظهر فيه الفنان البعد الثالث للعمل الفني من خلال تطوير عمق وهمي يظهر للمشاهد من زوايا معينة فقط. واستلهم «وينر» فلسفته وأسلوبه الخاص من أسقف الباروك الرومانية التي أبدعها فنانو القرن السابع عشر وقبيل إنجاز الشكل الفني الجديد واجه «وينر» عقبات تقنية لكنه أراد أن تنفذ الرسومات على أرضيات مستقيمة وعلى مسافة أقرب من عين المشاهد. لوحة خداع بصري يستضيف «دبي كانفس» الفنانة الأميركية «جولي كيرك بورسيل»، التي بدأت مستقبلها المهني مع فن الرسم ثلاثي في مهرجان محلي صغير في ولاية كاليفورنيا. وخلال الأعوام اللاحقة، قامت «بورسيل» برسم المئات من الأعمال الفنية في هونج كونج وتايلاند والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وأوروبا، كما عملت «بورسيل» مع كبريات شركات الإنتاج السينمائي. وفي عام 2014، كلفت «بورسيل» مع فريق من الفنانين من مختلف أنحاء العالم برسم أكبر لوحة خداع بصري في العالم. البعد «الوهمي» قام «كيرت وينر» عام 1986 بتنفيذ عدد من الرسومات ثلاثية الأبعاد والتي ساهمت في انتشار شعبية هذا الشكل الفني الجديد وجذبت له أعدادا كبيرة من الرسامين والأكاديميين الذين أرادوا التعرف على أصوله ومعاييره واتجاهاته كما ازدادت أعداد المعجبين بهذا الفن لما فيه من إتقان ومتعة يشعر بها من يشاهد تلك الأعمال الفنية، وبذلك يكون «كيرت وينر» هو أول من أضاف البعد الثالث «الوهمي» للوحات التي ينفذها الفنانون على أرض الشارع والجدران، ليصبح أفضل الرسامين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©